أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - فلتبقينه عانسات !















المزيد.....

فلتبقينه عانسات !


زكي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




العنوسة مفهوم اجتماعي نسبي، فسن العنوسة من الممكن أن يكون في مجتمع ما من سن السابعة والعشرين وفي مجتمع آخر من سن الثالثة والثلاثين، أي أن الفتاة التي لم تبلغ بعد هذه السن ما تزال فرصتها في الزواج جيدة .
العنوسة نشئت واستفحلت في المجتمع الشرقي الذي تسيره النظم الاجتماعية والقانونية ذات المنشأ البرجوازي ، بينما لا يوجد في المجتمع الغربي هذا المفهوم فالعلاقات الجنسية في الغرب متاحة للجميع ، وتعتبر من بديهيات الحياة الاجتماعية، فكيف أن الإنسان يأكل ويشرب فانه كذلك يمارس الجنس عبر مؤسسات البغاء أو عن طريق العلاقات الخاصة ، بينما يعاني الفرد في المجتمع العربي من الكبت الجنسي ، إذ أن تصريف الرغبة الجنسية محظورة في غير مؤسسة الزواج، التشريع الإسلامي اوجد قنوات مرنة لتصريف الطاقة الجنسية، على الأقل في المذهب الشيعي، فهناك الزواج الدائم والمؤقت وقديما في عصور الإسلام الأولى ملك اليمين ، إلا أن تراكمات نظام الاستعباد والاستبداد السياسي والاجتماعي والديني اوجد عقدا مستحكمة في الذات الاجتماعية ، فتصريف الطاقة الجنسية أصبح من الأمور الصعبة والمعقدة في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، فتكاليف الزواج وتعقيداته أضحت من الصعوبة بحيث يبقى رجالا ونساء بغير زواج لسن متقدمة ، في المقابل تنعدم في المجتمع أية مؤسسات فاعلة تواجه تلك المشكلة الخطيرة بشفافية وواقعية ، بل على العكس من ذلك نشئت مؤسسات تجارية تستغل الرغبة الجنسية والفطرية الجامحة لدى الرجال والنساء من اجل تحقيق الأرباح، إنها ذات المعادلة ونفس النظام الذي يسيطر على مناحي حياة الإنسان المعاصر ولكن بطرق أخرى وأوجه مختلفة ، ففي الغرب هناك الأفلام الجنسية والإعلانات التجارية وبيوت البغاء المنظمة التي تدر الملاين من الدولارات وتستغل فقر وعوز الملايين من النساء حول العالم لإجبارهن على ممارسة الدعارة ، وفي المجتمعات الإسلامية المحافظة، التي تدعي الإسلام والعفة والشرف تنشط تجارة الزواج ويستغل منتفعيها الحاجة الملحة والطاقة الجنسية الضاغطة في الرجل والمرأة من اجل تحقيق الربح والمنفعة المادية ، وفي بعض البلدان الفقيرة ومحدودة الدخل كاليمن ومصر تزوج العائلات الفقيرة بناتها لتجار وسائحين مقابل مبالغ طائلة بالنسبة لعملتهم المحلية، وينتهي الزواج بمجرد مغادرة السائح للقطر ، إنها معادلة واحدة ، استغلال الرغبة الجنسية العظيمة في تحقيق المآرب المالية على حساب إنسانية الإنسان وحقوقه المشروعة في الكرامة والعزة والحرية .
إننا في مجتمعاتنا الإسلامية عندما ابتعدنا عن التشريع الإلهي التابث والقطعي وتبعنا النظم الحاكمة التي انشتئها الطبقات البرجوازية المستبدة ، وقعنا في منزلق التخلف والتناقض العجيب ، فالشباب العربي يمارس اغلبه الجنس قبل الزواج، وعندما يتزوج يبحث عن فتاة شريفة عفيفة طاهرة من منبت حسن!! والفتاة عندما يتقدم لها رجل مشهور بالأخلاق والدين، ترفضه بحجة الفقر تارة، وكونه متزوج تارة أخرى ! وتساهم المفاهيم المتخلفة في تأصيل تلك القيم في الذات الاجتماعية، وكون المرأة العنصر المغلوب على أمره في المجتمع العربي ألذكوري الاستبدادي لا شك في أنها ستغذوا الضحية الأولى في المعادلة المقلوبة .
المرأة ذلك الكائن المتخلف ، الهامشي والمهمش، المنغلق على ذاته ، الغير قادر على العطاء في مجتمع جبل على احتقاره وامتهانه، المرأة ذلك المخلوق المسلوب الإرادة ، الذي ليس له وصاية على نفسه إلى أن يموت ، لا يستطيع مواجهة تلك المفاهيم المتأصلة في الذهنية العامة ، لا يمكنه مواجهة السلطة الذكورية الحاكمة ، لا يستطيع مواجهة النظم الاجتماعية المتخلفة ، لذلك تساهم المرأة بطريقة مباشرة في استفحال ظاهرة" العنوسة " في مجتمعاتنا الشرقية ، فعندما تشترط المرأة لإتمام زواجها تلك الشروط البعيدة عن الواقع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي ، وتحلق بأحلامها خلف سراب خادع فإنها بذلك تتبع أهواء مستحيلة التحقيق وعواطف خائرة وأحلام مائعة ليتوارى العقل خلف نزوات النفس التائهة .
عندما تبتعد المرأة عن التشريع الإلهي القطعي فإنها بذلك تجلب على نفسها البؤس والشقاء في مجتمع لا يرحم كائن اسمه"المرأة"
أيتها النساء ابقين عوانس إذا ما كنتن تتبعن أهوائكن المريضة وعواطفكن البائسة ، أما الرجل فحظه في الحياة واسع لدرجة لا يمكنكن تصورها، فله من الزواج الشرعي ما له، وإذا ما باء بالإدبار من فتاة فان أحضان أخرى تستقبله بالزهو والأمل ، وله أن يصرف طاقته الغريزية بمختلف الطرق ولن يكون عليه حسيب أو رقيب سوى خالقه، وحتى لو شاع ذكره في آفاق المجتمع فان باب التوبة مفتوح على مصراعيه، أما انتن فليس لكن سوى هذه العباءة البالية لترتدين ها خوفا من سلطة المجتمع وعصاه الغليظة !
إن سبب العنوسة في مجتمعاتنا هن النساء أنفسهن ، إذ يبدوا أن هذه العباءة لم تكن لتحجب فقط جسد المرأة بل أيضا عقلها ، فأصبحت تتبع النظم المتخلفة والمفاهيم العرجاء دون تفكير أو روية أو محاسبة .
عجيب أمر هذا المجتمع، يدعي العفة ونسبة عظيمة من شبابه يمارسون الجنس قبل الزواج! عجيب أمره، يدعي أن أسهل بناء في دينه هو الزواج إلا أن أصعب بناء هو مؤسسة الزواج ! يكيل اللعن لمجتمعات الغرب لإباحيتها ومتاجرتها بالجنس إلا انه يتاجر بالجنس أيضا ولكن بصورة مغايرة ، فهناك يتاجر بالإشباع وهنا يتاجر بالحرمان ، يا لها من مفارقة عجيبة مذهلة ! في الغرب لا يصل المرء لسن العشرين إلا ولديه إشباع جنسي ، وهنا تصل المرأة لسن الخامسة والثلاثين ولم تتزوج بعد وعندما يتقدم لها زوج ترفضه لأنه فقير أو متزوج! في مخالفة للقيم الدينية الحاكمة التي تجيز للرجل الزواج بأربعة نساء وتحث على زواج الفقراء ! لتبقى أسيرة الحرمان والرغبة الجامحة ، مقيدة بأغلال المفاهيم السقيمة والقيم الممسوخة ، أما الرجل فانه إذا ما كان غير قادرا على الزواج بسبب التعنت الاجتماعي وتخلف ذهنية المرأة فانه يطلق العنان لإشباع غريزته دون وازع ، ومن دون أن يلحظ ذلك أحدا ما، فنحن في بلاد نمارس كل شي في صمت، نفكر في صمت، ونعمل في صمت، ونكتب عما في ضمائرنا بأسماء مستعارة خلف لوحة المفاتيح ، كل شي نقوله ونعمله في صمت مطبق ، حتى ما يجيزه المذهب الشيعي من الزواج المؤقت ، ترفضه نظم المجتمع ويستأثر به رجال الدين الأفاضل، وكل ذلك في صمت ، صمت يحكم كل شي حتى الضمير والوجدان .. وهكذا يعيش إنسان المجتمع العربي والإسلامي في بؤس عظيم وشقاء رهيب، وتناقض مريب، فلتبقينه أيتها النساء عانسات إذن فذاك ما اخترتموه لأنفسكن البائسة في زمن الزيف والضيم والأسى.





#زكي_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرقوها صاغرين !
- الزواج المؤقت بين الفقه والقانون
- المراة السعودية انسان ام مخلوق اخر
- قيم الحرية والديمقراطية في المجتمعات الدينية


المزيد.....




- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زكي لطيف - فلتبقينه عانسات !