كادت ان تكلفني المصالحة..

سامي كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كادت ان تكلفني المصالحة..
سامي كاظم فرج
في محاولة مني لاجراء استطلاع لاراء المواطنين بشأن موضوع المصالحة الوطنية هذه المحاولة التي لا اريد ان يطلع القاريء العزيز على (النتيجة) النهائية لها والتي تمثل بالنسبة لي (النجاح) وبتفوق وتعني لمن يختلف عني في المفهوم والنظرة (للدولة) ولبناء الدولة ومقوماتها وقوانينها الرسوب في (جميع الدروس).. هذا الى جانب التهكم والتندر والتشفي في بعض الاحيان بسبب عدم انصياعي والاخذ بالنصائح التي لطالما انهمرت على مدراراً..!!
هذه النصائح التي الحوا عليَّ من خلالها الكف عن وجع الرأس والتي لم تكن تبدأ من (الباب التجيك منه ريح سدة واستريح..!) ولاتنتهي بـ(لايلدغ المؤمن من جحر مرتين..!)
في بداية رحلتي (الاستطلاعية) رأيت ان تكون الخطوة الاولى داخل البيت في ان استطلع رأي (ام الجهال) التي بادرتني بعد ان طرحت السؤال بالقول: الم تكن التجربة التي عشتها في الغربة (القسرية) غير كافية وهل ان ما عانيته طيلة هذه السنوات لم يكن جديرا بتحصينك بالحيطة والحذر او يرسخ في نفسك اليأس من ان العراق يسير من سيء الى اسوأ ..!! قبل ان اغادر عاودت السؤال : ولكن المهم ما هو رأيك بالمصالحة الوطنية.. قالت وهم تهم بغلق الباب ورائي: (روح شوف اسعار السوك.. جيبنه وياك خيار وطماطة وبتيتة.. وعوف السياسة ترة كلوبنه خلصت..!!)
كنت انتقي سائق تكسي تجاوز عقده السادس على الاقل ليكون بمقدوره الاجابة على اسئلتي مما ترشح لديه من خبرة ونتيجة التجربة التي عاشها في اجواء متباينة وانظمة حكم ما انزل الله بها من سلطان..!!
بعد ان قطعنا قرابة المئة متر اخرجت اوراقي وقلمي وتوجهت الى الرجل (مستطلعا): عمي شنو رأيك بالمصالحة الوطنية وهل تعتقد انها ستحقق قريباً..؟!
التفت الى الرجل وهو مكفهر الوجه وقد حسبت بأني كنت قد وجهت اليه كلاما غير لائق دون ان ادري ثم (زمجر) وانا قد (مسني الخوف والهلع) من المصير المجهول: (انت شنو حظرتك صحفي..؟!)
-(ويدي ترتجف بعد ان اعدت القلم الى جيبي) نعم..!!
-(وشتريد حظرتك انطيك رأيي بالمصالحة الوطنية..؟!)
-(لا.. لا.. ماكو داعي.. اني اسف جداً..!!)
-(لك هية يا مصالحة.. ويا وطنية.. ليش همه متزاعلين .. لك هي قشمرة..)
ثم هم بفتح الباب لي بعد ان اوقف السيارة وهو يقول:
(شو دكوم انزل أنعل (...) لـ (...) هالمصالحة الوطنية الكشرة.. انزل مو شبعنة جذب..!!)
نزلت من السيارة وتحمدت الله على سلامتي.. ولعنت سنسفيل هذا الاستطلاع.. وعدت الى البيت مشياً.. سألوني.. اين الخيار والطماطة ها (يا حافظ... يا ستار.. اشو وجهك اصفر..؟!!)
-لا .. لا ما كو شي.. مجرد استطلاع..!!
سامي كاظم فرج

#سامي_كاظم_فرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات