عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 05:45
المحور:
الادب والفن
أيتها السماء الماطرة
بالأحلام
خذيني بين يديك لأطير
كالملاك
مفعما بالحب كأنه
تذكرة للنسيان
خذيني لكي أتقيأ الأحزان
وأمضي سعيدا
كأني خرير ملؤه الصفاء
خذيني إلى تلك الطريق
لأنتشل خطوات الآمال
أصادف بقايا أزهار
تركتها فتاة تواعدنا
ذات يوم على الغرام
أيتها السماء الماطرة
بالوعود والآمال
أ يمكنني أن أكون نجما مزدانا
بالأنوار ؟
عريسا في برج المجرات
أسير في شارع تائه
ثمل في عيناي أنت
أيتها الحمامة التي عششت
في الأحضان، فضمتني
بحنان
كأننا واحد
لا يقبل القسمة
على اثنين
*****
جنون مرتبك
يغرس فسيلة
في وادي الموت
تجتمع عرائس ركبت
موجة الضياع
هامت في البعيد
حيث اللاعنوان
اختفت الأسماء
توارت الكلمات
حلقت أطيار
في الثمالة
في الجنون
في الحلم المفتون
في اللحظة البعيدة
في الأمل الجائع
في الحلم المبتور
على طاولات المقهى المعتم
حيث جلست داعرة
ترتدي سيجارة
حلقت أدخنتها في السماء
ومات جسدها كمومياء
اختفت وراحت الطاولات
تموج في موت سردابي
يقتات من لحظات فارغة
كموت عدمي
*****
بكت كلماتي
وراحت تترنح في العراء
جائعة
كالطوفان
تنادي الهراء
تتلمس الظلام
الذي طالته مخالب النسيان
بين حروف تعتمر الجدران
تثير الفزع والرهاب
من جراء الزمن الذي يمضي
كالسهام
*****
المقهى
تجلس داعرة على طاولة مكسورة
تنفث أدخنة بعصبية لجوجة
في عينيها المتقدتين حسرة كتومة
تنادي الأمل الضائع
ولا من مجيب غير قرقعات
الطاولات
وبقايا الأعقاب
التي دخنها زبناء رحلوا
وفي انفراط الأعقاب
بقايا الأفول
التي راحت ترقص
مع الأدخنة في
ثنايا السماء
في تلك المقهى
المومياء
التي تقضم الروح
بين زفرات المساحيق
التي تصبغ وجوه
العاهرات
*****
عانقتني على شفا المنضدة
وذكرتني بعناق أمومي غابر
نظرت إلى عينيها
وارتمى عليها الذبول
كصفرة الخريف
تلمست جسدها
بدا باردا كالصقيع
كجثة عانقت اللحد
وارتمت عليها العقبان
وراحت تنهشها
دون رحمة ولا إشفاق
---------------------
عبد الله عنتار / 12 دجنبر 2014 / بني ملال - المغرب
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟