طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.
(Talal Seif)
الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 02:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
محمد عبد الله نصر
" من التنوير إلى التلويش "
ثمة فارق كبير بين المتعاطف الموقفي و المتعاطف الوجداني ، حتى و إن كانت كلمة " تعاطف " تشير دوما إلى الوجدان ، إلا أنني أستخدمها هنا ، للتعبير عن الإنحياز لموقف أو شخص أو فكرة ما . فالمتعاطف الموقفي : هو ذلك الشخص الذي يقيم الحياة بناء على معطيات عقلية تدفعه إلى التعاطف مع موقف بعينه بغض النظر عن شخصيات إيجاب و سلب الواقعة محل النقد و من ثم التعاطف . أما المتعاطف الوجداني فعلى العكس تماما : فهو شخص يعمل وجدانه تجاه المواقف الحياتية دون إعمال للعقل ، وتسرقه الشخصنة و الأكاذيب فى أغلب الأحيان . فى البداية كنت متعاطفا مع الشيخ محمد عبد الله نصر ، بناء على تصديه للفكر الوهابي الظلامي وكتبت فى هذا الصدد و أيضا خلال حلقات متلفزة ، فبدايات محمد نصر فى نقد الأفكار الراديكالية و المدسوسة و غير المنطقية فى كتب التراث الديني كانت موفقه كمقدمة كنت أنتظر بعدها أن يقدم المقابل الموضوعي لما وضعه على مائدة النقد و التجريح ، فما لبث الشيخ إلا أن التبس عليه الأمر ولم يفرق بين النقد و السباب . الأفكار و الأشخاص . فبدا مهاجما سبابا . لا ناقدا مضيئا . خلاف عدنان إبراهيم ، الذي يطرح أفكار الظلاميين و يناقشها و يقدم المقابل العقلي الإقناعي للجمهور ، و أيضا حسن فرحان المالكي ، الذي شابه عدنان إبراهيم فى الأسلوب و إن كان المالكي يسقط أحيانا فى الشخصنة ، إلا أنه يعاود الطرح التنويري من جديد . أما الصديق محمد ، الذي دافعت عنه كثيرا و راسلته و راسلني كثيرا بخصوص قضايا التنوير ، سقط فى مستنقع الشخصنة . فأي طرح يطرحه حينما ينشر صورة للسيد أحمد الطيب و هو يدخن سيجارة ؟ ماذا قدمت الصورة ؟ رغم أن الآية الكريمة تقول " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب " أي أنك معني بنقد الفكر و اتباع أحسنه و ترك سيئه . فصديقي يناقد نفسه بنفسه و يخرج من دائرة التنوير إلى محيطات " التلويش " و التلويش كلمة فى قاموس العامية المصرية ، تعني التخبط و عدم الوعي . كنا نهاجم من يتعرض له من باب المعايرة و التجني على شخصه طبقا لمعطيات التعاطف الموقفي ، و إذا بنا الآن ندخل دائرة المنتقدين له رغم الصداقة الطيبة من باب النقد لا الشخصنة . أعتذر للقارئ عن دعمي له ، و أعود للدعم إذا ما عاد للتنوير لا التلويش .
#طلال_سيف (هاشتاغ)
Talal_Seif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟