كلمة شرف تقاضي قاموس المعاني !

إيمان زهير البطوش

الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 19:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

كلمة شرف تقاضي قاموس المعاني !
بينما كانت سُعاد تفكّرُ في هذا الحملِ الثقيلِ الموجود بين أرجلها, الذي ينبني عليه كلّ مستقبلها , كلّ مستقبل العائلة ,كلّ مستقبل العشيرة .. كلّ أرواح أفراد العشيرة .. كلّ سمعة بنات العشيرة ..الذي يعرقل عليها السّفر وحدها والعزوف عن وصيّ عليها ..
سمعت هذيانها كلمة شرف ودار بينهنّ الحوار التالي :

سعاد : يا إلهي كم أنتِ كبيرة أيتها الكلمة , أنتِ حمل ثقيل على كاهلي , انني منذ وعيت وأنا أخاف أن أفقدكِ.. أخاف أن يذهب هذا الشيء بين أرجلي إما بقفزة أو حتى شفرة الحلاقة .. أو اغتصاباً أو حتى أخاف أن يكون غير موجوداً أصلاً ..

كلمة شرف : آخ .. يا الهي كم أهانوني العرب , يا الهي كم أهانني قاموس المعاني العربي , اني لأشفق على نفسي بين باقي المصطلحات .. انني لأشعر بالغبطة والحسد من باقي معاني المصطلحات , انهم أعطوهن حجماً أرفع وأعلى شأناً ,انني أنا الكلمة الوحيدة المهانة لهذه الدرجة , الكلمة الوحيدة المربوطة بشيء هزيل كهذا الغشاء الخرافة الأحمق ..

سعاد : اذاً لماذا لا ترفعين قضية على قاموس المعاني العربي , لماذا لا تعفينني من حملكِ هذا , أنتِ السبب في تقييدي هذا , أنتِ السبب في جعلهم يقيدون حركتي ..

كلمة شرف : أرجوكِ لا تجعليني أشفق عليكِ أكثر مما كنت أشفق .. أرجوكِ لا تحملينني المسؤولية ..
سعاد : أمنيتي أن أشعر أنّ هذا الجسد ملكي وحدي , أمنيتي أن أشعر أنني المسؤول الوحيد عما اذا أصابه مكروه , أقسم أنني سأحافظ عليه , أمنيتي أن يجرم المعتدي فيما اذا أعتدى علي وليس يزوجوه لي كي يحافظوا على سمعتهم ..ياااه يا كلمة شرف كم تقيدينني ..
كلمة شرف :انهم أغبياء وجهلة , انني مصطلح عظيم يعني الصدق والأمانة وعدم الخيانة .. ان الذي بلا شرف هو الذي لا يصدق , هو الذي لا يؤتمن , هو الذي لا يخون .. ليس الذي لا يملك غشاءاً هزيلاً , ليس الذي له ابنة أو زوجة أو أخت ليس لها غشاءا هزيلاً.. انني أرى يا سعاد أن كلتانا مظلومتان .. لنرفعها معاً اذا .

سعاد بارتباك : ها ؟.. لكن .. لكنني أخاف .. أخاف ان رفعتها معكِ , و أعلنتُ أنني ضدّ هذه الأفكار أن يتهمونني أنني بلا شرف, أنني بلا أخلاق , أنني فتاة وقحة قليلة تربية وأدب ..انني أخاف .
كلمة شرف : حقاً انكِ متناقضة !! .. حسناً سأرفعها وحدي , لكنها أبداً لن تفوز القضية دون مساعدتكِ !

#إيمان_زهير_البطوش (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات