أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - إرهابيون وإن غيروا فتاواهم














المزيد.....

إرهابيون وإن غيروا فتاواهم


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بمجرد أن أعلنت الحكومة البريطانية عزمها على تغيير قوانينها لطرد شيوخ الإرهاب وتعقب آثارهم ، على اعتبار ـ كما أكد توني بلير في مؤتمر صحافي ـ أن " قواعد اللعبة قد تغيرت في التعامل مع الجماعات التي تعيش على الأرض البريطانية، حيث هي استغلت سياسة التسامح لتؤجج صراعات من الحقد والكراهية داخل المجتمع الواحد المتعدد الثقافات والأعراق" ، وأدرك شيوخ التطرف والإرهاب أن بريطانيا حسمت أمرها بأن "لا تسامح مع أولئك الذين يثيرون الحقد والكراهية والطائفية والعنصرية في مجتمع متقدم القيم كالمجتمع البريطاني" ؛ بمجرد هذا الإعلان سارع شيوخ الحقد والإرهاب إلى التراجع عن فتاواهم وإصدار أخرى تجبُّ سابقاتها عساها تجيرهم من قرار الطرد أو المحاكمة . وكان من أبرز المتراجعين خوفا ونفاقا :
أ ـ عمر بكري الذي فر من لندن يوم 7 غشت واتجه إلى لبنان بعد 27 سنة من التمتع بنعيم لندن وطيباتها . ومن تلبيساته الإبليسة تصريحاته لبرنامج " مقابلة خاصة" الذي بثته قناة العربية ليلة 06/09/2005 ، حيث أطلق وصف الإرهابيين على منفذي تفجيرات 11 شتنبر بقوله ( نحن قلنا: العظماء التسعة عشر الإرهابيين. لا شك بأن كلمة عظماء هي من أسلوب الدعاية الذي نستعمله في بريطانيا من أجل جذب ولفت أنظار الصحافة،لأننا نريد أن نناقش أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليس فقط أن نقول أنها أحداث إرهابية وندينها هذا الكلام لا يعطي نتيجة، نحتاج أن نبحث عن دوافعها، أسبابها، أبعادها، سلبياتها، تداعياتها، نتائجها حتى يعني نعمل على منع وتفادي أن يقع حادث آخر مثل أحداث 11 من سبتمبر) . ولاستكمال حلقة التلبيس والشيطنة ، سارع شيخ الإرهاب إلى الإفتاء بتحريم العمليات الانتحارية بعد عن نفى عنها صفة " الاستشهادية" . إذ جاءت فتواه كالتالي ( ليس هناك شيء اسمه تبرير الأعمال، الإسلام عندنا شيء اسمه ضوابط الأعمال،الأعمَال تنضبط بضوابطها، وضوابط الأعمال هي الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة المطهرة، فإما أن يكون العمل مؤصلاً تأصيلاً شرعياً من الكتاب والسنة أو أنه مرفوض بتأصيل شرعي من الكتاب والسنة، فلذلك أن أقول أنني أندد أو أنني أؤيد هذا الكلام ليس من سمات المسلم، سمات المسلم الصحيحة أن العمل هذا مشروع بالنص أو غير مشروع بالنص .. أنا أراه غير مشروع للمسلمين الذين يعيشون في أميركا بين ظهرانيهم وفي أمان وعهد في أميركا لا يجوز لهم شرعاً) . بل إن التشبث بالحياة ونعيمها ، والخوف من السجن وظلماته جعلا عمر بكري ، كما تصف الآية الكريمة ( فإذا جاءت الصاخة ، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه . لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) ، لا يتردد في تنصيب بن لادن على رأس الإرهاب ، ومن ثم المماثلة بين بن لادن وبن بوش في نشر الإرهاب العالمي ودعمه كما في قوله ( فلذلك نحن أعلنا أن بن لادن يمثل رأس الإرهاب فيما يطلق عليه المعسكر الإسلامي، وكذلك ننظر إلى الرئيس بوش أنه يمثل رئيس الإرهاب أيضاً فيما يُطلق عليه المعسكر غير الإسلامي ) .
ب ـ الطرطوسي واسمه الأصلي عبد المنعم مصطفى حليمة المقيم في لندن . فقد اصدر فتوى نشرها على موقعه على الانترنت بتاريخ 24 غشت الماضي جاء فيها ( قلت وأقول هذه العمليات هي أقرب عندي للانتحار منها للاستشهادية وهي حرام لا تجوز ) لأنها ( تعني بالضرورة قتل المرء لنفسه بنفسه وهذا مخالف لعشرات النصوص الشرعية المحكمة في دلالتها وثبوتها التي تحرم على المرء أن يقتل نفسه بنفسه أيا كان السبب الباعث على فعل ذلك ).
ومن تلبيسات الطرطوسي تأسيس فتواه على عصمة الدماء كقوله ( من محاذير هذا العمل أنه في الغالب كما هو مشاهد مؤداه إلى قتل الأنفس البريئة المعصومة شرعا بغير وجه حق سواء كانت هذه الأنفس المعصومة من المسلمين أو من غيرهم وهذا محذور لا ينبغي الاستهانة به بل ينبغي الاحتراز له كثيرا كثيراً فالمرء لا يزال دينه بخير ما لم يصب دما حراما ). وقد استشهد بالحديث النبوي "من آذى مؤمناً فلا جهاد له". وأضاف (هذا فيمن يؤذي مؤمناً مجرد أذى، فكيف فيمن يقتله..ويتعمد قتل ؟ وكذلك يقول الرسول الكريم: "من قتل رجلاً من أهل الذمة، لم يجد ريح الجنة ). كان الطرطوسي وأمثاله يتجاهلون الدين ويتنكرون لسماحته ، وستبقى لندن صاحبة فضل على هؤلاء الشيوخ بعد أن علمتهم أمور الدين وصحيح السنة .
إن مثَل شيوخ الإرهاب كمثل الشيطان يحرض على الإثم وحين يجدّ الجدّ يتبرأ من الآثمين ، كما توضح الآية الكريمة ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) . فما ذنب الشباب المغرر به سوى تصديقه لأضاليل الشيوخ وفتاواهم التدميرية ؟ لهذا سيظل هؤلاء الشيوخ يزرون وزر فتواهم الشيطانية ووزر من عمل بها ، ولن تسقط عنهم صفة الإرهاب بالتراجع أو التقادم .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 10
- انتحاريون ليسوا كالانتحاريين
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي 9
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي-8
- فكر الحركات الإسلامية أفيون النساء
- مطارحة من صميم المصارحة حوار مع صديق إسلامي7
- ومَكْرُ أولئك الشيوخ هو يَبُور
- شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 6
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي5
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 4
- الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي3
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي-2
- مطارحة من صميم المصارحة(1)
- ألا رفقا بالسيد القمني
- هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
- على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية ا ...
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - إرهابيون وإن غيروا فتاواهم