أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - مات الصنم، يحيا الصنم














المزيد.....


مات الصنم، يحيا الصنم


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 19:25
المحور: كتابات ساخرة
    


مات الصنم،
تهاوى مردوخ، إله آلهة أشور، تحت معاول المؤمنين، في الموصل.
اندثر أنو، أب الآلهة وإله السماوات والمجرات، بعد أن أفلتت النجوم من يديه وتهاوت الشمس والقمر تحت أقدام المحاربين الذين سددوا إليه ضربة قاتلة في متحف الموصل المشؤوم الذي يغوي الناس ويضل العباد.
سقط تموز تحت مطرقة الأشداء وهو بعد اليوم لن يشتاق لعشتاروت وللحبّ الحرام لأنه قد مات.
لن يطير أنليل أو أشور، إله الريح، ليلاقي ننليل زوجته، إلهة الهواء، على أجنحة الغمام بعد اليوم لأن الصيادين بتروا جناحيه.
لن يضلل نبو، إله الكتابة والحكمة، الناس بعد اليوم بكفره لأن العباقرة أسقطوا القلم من بين يديه.
لن تضيء شمس الكفر بعد اليوم لأن الأتقياء أسقطوا شمش، إله الشمس، وسين إله القمر كيما يزول الضلال من على وجه الأرض.

أين سيفك الآن يا نبوخذنصّر؟ ها أنت الآن ترى بأم عينيك آلهتك تتهاوى ولا تستطيع حتى أن تحتج على تدميرها.
ويحك يا سرجون الكافر! تعال وانظر بأم العين كيف دسنا على مملكتك وعلى أصنامك.
تبا لك يا حامورابي السارق. وإن كنت أنت من السابقين إلا أنه لا يحق لك أن تسرق شرائع اللاحقين. فنحن أولى بشريعة "العين بالعين والسن بالسن". هيا ارتد عن كفرك أيها الخسيس وتعال انظر كيف نطبق الشرائع، فنرجم الزانية، ونقطع يد السارق، ونقيم عدل الله عز وجل.
أما أنت يا تغلث بلشصر، فلقد استرددنا منك مملكة الكفر التي استولت عليها بالسيف وأسقطنا كبرياء آلهتك، وجلعلنا منك ومن آلهتك أمثولة لمن اتعظ.
موصل، يا موصل، يا حاوية المتاحف وابنة الكفر والفساد، ها نحن أسقطنا أصنامك وحررناك من ضلالك ومن عبادة أصنام لها عيون ولا ترى، لها آذان ولا تسمع، ولها أفواه ولا تتكلم.
----------------------------------------------------------------------------------------------------

مات الصنم، يحيا الصنم!
بئس أمّة تكسر أصنام الحجر وتنصب عاليا أصنام الجهل والغباء.
بئس أمّة، تخشى صنم الحجر ولا تخشى صنم الأمية.
بئس أمّة لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم.
بئس أمّة تركب سيارات الكاديلاك وتتكلم لغة الجاهلية والعصور الحجرية.
بئس أمّة يغلي الدم في عروقها لرؤية حجر عبده الناس في أزمنة ما قبل التاريخ ولا يغلي الدم في عروقها لرؤية طفل جائع أو أرملة بائسة.
بئس أمّة يرعبها تمثال فتكسره، ولا يرعبها حز الرقاب وقطع الرؤوس وحرق الرجال ورجم النساء.
بئس أمّة مدارس أطفالها معسكرات التدريب، ولغة أبنائها التكفير، وحبر أقلامهم دم، ومواضيع إنشائهم قطع الرؤوس.
بئس أمة إن صلّت، كانت صلاتها دعاء بالموت.
بئس أمّة لا تتقن عملا سوى الحرب ولا آلة سوى السيف ولا تجمع ثروتها إلا من الغزو.
بئس أمّة تأكل مما لم تتعب بزرعه.
بئس أمّة "الكذب" أولى الكلمات في قاموسها.
بئس أمّة ليس للحب من مكان في قاموسها.
بئس أمّة تغار ل الله وتدوس الانسان بنعالها.
بئس أمّة تستبدل كرة القدم برؤوس الاعداء.
بئس أمّة لا تعاقب إلا بالقتل والرجم وقطع الاوصال والحرق.
بئس أمّة تحتقر المرأة والكافر.
بئس أمّة تسبي النساء وتبيعهن.
بئس أمّة لا ترى في المرأة إلا وعاء جنسيا.
بئس أمة تتقن نعت الآخرين، فكل من ليس مثلها كافر وزنديق وخنزير وقرد و...و...و...
بئس أمّة ترى بازدواجية: إن غزا الاعداء كانوا صليبيين وهمجا وتترا وأوغادا ومعتدين... وإن هي غزت كان غزوها فتحا مبينا ونصرا إلهيا وعزا.
بئس أمّة ترى عزّ الماضي ولا ترى بؤس الحاضر.
بئس أمّة يزدهر علماؤها في بلاد الآخرين ويذبلون في أوطانهم.
بئس أمّة صار الوطن فيها سجنا كبيرا.
بئس أمّة تقتل الأحلام.
بئس أمّة تعرف كيف تنتقد الآخرين دون أن يكون لنقد الذات مكانا لديها.
بئس أمّة تعاني من تخمة اللحم والخبز ولديها نقص في العلم والمعرفة.
بئس أمّة تفضل النوم على العمل.
بئس أمّة تكثر الرشاوى في مكاتبها.
بئس أمّة تعبد الزعيم عندما ينصب نفسه إلها وتدوسه عندما لا يعود يستطيع الدفاع عن نفسه.

مات الصنم؟ لا لم يمت. بل هو صنم الحجر قد مات ونصبنا مكانه للجهل والوحشية والبربرية والغباء ألف صنم وصنم.
مات الصنم، يحيا الصنم.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أحرق سليمان، صباح، وروعة؟
- رسالة موت موقعة بالدم إلى أمّة الصليب
- تأملات في الحرب والسلام
- صخرة الموت هي صخرة الحياة
- هنيئا لكِ يا بيلا (Bella)
- التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين
- أنا شارلي
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الاخير
- الجنة برسم البيع
- يا طفل المزود
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-12- تحديات الزواج
- الله أكبر
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي
- سيّدي يسوع
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-11- الجنس والزواج
- هل التنصير جريمة؟
- الزواج في المسيحية بين النظرية والتطبيق- الجزء العاشر- دور ا ...
- هاتي يديكِ
- بين إيبولا وداعش


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - مات الصنم، يحيا الصنم