جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 11:24
المحور:
حقوق الانسان
يحولك كل من يراقبك مثل اجهزة الامن و الاستخبارات و التجسس الى انسان عاقر في جميع قدراتك الجسمية و العقلية و النفسية ابتداء من قدرتك الجنسية على الانجاب و عقلك و حركتك لتكون عاقرا في كل مكان في الفراش و البيت و المكتب و المجتمع وفق Friedeann Karigلانك و حالما تفرض عليك اجهزة المراقبة و الاستخبارات تبدأ بالكذب و تقوم باعمال ضد قناعتك الشخصية تماشيا مع غريزة القطيع او ما تسميه الالمانية Herdentrieb. يزداد خوفك و قلقك الى درجة كبيرة و تبرد داخليا او تقع تحت ما يسمى علميا بتأثير التبريدchilling effect و عندما تسأل عن ميولك السياسية تقوم بترديد (هو) و (هم) بدلا من (انا) و (نحن) خوفا من العواقب.
لو فرضنا قمت بشيء لا تقوم به الا اذا كنت بمفردك (وضعت يدك في ... او اصبعك في ...) و سألت ماذا فعلت؟ فانك تقول الحقيقة فقط اذا لم تراقب و هذا يعني باننا لسنا الا قطعان من الماشية نقول ما يقوله و نعمل ما يعمله الاخرون او ما يسمى علميا بالتجريد من الفردية de- individualisation. تؤدي وقوع معلوماتنا و اسرارنا في يد حفنة من جلاوزة النظام الى خلق سلطة تعسفية و الى خطر زيادة الاستغلال و ارتفاع عدد الاعدامات طبقا للحكمة التي تقول (العلم سلطة).
اسرارنا مهمة لحياتنا و تعود لنا شخصيا فقط لانها مهمة تشكل تفكيرنا و احساسنا و لا دخل للسلطات و اجهزة الامن و المراقبة فيها بتجريدنا من حرمتنا الشخصية. بالحقيقة ليس هناك شيء اسوء من السيطرة على افكارنا و احساسنا لانها تشل قوانا بالكامل. يضرنا التأثير التبريدي جميعنا لاننا كلنا جزء من المجتمع و الذي يراقب دائما كالممثلات و الممثلين و رجال السياسة البارزين و الملوك يفقد حريته كليا حتى اذا اراد فقط التسوق. اهم حق بشري هي الحرمة الشخصية فاذا قالت لك اجهزة الامن بان عليك ان تفرط بحريتك الشخصية لقاء حمايتك من الارهابيين فانها تكذب لان الارهابي ليس بالغباء ان يستعمل اجهزة سهلة المراقبة و ان استغلال حرمة البشر بقصد الدفاع عنهم لم يأت لحد الان بنتائج مقنعه.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟