حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 11:53
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
سوالف حريم
جنون الاحتلال
ليس لجنون الاحتلال نهاية، فهو مثل"الواوي اللي بلع المنجل" على رأي مثلنا الشعبي، وهذا الاحتلال يتصرف كما المجانين منذ بداياته، لأنه لا يرى إلا نفسه، فعلى سبيل المثال قام بتقسيم قريتي السواحرة الى ثلاثة أقسم، قسم داخل حدود البلدية، والقسمان الآخران"الشيخ سعد والسواحرة الشرقية" خارجها، والقسم الأول يحمل هوية زرقاء"اسرائيلية" والآخران هوية برتقالية، وجنون الاحتلال هذا لم يراع الطبيعة الجغرافية للمنطقة، حتى أن بعض الأخوة يحمل هوية زرقاء وبعضهم برتقالية، ولمّا تفتقت عقلية الاحتلال عن اغلاق القدس أمام شعبها الفلسطيني في أواخر آذار عام 1993، فان من لا يحمل الهوية الزرقاء لا يستطيع دخول مدينته إلا بتصريح من الاحتلال، وتطورت الاغلاقات الى أن اكتمل جدار التوسع الاحتلالي، في عام 2007، فأصبح بعض الآباء داخل الجدار ضمن حدود البلدية، وبعض أبنائهم خارجه، أو جزء من الاخوة والأخوات خارج الجدار وجزء داخله، ولحقت ذلك قيود لا شبيه لها في العالم، حتى وصلت التدخل في الشؤون العائلية الداخلية للأسرة الفلسطينية، فمثلا تجميد قانون "جمع شمل العائلات" عقّد أمور الزواج، فاذا كان أحد طرفي الزواج يحمل هوية زرقاء، والآخر لا يحملها، فإنهما يفكران ألف مرة قبل الاقدام على الخطوبة والزواج، لأن القانون الاحتلالي لا يوافق على مجرد قبول طلب جمع الشمل إلا اذا أكمل الزوج الذكر عامه الخامس والثلاثين من عمره، وللزوج الأنثى خمسة وعشرون، وإذا ما تزوجوا فان من لا يحمل الهوية الزرقاء لا يستطيع الاقامة مع شريكه داخل حدود البلدية، وإذا ما رحل شريكه من داخل حدود البلدية للعيش مع شريكه، فانه يخسر حق الاقامة في القدس.
واذا ما رزقوا بأطفال فان الأطفال يصبحون في متاهة حول مكان اقامتهم.
ومن جنون الاحتلال أنه يتعامل مع مواطني القدس الفلسطينيين الذين ولدوا في القدس وعاشوا فيها عبر التاريخ كميقيمين مؤقتا حتى حصولهم على جنسية دولة أخرى، وعندها تسحب منهم هذه الاقامة، في حين يسمح لأي يهودي من أي مكان في العالم أن يأتي الى القدس ويعيش فيها كمواطن كامل الحقوق! والحديث يطول.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟