أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصعب وليد - مَكْنونات مُمِلة!














المزيد.....

مَكْنونات مُمِلة!


مصعب وليد

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 16:41
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل أيام، بالتحديد "يومين بالكثير"، أصبح قلبي "موعود" في أول مكالمةٍ هاتفية بيني وبينها، قُلتُ لها كلاماً مشوِّقاً دلّ بالضرورة على العلاماتِ الفارقةِ في الحُب. كان لها بالكاد مكنونات مُمِلة أُخرى؛ منها السياسي كأوطانٍ مسلوبة أو تُسلبُ تحت عنوان "الربيع" أو "الخريف"، أو ربما فصولٌ أُخرى تجمع في طيّاتها طقوس غربية غريبة؛ للأسف حزينة!
هاتفتني في ساعةٍ مُبكرة مساءَ أمس، وكزوجةٍ غيورة، أبت إلا أن تكون المكالمة على حِسابها؛ أغلقتُ الخط، وكَرَجُلٍ شرقي يخافُ على ماء وجهِه، أعدتُ الإتصال ثانيةً من رصيدي الإحتياطي، ولم تكن قد غادرت الخدمة! أخذتُ بإعطاء مؤشرات حُب واهية: أهرعُ إليكِ مُسرِعاً أو مُبطئاً، ليس بالشيء المهم، ما دُمتُ سأصلُكِ حاملاً بين طياتي "كلماتٍ ليست كالكلمات"! لكنّ حبيبتي استثناء، تُحب التطرق لمواضيعٍ حساسة؛ ما دعاني لأن أَتَطرقَ لِمواضيعٍ سياسية في نِصفِ المُكالمة، وكان مِنها أن وَعدتني خلالها بِأمل وأن تستمر علاقتّنا حتى يغيّر "مأمون بيك" وجهته من محادثات السلام الشاملة أو المجزئة الى بندقيّةِ "الياسر" أو "الكاسر" أو إستعاراتٍ تَدُلُ على حَجَرْ! وَعدتني كذلك بوعودٍ قد تُخَفِفُ من وَهل آلامي وإن أنبتت أحزاني أزهاراً؛ كأن تُحافظ على ضميري من موت سريري؛ فالوطن..، قالت أن الوطن ينزِّفُ دمعاً كَدمع الرِّجال؛ سألتني بلهجةٍ جعلتني أرتجف: "من باع فلسطين، وأسرى؟"! عندها أقسمتُ بأباريق الخَمر وما في الكأس من السُّم: "أعدائُكَ يا وطني، أعدائُكَ أولاد الفِعلةِ؛ لم أستثني منهم أحدا!"
وفي الرُبع الأخيرِ من المكالمة، حاولتُ أن أنتهز شخصية "إبن عمتي" وأكونَ كاتباً وعاشقاً برصيدٍ وافر من مفرداتٍ معقدة تدل على الحُبِ بغزارة، حاولتُ كذلك أن أغتنم الفرصة وأن أُلقي لها شِعراً قبانياً؛ "أُفتِشُ عنكِ هنا وهناك..، كأن الزمان الوحيد زمانُكِ أنتِ..". أوقفتني..، وصارحتني بأن أشياءً كثيرة فينا قد فَقدت قيمتها، ودلّلَتْ على ذلك بي؛ قالت بأن الشيءَ الذي بداخلنا أُعدِم. كانت صريحة كقبلةٍ عابرة على الخطِ السريع؛ كقبلةِ أُمٍ "لضناها" الذي قُتِل على يدِ "أعدائك يا وطني"، كوداعِ عاشقين بين أسلاكٍ شائكة وضعتها بلدانٌ يرئسُها "أعدائُكَ" كذلك. و"عالبال يا وطنّا"، إقتصرت وطنيتُنا بـ"منشور" يفيدُ بأنك: "إن كُنت تُحب شهيد الوطن إضغط "لايك" على هذه الصفحة وتابع منشوراتها حتى تصلهُ وتصِلُنا الرحمة برصيدٍ مجاني، برعاية "أعدائك يا وطني"!
إستعجلنَا صوتٌ إستعملته جهاتٌ أمنية، وصلتنا رسالة على الخط العام تفيد: "إن رصيدك المُتبقي لا يكفي لِسلامٍ أو أملٍ على الطريقِ العام!" لذا أنهيت مكالمتي وقُلتُ لها: "أمانة"، وإن كانت ثقيلة يا ’دُنيا‘، "خُدينا للفرحة، أمانة!"



#مصعب_وليد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاعدة و-داعش- صنيعة أمريكية بامتياز
- غداً يومٌ ..قد يكونُ أفضل!
- فيروز مادة إجبارية!
- -ليش مكشِّر؟!-
- حالي بعد سؤالها!
- قُبيل السفر؛ إشْتَهَيْتُكِ أكثر!
- لَوْ
- إنتفاضة على الأطلال!
- هل فَقَدَ الفلسطينيون الأمل؟!


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصعب وليد - مَكْنونات مُمِلة!