|
الفنان الشاب قيس عيسى .. تجربة ابداعية وتنوع في اساليب البحث التشكيلي
شعلان الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 14:17
المحور:
الادب والفن
ترعرع في مدينة البصرة وفي منطقة المطيحة بدأت البذرة الاولى ، الخطوة الاولى وهي وجود القاص والكاتب محمدخضير الذي ساعدة على ممارسة فن الرسم بالاضافة الى والده عيسى عبدالله الفنان المعروف الذي له دور هام في مسيرتة الفنية . وفي بواكير دراسته الفنية الاولى في معهد الفنون الجميلة في البصرة ولمدة خمسة سنوات تتلمذ على يد اساتذة معروفين في هذا المجال كالاستاذ جاسم الفضل وشاكر حمد وغيرهم مما ساعده للحصول على الاول على قسم الرسم الامرالذي اهله للدخول الى كلية الفنون الجميلة ليجد امامه اساتذة كبار كالفنان عدنان عبد سلمان والاستاذ محمد راضي لقد اثروا في حياته الفنية وحددو مساره الفني واسلوبة نحو التجدد و النشاط والتقدم لاختيار الامثل وبعد حصوله على المرتبة الاولى ليس فقط على قسم الرسم وانما على الكلية تم قبولة في دراسة الماجستير وحصوله على شهادة الماجسير بتقدير جيد جدا من قبل استاذة متخصصين من بغداد . تطور الاساليب الفنية والتقنية. التطور ينحاز الى العلم وكتقنية علمية إن هناك تحول وبناء وتغير في التجربة بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة ن وجد فضاءات اوسع كي يدخل في الفن التجريدي وبالبحث عن خامات جديدة وتجارب جديدة ، واساليب جديدة وبصمة جديدة ، حيث بدأ يستهويه فن الكرافيك وبقي يلازمه لفترات طويلة ، وكي يمسك بخيوط هذ الفن ، عمل على الحجر واليثوغراف ، وعلى الزنك ، والاحبار ومن خلال ذلك اقام معرضا في كلية الفنون الجميلة اثناء دراسة هناك . وبعد هذا يجب الانتقال الى مرحلة اخرى في عالم التجريب كي يوظف التقنيات التي درسها كالاشتغال على المسلات الاشورية والسومرية لحضارة وادي الرافدين ، استطاع ان يقرأها قراءة معاصرة كرجل يعيش في هذا العصر يختلف عن الانسان في ذلك الزمن وكأنه يريد ان يصنع له مسلة خاصة به ، مسلة معاصرة تحتوي مايريد من قوانين ، من افكار ، من تطلع نحو افق وفضاء تشكيلي ينفرد به عن الاخرين ويرسم بصمات تفرده في الاسلوب والتقنيات ممن سبقة من الفنانين وابناء جيله . استمرت هذه التجربة بحدود سنتين ثم انتقل الى مرحلة تحضير وكتابة رسالة الماجستير عن التجريد في الرسم العراقي المعاصر .. ولمدة سنتين شعر بان هناك طاقة تتفجر بداخله وهي اعادة انتاجه الخامة التشكيلية واكتشافها من جديد باستخدام كارتونات مهملة وكارتونات اجهزة الحاسوب والاجهزة الكهربائية بتلوينها بطريقة الرسم بحيث صارت تتلائم مع النظام المعماري والهندسي التي منحته الحرية في الرسم والتلوين بحيث صار فضاء اللوحة لا يتسع لافكاره وتفنياته التشكيلية فاتجهت افكاره الى خلق وصناعة لوحة متحركة تمتلك فضاءات واشكال متحركة يستطيع المتلقي ان يشاهدها من عدة اتجاهات. هذا النتقال من مرحلة لاخرى له جذور تاريخية ومعرفية ويحاول ان يبحث عن ذاته ، اين يجد الشي الذي بداخله كي يسلط عليه الضوء .. فهذه الاشياء التي تصدر من داخله وتنعكس على الاخر وكثيراً ما تستهويه ويدخل في غمار البحث والاستقصاء كي يجد حضورها امام الاخر ، وخاصة في عيون المتلقي ، وهذه الاشياء يمكن تشكيلها من قبل الفنان او المتلقي فتنتج في كل مرة نص جديد ، قراءة جديدة ، لوحة جديدة . الشغف بالاختام الاسطوانية التي يثير صغر حجمها وتدحرجها على الطين فضول الفنان ويدفعة الى خلق حالة جديدة من الايمائات والرموزالاشارات التشكيلية ، لكن هذا الشغف ، وهذه التجربة لم تدم طويلا ، انتجت وانضجت فكرة جديدة ، هي الكتابات اليابانية او الايحاء بالكتابة اليابانية واستثمار الطاقة والايحائية في هذه النصوص كي يزيح او يكشف الاشكالية المتعلقة بالنص في الكتابة اليابانية وايحاءاتها التشكيلية عن المتلقي لانه ( اي المتلقي ) لا يبحث عن معنى إنما هو ينتج معنى من خلال ادراك الجمال و الاحساس العالي بالقيم الجمالية والابداعية والرموز التشكيلية التي تعج بها قماشة اللوحة . بعدها انتقل في بحثة التجريبي الى توظيف الكتابة المصرية القديمة الهيروغليفية وتصميات الازياء والاشكال الانسانية وتوزيع الوحدات والكتل الفنية التي تضاف الى مرجعيات سابقة وهي الاختام الاسطوانية والكتابة اليابانية وحسب قول الفنان ان النتائج دائما تعلن عن نهايات ، ان النتيجة التي توصل اليها الفنان هي بدايات لاكتشاف حالات جديدة وفي كل معرض او لوحة جديدة سوف نرى معالجة جديدة للشكل واللون والسطح .. الاشكالية الانفتاح والتفرد . كل الاساليب الفنية وكل المراحل الزمنية في الفن تشبه الفلسفة ، الفلسفة تسير بخطوط متوازية لا تتقاطع ،الجيل الذي سبق الفنان قيس عيسى لدية خط مستقيم يختلف عن جيله ، عاش فترة تأمل وسماحة ، الاعتماد على الذات وكذلك تأثير الرواد على الحركة عموما في العراق امثال الفنان فائق حسن ، نوري الراوي ، عطا صبري ، حافظ الدروبي ، وغيرهم مازال تأثيرهم يلازم الجيل الذي سبق الفنان قيس عيسى الذين هم اساتذته الى جيل الرواد . اما الجيل الذي ينتمي له الفنان عاش عصر التكنولوجيا ، عصر التطور ، عاش الحركة السريعة للزمن المعاصر ، وخصوصا في تجربة الفنان قيس عيسى ان يخلق حالة وحضور جديد للوحة تبتعد كثيرا عن مرحلة الرواد . ومفردة الاسلوب عانت من اشكالية لفترة زمنية وشكلت حالة مهمة في الفن العراقي .. وعندما جاءت الاسلوبية حرفت ما موجود من افكار في منطق الاسلوب وعززت الحرية المطلقة للفنان ، نلاحظ مثلا الفنان بيكاسو يرسم بكل الاتجاهات رغم ما وصف بانه فنان تكعيبي ، فنانون معاصرون ابتكروا فنون جديدة منها الفن المفاهيمي وفن اللغة وفن المحيط وفن الصورة وحضورها امام المشاهد ، كل هذه الفنون وهذه المدارس ما بعد الحداثة اكدت ان هناك تداخل بين الفنون ، وهناك اساليب متنوعة ومتعددة يمكن للفنان ان يطرقها . الشي الذي تجده في اعمال الفنان قيس عيسى سمه كرافيكية وتصميميه محرفه ،ايحاء كرافيكي وليس كرافيك ، ايحاء تصميمي وليس تصميم ايحاء تجريدي وليس تجريد اياء تشخيصي وليس تشخيص ، اذن تجد في اعمالة صبغة تجريدية غنائية فيها مسحة من الجمال. حاول الفنان ان يجد منطقة جديدة في الرسم ، خارج منطقة الرسم ، حاول ان يحرف كل قوانين الرسم ، ان يثور عليها ان يغيير ما موجود من تكوينات وفضاء وكتل ، وعلى قانون التلوين الذي يحتوي على دراسات اكاديمية والذي يعتمد على المزج اللوني بالدراسة الاكاديمية والتي غايتها ومرجعيتها الاساسية تعتمد على المدارس الاوربية التي جلبها الرواد . بينما يريد الفنان ان يحقق او يخلق لوحة مبتكرة لفنان بصري حقق شي جديد في العمل الفني التشكيلي . والعمل الفني حسب فلسفة الفنان وايمانه بمفردتين لا ثالث لهما هما ، انزياح المعنى الذي يرجوه المشاهد او المتلقي من اللوحة ، وافول اسماء اللوحة . بمعنى نحن نسمي او تخضع اللوحة الى اسم ..لماذا ؟ لان المتلقي سوف يأخذ الصدارة امام اللوحة ويزيح الفنان ويتلقى العمل الفني ، وينتج معنى خاص به واللوحة هنا يكون سيدها الآخرهو المتلقي .. وحسب رأي الفنان الايقونة الخاصة بالفنان مطلب اساسي ، ولكن الهويات والخصوصيات والانطلاق اصبحت من الماضي .. احد الكتاب الامريكان يقول ان الارض اصبحت مسطحة وليست كروية .. بعدما اجتاح الانترنت العالم ، تشاهد الاخر في لحظة امامك في القطب الاخر من الارض . اذن الهوية لاتجدي نفعا ( وهذا حسب رأي الفنان ) والفن سمه عالمية يحاكي كل اللغات وكل المستويات ويحاكي كل الثقافات .
#شعلان_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|