مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)
الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 23:14
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قبل اربع سنوات سافر اخي الى المانيا ــ بدعوة من جامعة برلين ــ هو ومجموعة من اساتذة جامعة البصرة وسنحت له الفرصة زيارة معالم هذا البلد الاوربي , كانت اقامتهم في برلين , كونها العاصمة ومن اهم معالمها متحف (البرغامون) الذي يحوي العديد من القطع واللقى الاثرية الاصلية من بابل وسوريا للمجتمعات الارية والاشورية ويحوي كذلك العديد من اللوحات الكلاسيكية لكبار الرسامين , مثل اعمال بابلو بيكاسو , وجورج براك , اضافة الى لقى واثار الحضارة اليونانية والرومانية , وجناح خاص بالفن الاسلامي , ومن أهم المعروضات التي لفتت أنتباه أخي واصدقائه بوابة عشتار النسخة ألاصلية التي يعود تأريخها الى (575.ق.م) التي بناها الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني حباً لزوجته ,واستولى عليها الالمان في ايام الدولة العثمانية , وفي وقتها أعتبرت واحدة من عجائب الدنيا السبع ,أضافة الى العديد من اللقى التي تعود الى تلك الحقبة ,المؤلم في الامر هو انك تجد تأريخ وحضارة اجدادك معروضة خارج بلدك عند اناس لايمتون بصلة لهذة الحضارةوهذا التأريخ , عند عودة اخي واصدقائه من سفرتهم كانوا يتحدثون بحرقة والم و حزن كون هذة الحضارة والتحف النفيسة كان الاولى ان يحتضنها متحف ـ بنفس مستوى البرغامون ــ هنا في بلدنا العراق , استذكرت اليوم هذا الامر الذي مضى عليه اربع سنوات وانا استمع واشهاد ما فعله الضلاميون ( الدواعش) من تدمير وهدم لمتحف الموصل حيث اتوا على جميع التماثيل النفيسة التي يعود تأريخها الى الحقبة الاشورية, وكان عملهم هذا امتداد لسلسلة جرائمهم التي بدأوها بهدم جوامع وأضرحة ومزارات الانبياء في الموصل وصولا الى حرق مجموعة كبيرة من الكتب التابعة الى مكتبة الموصل العامة والمكتبات الخاصة ومكتبات الجامعة , وعملهم هذا هو امتداد لما قامت به حركة طالبان في عام 2001 م حيث قامت بهدم تمثالا بوذا الشهيران في وادي (باميان) في وسط افغانستان والذي يعود تأريخ بناءهما الى القرن السادس الميلادي, نحمد الله أن الالمان استولوا على بوابة عشتار والا كانت تحت رحمة مطارق ومعاول الضلاميون , فسلامات بوابة عشتار, وعلى العراق السلام.
#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)
Mustafa_Ghazi_Faisal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟