أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امير عبد الحسين الخفاجي - حاجة الاقلام الجديدة الى راي نقدي موحد في ضل فقدان المعيار النقدي















المزيد.....

حاجة الاقلام الجديدة الى راي نقدي موحد في ضل فقدان المعيار النقدي


امير عبد الحسين الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


حاجة الأقلام الأدبية إلى إيجاد رأي نقدي موحد في ظل فقدان المعيار النقدي
أن المفهوم الشائع بين الأدباء والنقاد لتعريف النقد هو : (( تقويم النص ، ومحاولة البحث في مكامن الجمال والقبح ، والسلامة والخطأ ، في النص الأدبي ، شكلا ومضمونا))1
فوظيفة الناقد الادبي - اذن - هي تقويم النص ، وهذا التقويم يقوم على اسس علمية ، وطرق خاصة بالبحث ، وصعبة جدا ، بحيث تميز الناقد من غير الناقد اولا ، والناقد الجيد من الغير الجيد ثانيا ..
ومن المؤسف ان تسود الاوساط الادبية - وخصوصا - الاقلام الجديدة ، ظاهرة خطيرة جدا ، وهي فقدان المعيار النقدي العلمي ، فصار لكل من هب ودب ان يمزق من النصوص النقدي ما يشاء ، بدون أي سلوب نقدي او ادبي علمي صحيح .. تحت ذرائع كثيرة منها : ان على صاحب النص ان يتقبل النقد البناء !!!؟ .. ومنها ان الناشئة عليهم التزام الصمت ليتعلموا ، وغيرذلك كثير .. مما جعل صاحب النص او الكاتب الجديد ، يلتزم جانب الصمت فعلا ، امام هذا الالوان المبهمة من الكلام ، دون ان يجد طريقة ادبية علمية مقنعة للدفاع عن نفسه ..
وانا قد حددت المشكلة في هذا الموضوع .. وهي فقدان المعيار النقدي ، لكل من الطرفين ، والذي اعزوه الى فقدان الثقافة النقدية ، التي تنشا في المجتمع الادبي ، فتربي الاقلام الادبية اثناء دخولهم العالم الادبي ..
وان قلت : ان تميز النص السليم من غير السليم ، ينبع من صفاء النفس الذواقة ، وسموها ، وارتفاع درجة حساسيتها ، وتاثرها بالجمال الادبي ، ومعرفة ماتحتويه المفردات من ايقاع موسيقي يحرك الوجدان من الداخل ، مما يجعلة قادرا على تمييز المفردة الجيدة او السيئة ، واستلالها من بين الاسطر ..
اقول : من المعروف ان الفطرة قابلة للتلوث على اية حال ، فالفطرة الادبية او السليقة ، ممكن ان تتلوث ايضا ، وهذا ما نلاحظه بوضوح شديد في الوقت الحاضر ، ونحن نواجه انفتاحا ادبيا كبيرا ، بعد ارتفاع الموانع والقيود الادبية ، التي كانت موجودة في السابق ، بالاضافة الى التسهيلات التي تقدمها وسائل الاعلام واهمها الانترنت ( وانا اتحدث عن نفسي اولا ، وعن اخوتي واحبتي الاعزاء في هذا المجال ثانيا ) .. فاننا نعاني من فقدان الذوق الادبي الصحيح ، الا ماشذ عن القاعدة - ولا يقاس على الشاذ طبعا – كما الاحظ افتقار النتاجات الادبية الى جهات النقد البناء التي تقوم الفرد ، وتعرفه بمستواه الادبي ، وتشيد بما يمتلكه من ذوق ادبي ، ومستوى علمي في هذا المجال ، بعبارة اخرى : تفتقر الحركة الادبية او النتاج الادبي الى موجّهٍ او مرشد ادبي حقيقي ، وارى ان اسباب ذلك كثيرة ، منها :
1. فقدان الناقد الحقيقي ، الذي تلجا اليه الاقلام الجديدة ، وهذا وهذا محور المشكلة.
2. اختلاف المنظار النقدي بين النقاد ، فلو نظر احدهم للموضوع بمنظار معين ، ونظر الاخر بمنظار اخر ، فان النتيجة تكون مختلفة بالتاكيد ، مما يشوش ذهن الكاتب ، او صاحب النتاج الادبي ، وبالتالي ، يسبب له نفورا من عملية النقد البناء ، معتبرا اياه حالة نسبية ، غير متفق عليها بين النقاد اصلا .
3. فقدان التجربة الادبية ، او قلتها ومحدوديتها لدى المتصدين للعملية النقدية .. وهذا الامر ناتج من قلة النشاطات الادبية الحقيقية على المستوى النوعي ، والنموذجي ، لا على المستوى الكمي .. وكذلك فدان النشاطات الادبي في القطاعات التربوية التي اهملت – مؤخرا – ابداعات الاطفال الادبية ، وتركت وظيفة تنمية قابليات الطفولة ، فخرج لنا جيل فاقد للاحساس الادبي والذوق الفني.. بل ولا يعير للكتابة او التعبيرعن الذات او المحيط الجارجي ادنى اهتمام ، بسبب التهاون في درس الانشاء اوالتعبير عند الاطفال ، وعدم اعطائه اهمية كافية مما يؤدي الى نسيان موضوع التعبير تماما .. بل لا ابالغ ان قلت انه من الندرة ان تجد من التربويين من يميل الى التعبير بصورة علمية جادة ، تنعكس على واقعة التدريسي او التعليمي مع التلاميذ ، في اي مرحلة كانوا .. وقد عشنا تجاربا بسيطة ربما تصلح كشاهد للموضوع وهو ان المعلم او المدرس اذا كان اديبا فالاحتمال كبير ان يكون احد الطلبة اديبا كاستاذه بفعل عامل التقليد لدى الاطفال بصورة فطرية ، وكذلك فيما لو كان المعلم خطاطا او لاعبا في احدى الاندية الرياضية او انسانا منحرفا او سياسيا وما الى ذلك من انخراطات الاساتذة في مجالات الحياة المتعددة فتاثيرها محتمل مهما كان نوع ودرجة التاثير .
4. الانحياز الادبي لدى الناقد ، و فقدان روح التجرد من المؤثرات الداخلية ( النفسية )، اوالخارجية ( الاجتماعية ) ، التي تعتبر من افات البحث العلمي . فقد يكون الناقد غيرَ متوافق مع الكاتب في موضوع معين ، خارج مجال المضوع النقدي اصلا .. لكننا نرى الناقد يضع ذلك الخلاف نصب عينه ، عندما يقوم بالعملية النقدية ، فيكون الحكم نابعا من المؤثرات النفسية ، فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية ( الاجتماعية وغيرها ) .
واخير وليس اخرا ، فانني اعتقد ان من المهم نشر الثقافة النقدية بين اوساط المجتمع عموما ، والمنساقين الى المجال الادبي خصوصا ، من خلال تسليط الاضواء على كبار النقاد ، وفسح المجال لهم ليدخلوا مسرح الاحداث الادبية العامة ، بدلا من تسليط الضوء على غيرهم ، ممن هم اقل منهم خبرة ، واقل كفاءة ، ان لم تكن خبرتهم او كفاءتهم معدومة اصلا ، وانا ادعو ايضا الى ما اسميه بـ ( الراي النقدي الموحد ) تمثله حركة ادبية ثقافية مستقلة ، لها مكانها ومكانتها ، بحيث يمكن ارسال النتاجات اليها واخذ الراي العلمي الموحد منها ، وهذا - بالتاكيد - سوف يلم شمل هذا الجيل الادبي الرائع ، ويحتضن الكفاءات والاقلام الادبية الجديدة ، ولا يضيعها لامور لا تسمن ولا تغني من جوع ..
وما دوري هنا الا لاعكس معاناة المحرومين من الاقلام الشابة ، التي طالما تمنت ان تعيش حرية التعبير عن همومها ، وتسطر معاناتها على الورق ، بشتى وسائل التعبير ، لذا اناشد المختصين او من تتاح لهم هذه الفرصة العظيمة ، ان لا يقصروا في هذا المجال ، من اجل النهوض بواقع الحركة الادبية في بلاد الرافدين ، بلاد سومر في جنوب العراق ، حيث بدات اول تاريخ انساني على وجه الكرة الارضية ، واول مسكة للقلم .. وسوف لن تقف ابدا بجهود الخيرين من ابناء هذا البلد الجريح ، الذي يحتاج الى جميع ابنائه العاملين







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف 2003


المزيد.....




- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...
- فرنسا: كان تفرش السجاد الأحمر لكبار المخرجين والممثلين وتجدد ...
- الکويت يرفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان
- مدينة كان الفرنسية تستعد لافتتاح مهرجانها السينمائي يوم الثل ...
- الدموع في عينيه.. بوتين يتأثر بمشاهدة فيلم -غير مدرج في القو ...
- أمير الكويت يعلن رفع التمثيل الدبلوماسي مع لبنان


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امير عبد الحسين الخفاجي - حاجة الاقلام الجديدة الى راي نقدي موحد في ضل فقدان المعيار النقدي