أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش














المزيد.....

الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 00:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



قبل عام 2006 صدر عن دار نينوى للنشر في دمشق كتابي ( الميثولوجيا من نرام ــ سين الى بول بريمر ) ، وربما مصادفة وقدرية أن يقترن هاجس الكتاب بأسم دار النشر ( نينوى ) لأن عنوان الكتاب هو مقالة تتحدث عن النهب والتدمير ( كسرا بالمعاول ) الذي تعرضت له الاثار العراقية عندما ابتعدت قوات المارينز أو تعمدت ربما عن حماية المتحف الوطني الواقع في منطقة علاوي الحلة .
ولا أدري لماذا في هذا الكتاب وغيره من المقالات والقصص كنت أحمل صورة سوداوية عن موت الميثولوجيا ، وتلك القدرية والعلاقة الجدلية بين المعول والمجرفة والقطعة الاثرية ، فالمجرفة تحفر وتظهر لنا الاثر كما في تنقيبات ليوناردو وولي في مقبرة أور الملكية أو المنقب الآثاري أوستن هنري لايارد الذي اكتشف كنز النمرود . وكذلك اكتشف (مكتبة آشور بانيبال) والتي وجد فيها (قصة الخلق) مكتوبة بالبابلية القديمة وتتألف من ألف سطر تقريبا على سبعة ألواح فخارية باللغة البابلية القديمة. في كل لوح 115 إلى 170 سطرا. وبنصوص كاملة تقريبا . ويقال إن "لايارد" صرخ مذهولا أمام حفرية للرسم الشهير لجسم إنسان ورأس أسد بجناحين ونقله ليكون على بوابة قصر الملكة فيكتوريا.
هذه السوداوية التي حملتها نبؤات كتابي تحققت الآن في المشاهد المفزعة والوحشية التي شاهدت فيه بشرا ملتحين بالزي الافغاني ينزلون بمعاول كبيرة على رؤوس تماثيل ثمينة تمثل الهة وملوك ومسلات يعود تأريخها الى عهود الدولة الاشورية والحضر والموجودة في متحف الموصل .
وأظن ليس كل الذي رأيناه اثارا حقيقة ولكن الكثير منها وخصوصا تلك اللوحات الجبسية المعلقة على جدران المتحف والتي تم تحطيمها بقسوة أرت العالم وبنحيب حزين الوحشية والقدرية المرعبة المتكررة الذي يتعرض له المكان العراقي في امكنة مختلفة ، لكن معاول داعش بالنسبة اليَّ هي الاقسى والاكثر الماً عندما تحولت الاجساد الحجرية للإلهة التي كانت في يوم ما تمنحُ سنحاريب الغطرسة والفتوحات ومجد الالواح ، واليوم تنحني برؤوسها حزينة امام ايقاعات الضرب القاسي والعنيف لذئاب داعش وهم يحطمون رؤوسها.
لم انحب منذ زمن بعيد أمام شاشات التلفاز ، لقد غادرت البكاء منذ طفولة الافلام الهندية ، ولكن نحيبي الان دفع أم اولادي لتشاركني صناعة دمعة وجع القلب وانا اشاهد هذا التمرين البربري يمارسُ جنونه على تراث البلاد التي ما كانت تفكر في يوما ما أن تذلَ شواهدها والهتها وملوكها بهذا الشكل بمبررات يتلوها ملتح تعس لا علاقة لها مع الدين والانسانية والحضارة بصلة ودافع وفعل ، كانوا يفعلون هذا انتقاما من فسيفساء المكان وروعته في جمع المذاهب والبيئات والعقائد في مكان واحد ، كانوا يفعلون هذا وهم اليوم اكبر وأثرى عصابات تهريب الاثار ولكنهم الان عجزوا عن تهريب هذه النصب والتماثيل الكبيرة فحطموها حقدا وانتقاما. وليثبوا للعالم انهم بعقيدتهم القاسية والتكفيرية يريدون أن يغيروا شكل العالم من خلال ثقافة سطحية ونزوع عاطفي سكن السذج والاغبياء والمحرومين عند كل مسلمي العالم من طقشند حتى صنعاء.
والآن فقدت الحضارة العراقية شيئا من عطرها الكوني بعد أن كسروا اجنحة ثيرانها المقدسة وحولوا ابناء الملك سنطروق الى تراب من الكلس الابيض .
أسجل في نحيبي استهجان روحي ، والعن اليوم الذي ولد فيه اسامة بن لادن والظواهري وابو بكر البغدادي وغيرهم من ولاة نصبهم هولاكو الخفي الذي ربما يعيش وسط معاطفنا ونحن لا نعلم.
تكسرت دموع الآلهة بالمعاول .فأشعر بنحيب خفي اسمعه من بورخيس يقول :قتلُ الشرق الجميل بهذه الطريقة ، لا يتوقعه المبصر والاعمى ابداً.........!








#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سدخان وشيش خان ومنصور خان....!
- شمعة في نهارٍ مشمس
- حكايات المعدان عن زهرة التوليب
- السنونو وقميصهُ الأسود
- صابئة الاهوار وأهوار الصابئة...!
- أساطير المطرب نسيم عودة
- الظلُ في الظلِ شمسٌ مُستحية................!
- هموم المعدان وعطاس الجواميس
- التصوف بين السياسة والكياسة
- نصيحة النبي العزير
- داعش لا تأكل النساتل والبيتزا
- فنتازيا الحرف السومري ( بين نينوى وعاشوراء )
- ديميس روسوس ..مراثي الناصرية وكافافيس
- كاظم الركابي وسورية حسين........!
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعيم عبد مهلهل - الميثولوجيا من سنحاريب الى داعش