بدر كامل
الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 14:20
المحور:
الادب والفن
كان هناك شاب في العشرين من عمره نشأ يتيم الأب ، كبر الشاب ودخل الجامعة ثم بدأت قصة مأساته الحزينة والمحزنة ، كان متمردا على كل موروث ديني متخلف ، كان ذا عقل وفكر متنور يحب أن يعمل عقله بحثا وتأمل وفكرا وتفكرا ولا يسلم عقله لغيره أبدا ، لا يستسلم ولا يهادن ولا يحابي ولا ينافق أو يجامل فيما يراه من صواب في آرائه ، غضب منه بعض أساتذته في الكلية وخافوا على بقية الغنم من أن يحذوا حذوه فوشوا به لأجهزة الأمن ، مسكين هذا الشاب لم يكن يعلم ما الذي سيجري له من مصائب ، مسكين هذا الشاب ذو العشرين ربيعا وستكون خريفا مظلما واحدا تلو الآخر في مقتبل الأيام القادمة ، تلقي أجهزة الأمن القبض عليه أمام أساتذته وزملائه الطلاب في الكلية وفي محراب الجامعة توضع القيود بيديه ورجليه وبإهانة ، يا للمسكين ، يؤخذ بهذه الحالة المذلة وليروعوا بقية الغنم من الطلاب أن هذا مصير كل من يعمل ويستخدم عقله أو يناقش حتى أساتذته ، مسكين أنت أيها الشاب فأين ذهبوا بك ؟! وإلى أين ؟! وماذا سيعمل ويفعل بك خفية في المعتقل وهم بالغوا في إيذائك نفسيا وجسديا علانية وأمام زملائك في الجامعة ؟!!
وضعوا الشاب في الزنزانة مقيد اليد في النافذة وحرموه من الجلوس والنوم أياما طوال ، عذبوه ونكلوا به بأبشع الأساليب ثم زجوه في السجن بعد محاكمة صورية ، وتم أيضا جلده مئات الجلدات أمام بقية نزلاء السجن ، لم يكن يأكل سوى في حالات الجوع الشديد وانطوى على نفسه المسكين في سجن إنفرادي لأعوام ثم خرج للشارع بعد الإفراج عنه لإنقضاء مدة محكوميته ، لم يجد أحدا من أقاربه يحنو عليه فهام على وجهه خارج المدينة بجوار مرمى الزبالة ، بنى عشة صغيرة بمساحة أقل من زنزانته القديمة في المعتقل ، اعتاش من القمامة ، وبعد أشهر وذات صباح وبينما هو منكب بين أكوام الزبالة كعادته كل صباح ينقب عن كل ما يمكن أن يباع سمع نباح كلب ينبح بألم وصوت مفزع فهرول لمصدر الصوت ومعه عصى ، فرأى كلبة تضع جروا تلو الآخر فرق قلبه وابتسم وعادت الحياة الحقيقية لقلبه من جديد فماذا جرى ؟!
#بدر_كامل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟