أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - الأرض اليباب ... أم أرض السواد














المزيد.....

الأرض اليباب ... أم أرض السواد


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شهد العراق تخريبا منظما بعد سقوط الجمهورية الاولى المدوي عام 1963 ، ومقتل الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم الذي لم يدخر جهدا في تشييد وبناء البلاد بكل ما أوتي من قوة ، حتى إنه أهمل أمنه الشخصي وزهد في العيش ، وانصرف الى متابعة بناء بيوت الفقراء في مدينة الثورة – سميت فيما بعد مدينة صدام وابى الناس الا ان يطلقوا عليها اسم مدينة الثورة - والان سميت مدينة الصدر، ومع اجلالنا وتقديرنا الفائق للشهيد الصدر ،الا ان الزعيم عبد الكريم قاسم أولى بان تحمل المدينة اسمه ، فهو بانيها وراعيها وشهيدهاالاول ، وليست هذه المقالة من أجل تعداد انجازات الرجل الذي خلدته اعماله، وانما لبيان كيفية قيام جمهورية العراق الاولى ورصف البلد حجرا على حجر ، حتى أتى الجراد البعثي ، فقضى على الاخضر واليابس، أما قبل الجمهورية فقد كان النظام الملكي رغم عيوبه، وارتباطاته الدولية والاقليمية، يحاول تعبيد طريق ياخذ باطراف من التقدم الغربي، وكانت للعديد من مشاهير رجاله آمال واحلام في بناء عراق يختلف عن العراق (العثماني) ؛ عراق ينعم ببعض منجزات المدنية ، فكانت لمجلس الاعمار طيب الذكر انجازات معروفة أشاد بها الجميع.
ان توقف البناء الحقيقي منذ اكثر من أربعة عقود ساهم في خلق وضع صعب في العراق لايمكن معالجته بالاساليب القديمة البالية ولا بالطرق التقليدية ، فالتركة والتخلف والخراب كبير جدا لاتستطيع وصفه حتى قصيدة الارض اليباب للشاعر الشهير اليوت .
اصبح العراق يعاني من أمراض مزمنة ، أولها ما أشاعه النظام الصدامي البائد من أثر سيء في نفوس العراقيين كي يجعلهم محبطين يائسين لايستطيعون الفكاك من القيود التي قيد معاصمهم بها، حتى يظلوا اسرى لقائده الملهم المصاب بداء الجنون والعظمة الفارغة .
وبالمقابل تقع مسؤولية بث روح الجد والسعي والاندفاع لدى الجماهير على عاتق الدوائر التي استلمت مسؤولية الحكم ومقاليد الامور في عراق اليوم ، وعدم الاستكانة والرضوخ للامر الواقع الذي فرضه الوضع الراهن والاعمال المسلحة التي نالت من البنية التحتية للبلد وعطلت خدمات الماء والكهرباء ، واشاعت روح الانتقام ، وتحاول بث الرعب والقتل على الهوية كي تمزق النسيج الوطني العراقي الذي امتاز بتعدد قومياته واديانه ولغاته ، ومما زاد الطين بلة مشاركة بعض وسائل الاعلام العربية المشهورة في التعتيم على جرائم النظام كونها ترتزق وتعيش على فتاة موائده ، ولذلك كنا نشاهد جموع المرتزقة من جميع الدول العربية والاوربية وغيرها يشدون الرحال الى قصور صدام كي يملأوا بطونهم بالسحت الحرام وجيوبهم بالمال المسروق من افواه أطفال العراق ، ويشاركون في تشييعهم الى مثواهم الاخير من أجل الدعاية وبقاء السلطة القمعية للنظام لتسرق اموال النفط مقابل الغذاء وتدفع به اليهم كي يلمعوا صفحتها السوداء.
المهمة الاصعب ملقاة على كاهل ابناء الشعب العراقي وهي ضرورة التكاتف وتشكيل جمعيات تكافل اجتماعي واقتصادي وامني ، من اجل التعاون على تخفيف اعباء الحياة الصعبة ونجدة المحتاجين ، وحماية بعضهم البعض، فان كان هناك مايمنعهم ايام النظام الصدامي البائد ، فان العائق قد زال ولا مبرر للتقاعس وانتظار غودو – مع احتارمنا لمسر حية بيكت في انتظار غودو - .
كما نرى ان تعالج المراجع الدينية مسألة المواكب الحسينية وطريقة تنظيمها وشعائرها ، فقد اتسعت ممارسة اللطم على الصدور والرؤوس وتعددت المناسبات وكثرت الى درجة يكاد من ينظر الى الوضع في العراق يراه قد تحول الى أرض السواد حقا ولكن لا بسبب نخيله واشجاره الباسقة ، كما اطلق عليه ، وانما بسبب الاحزان ومواكب اللطم والنواح ولبس الملابس السوداء ، حتى ظن البعض ان العراقيين من الشيعة قد تركوا الدين والدنيا وتحولوا الى نشدان التعذيب الجسدي، مثلهم مثل التوابين في التاريخ الاسلامي الذين وجدوا في جلد انفسهم تنفيسا عما اقترفوه من ذنوب بحق اهل البيت فخذلوهم وتقاعسوا عن نصرتهم على أعدائهم .
إن التطاول على العراق كبلد وعلى العراقيين كشعب بلغ مداه ، إذ نجد التحريض على قتل العراقيين قد اخذ أبعادا خطيرة ، إذ أصبحت محطات التلفزيون الفضائية العربية تبث تلك الدعوات دون حياء او خوف من رد فعل عربي ، فالشعوب العربية والاسلامية أصبحت تنظر الى دعوة قتل العراقيين وكأنها امر مشروع ، أو كونها ملهاة مسلية تعرض على شاشات التلفزيون ، وهو أمر غريب عجيب ، ففي الوقت الذي يعدون فيه العراق قلب الامة العربية وجمجة الاسلام صاروا يبيحون دماء العراقيين ، ولا نسمع احتجاجا من المراجع الرسمية او المؤسسات الدينية ، إن إدانة قتل العراقيين ليست مطلوبة فقط وانما على الشعوب والحكومات العربية ان تقتص وتحاكم وتعاقب كل من يحرض على قتل العراقيين ومن اية قومية او طائفة كانت ، فلا فرق في قتل العراقي ان كان مسلما ام مسيحيا ، شيعيا كان أم سنيا ، كرديا كان أم عربيا أم تركمانيا ... الخ .
ان تصاعد اعمال العنف في العراق سيجر الخراب على جميع دول وشعوب المنطقة ، وسيحصل كل من يشجع عليه على قسط وافر من اعمال العنف في اقرب الاجال ، ولذلك على شعوب المنطقة ان تدافع عن الشعب العراقي وتحاسب كل من يخرج من ابنائها داعيا لاقتراف الجرائم بحق العراقيين سواء بالتصريح او التلميح ، ونهيب بالقوى الاسلامية في جميع الدول العربية والاسلامية التعاون مع الشعب العراقي من أجل حماية أرواح الناس الابرياء ، وعدم السماح للارهابيين بقتل الناس حسب أهوائهم ، لان التهاون في محاسبة المجرمين سيجر الويلات على المجتمعات والشعوب الاسلامية إن عاجلا او آجلا.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر على نهر دجلة
- الى مفوضية النزاهة الموقرة
- لماذا ينتحرون
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - الأرض اليباب ... أم أرض السواد