أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - المرأة عميدة..يا دكتورة أم يا حاجة؟














المزيد.....

المرأة عميدة..يا دكتورة أم يا حاجة؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 08:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تولية المرأة مناصب قيادية أحد الشعارات التي تَوأمَت شعار إتاحة الفرصة للشباب، شعار أُطلِق بالمعاكسة لتيار مطالب بإعادة المرأة لعصور ما قبل سطوع حقوق الإنسان. هل يمكن للمرأة أن تحصل علي وضع اجتماعي أو إداري غصباً من المجتمع؟ من الضروري أن نصل إلي بر الإجابة علي هذا التساؤل بنهاية إبحار مقالنا.
في المجتمعات الغربية التي سبقتنا اجتماعياً وديمقراطياً وعلمياً بمئات السنين استقرت أوضاع كثيرة من طول الممارسة وفرط الاقتناع الشعبي بها قبل إقرارها سياسياً. في هذه المجتمعات يتمتع كل فرد بحقوقه كإنسان، لا يجوز التعرض له ويستحيل التهوين من شأنه لجنس أو لون أو دين أو عرق، ولو حاول بعضُنا قلب الحقائق اخفاءاً لواقعنا المرير وتكريساً له. من الطبيعي إذن أن تحصل المرأة في إطار هذه المنظومة الاجتماعية علي حقوقها وأن تفرض علي السياسيين احترامها.
في غالبية المجتمعات العربية قبعت المرأة علي حالها، من غير المنظور أن تخرج من إسار وُضِعت فيه ولو خفتت أضواءُه ونَدُرَ هواءُه. أما في مجتمعنا وقلة من المجتمعات العربية فإن الأنظمة السياسية هي التي تحاول وضع المرأة في مراكز أعلي مما يسمح به إيقاع المجتمع، إنها تعمد إلي إظهار نفسها مشجعة للشباب، مدافعة عن الشعب، طامحة إلي التقدم، فلما لا تركب أيضاً موجة دفع المرأة لأعلي؟ وضعٌ بلا شك مصطنع، نباتٌ عديم الجذور تسقطه أي هبة هواء.
وُضعت المرأة في مواقع عدة، كثير منها متلائم مع طبيعة العمل ونظرة المجتمع، في التليفزيون، في المدارس، في العديد من المصالح الحكومية؛ ومع تحريك نداءات توليتها ما هو أعلي أُجلِست علي عمادة بعض الكليات. موقع شائك، خاصة في الكليات العملية حيث تشتد الحاجة إلي تكريس احترام العلم من خلال التأكيد علي إعلاء قيمة الاِلتزام في الحضور ومراعاة مواعيد البدء والانتهاء وإذكاء العمل بروح الفريق. إلا أن وجود جماعات لا تري في العلم أولوية وتتبع أسلوب ذبح القطط لكل من يتعامل معها، تبدو مهمة العميدة بالغة الصعوبة. ولايتها أصلاً يرفضونها، نقطة ضعف هائلة قبل أن تبدأ في التعرض لأي مشكلة يسببونها، ما أمامها لتهدئة الأجواء إلا الرضوخ، العلم وأخلاقيات التعليم القائم علي احترام المؤسسة التعليمية لن تكون إلا في أدني المراتب. عندما ترضخ إدارة السيدة العميدة لطلبة مدفوعين ومُحَرَكين لأهداف أكبر منهم ستعود العملية التعليمية ككل لعصور تخلف لا يُعلَم مداه. تنازلاتها ستتوالي، شيئاً فشيئاً ستؤول قيادة الكليات بوضع اليد لغيرها ممن ذبحوا القطط ونجحوا، سيتكرر نموذج التمرد ليشمل المجتمع ككل، لما لا وقد فشلت المؤسسة التعليمية في تكريس احترام العلم والنظام والتسلسل القيادي. فشل المؤسسة التعليمية في أداء رسالتها مرجعه في المقام الأول لخطأ نظام سياسي أعلي شعارات المنظرة قبل اعتبارات واقع لا يجوز تجاهله.
أما التعامل مع الزملاء والموظفين والعمال ففيه من المحاذير والحواجز ما يتعدي الحصر. زملاء السيدة العميدة يتفهمون في معظمهم وضعها، يحترمونها ويقدرونها. أما مع الموظفين والعمال حيث تأخذ نسبة التعليم والثقافة في الانخفاض وتغلب اعتبارات المجتمع علي متطلبات الثقافة والسياسة، فإن الأمر شديد الاختلاف، النظرة ليست للسيدة الدكتورة العميدة إنما للأستاذة أو الحاجة أو الهانم أو المدام أو الست. ليست مجرد مناداة، إنها رؤية مجتمع، ما يشده للخلف أكثر و أقوي مما يدفعه للأمام، أشد تأثيراً مما يحاول أهل السياسة فرضه لأسباب لا يقدرها سواهم.
لست ضد المرأة و لا ضد أي إنسان له حق، لكنني مع الملاءمة قبل المحاكاة، مع الواقع قبل الخيال، مع المنطق فبل التغني، مع الدكتورة في مكانها المناسب مهما علا، وأيضاً مع الحاجة أو الهانم أو المدام أو الست حيث يجب أن تكون ولو قبل العميدة،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن الفضل..لإعلامنا أم لإعلامهم؟
- لكل مشتاق .. احلم بالكرسي ولا تنسي كبش الفداء
- حول جوائز نوبل في السلام والأدب والعلوم التطبيقية
- إنها أشد فتكاً من قنابل المسامير
- حرية الرأي في مصر
- لحظة صدق واجبة .. من الجميع
- الدعوة والوعظ.. ليسا من اللُعب
- الزيف في حياتنا
- هل نفكر؟
- قيمة الوطن وكرامة المواطن


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - المرأة عميدة..يا دكتورة أم يا حاجة؟