أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطوري (2/ 2)















المزيد.....


الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطوري (2/ 2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإحتلال الامريكي الثاني للعراق:خاصيات احتلال كيان امبراطوري) 2/2(
عبدالأمير الركابي

نحن مجبرون وقد اعتمدنا مفهوما غير متداول، ولم يسبق ان جرى الانتباه له، لان نبرر ماقد ذهبنا اليه، على الاقل وبقدر ماتسمح المناسبة، من الناحية الوصفية التمييزية، فالمعلوم ان المواضع والاوطان بوجه العموم تشمل مساحات محددة، تكون هي مجال تطابق المجتمع والدولة، واعتق مثال على هذا النمط من الكيانات هو المصري كما ظهر مبكرا في وادي النيل، حيث قامت اول الدول الوطنية المركزية الاستبدادية في التاريخ، ثم تكرر هذا النمط من الكيانات لاحقا، ووصل ارقى اشكاله في اوربا العصر الحديث، فاختلف عن الاصل السكوني المصري نوعيا وديناميا لاسباب بنيوية وتاريخية، كذلك توجد كيانات تتميز بتعدد "دول المدن"، يمتنع فيها التوحيد الوطني مثل ماهو الحال في ساحل الشام، فالدول في هذه المنطقة تظل متساوية القوة وامتداد والنفوذ، او مع رجحان طفيف ومؤقت لبعضها على البعض الاخر، لايصل لدرجة توحيد المجال الجغرافي المقصود.
اما الكيان الامبراطوري، وهو حالة خاصة واستثنائية، عرفت وتكررت دلالاتها في التاريخ العراقي تباعا، فهي تلك التي يكون فيها الكيان غير موحد على الطريقة المصرية، بل متعدد التكوينات بحكم التباين التضاريسي داخل وحدة كيانية غير قابلة للانقسام، مايجعل المناطق المتباينة مواضع مؤهلة لتشكيل دول مافوق وطنية، فالدول المرتكزة لاساس جزئي في العراق، تصبح وطنية عندما تحقق اشتراطات امبراطورية تتوفر فيها للمجالات الجزئية الاخرى تحقيق وجودها بظل دولة عليا، وخلاف ذلك فانها تظل جزئية، وتعجز عن ان تصبح سلطة ممتدة على عموم البلاد. كمثال، فان مايجري في العراق اليوم من صراع، لاينتمي لما هو معروف من صراعات طائفية متعارف عليها في ساحل الشام، فالقوى المتصارعة في العراق، هي بالاحرى وفي الجوهرمشاريع "دول" داخل كيان موحد، ومسارات تصارعها مسارات تفضي لخيارات امبراطورية، او تبقى مختنقة وعاجزه عن تحقيق ذاتها وتحقيق الكيان. مايصيبه بالشلل العام.
وهذا الجانب هو مايمنح الحالة العراقية طابعها الكوني، فالتحقق الوطني/ الكوني يشترط انفتاح الافق الاقليمي/، ولولا الفتح الاسلامي للمناطق الممتدة للشرق من العراق وصولا الى الصين، لما كان بالامكان قيام الامبراطورية العباسية، كما انه ولولا بكورة الحضارة العراقية الاولى، لماقامت الامبراطوريات الاكدية والبابلية وامتد نفوذها الى ليبيا في وقت مبكر، فتلك الامبراطوريات استفادت من الاسبقية، وغياب المنافسة، في حين تراجعت مع قيام الحضارات اللاحقة، وبمقدمها القريبة الفارسية، اوالبعيدة الرومانية، هذا في حين يعاني الكيان العراقي اليوم من الاختناق بفعل الهيمنة الغربية، والانغلاق النموذجي الحضاري الى الشرق والغرب، الامر الذي يضع الكيان ومكوناته الجزئية، امام تحديات كونية غير مسبوقة، سوف يضطر العراقيون لمواجهتها على شكل ثورة في التصورات والخيارات.
ويعاني العراق في العصر الحديث خصوصا منذ الحقبة الايديلوجية على صعيد الدولة والحركة الوطنية منذ عشرينات القرن المنصرم،من مازق تاريخي مظهره الاعمق حالة من التناقض بين البنية الامبراطورية، والممارسة الايديلوجية القائمة على افتراض "كيانية وطنية"، وهو ماقام المستعمرون ببلورته مفهوميا، فالعراق الحديث الموحد حسب ويرلند احد الضباط الانكليز الملحقين بالحملة البريطانية، وواضع مؤلفات حول تشكل العراق السياسي الحديث، هو من ارسى مفهوم التشكل العراقي الحديث، ليتبعه ويتبنى رؤيته جميع الحداثيين السياسيين العراقيين، سواء كانوا طبقيين او قوميين او ليبراليين شعبويين، ناهيك عمن اضطلعوا بمهمة ارساء ماعرف ب "الدولة الحديثة "، هذا بينما عاش العراق على مدى 82 عاما من عمر تلك الدولة والاحزاب الايديلوجية، تناقضات صراع مستمر مابين المنظور الاستعماري العصري، والمقتضيات وآليات عمل البنية الامبراطورية التاريخية.
في هذا السياق نتعرف على واحدة من اكثر الحالات والتجارب التاريخية المعاصرة فرادة، مايمكن ان يدرج ضمن الخصوصيات الاستثنائية، وسط عالم الافكار المتداولة والمقرة عن قضايا الامبريالية والحركة التحررية العالمية، حيث الحالة المطابقة ل "الوطنية" بمعنى الممانعة والمعاكسة اوالمقاومة للهيمنة الامبريالية هنا، تنتمي للحراك وللاليات الامبراطورية وعلى مستوى "النموذج"، في حين تنتمي التصورات الايديلوجية في العراق عند التطبيق الى لمنظور الاستعماري، ولاشك ان هذا الحكم يحتاج الى المزيد، لابل الكثير من التفصيل على صعيدي الفكر والممارسة كما جرت واختبرت في نطاق العملية التاريخية العراقية خلال القرن الماضي، وان مانفعله هنا هو مجرد تعرض توصيفي ضروري وابتدائي للاساسيات.
في بداية القرن العشرين كان العراق موزعا على "ولايات ثلاث" عثمانية هي: البصرة، وبغداد، والموصل، ومايزال بعد ان انتهى القرن المنصرم كله، موزعا على نفس هذه المجالات، بينما انهارت "الدولة الحديثة"، وخرجت الاحزاب الوطنية الايديلوجية من الحياة والفعل، وفي حين كان ينبغي وقتها قبول واقع التباين التضاريسي وتجسيداته المناطقية على انها خاصية بنيوية وكيانية، اعتبرت بمثابة نقيصة قابلة للتجاوز بحكم قوانين العصر والتطور الراسمالي العالمي، وراح البعض يحاجج حول، هل ان العراق الحديث هو صناعة انكليزية او لا، مع ان هذه هي الحقيقة حين يتعلق الامر بالدولة، التي هي اخطر تجسيد للمنظور الاستعماري في العراق، في وقت لم يكن المنظور "الوطني" الامبراطوري المطابق لكينونة العراق، مكتشفا، وبالاخص مع تبني التيارات الحداثية العراقية، للمنظور الاستعماري عن العراق، وايغالها في الفرضيات الايديلوجية عن الالتحاق بالسوق الراسمالية العالمية، والتحاق العراق من ثم تاريخيا بالنموذج الاوربي الحديث.
ينتقل العراق حاليا ومنذ انتهاء فترة "الوطنية الحزبية الايديلوجية"، نحو الطور الرابع من تشكله الحديث بعد حقبات، القبلية، والتجديدية الدينية، والايديلوجية، ليواجه من هنا فصاعدا مهمات تحقيق النموذج المطابق الامبراطوري الكوني، حيث يعاد النظر بكل منعرجات الفترات الثلاث السالفة وممارسات الاستعمار الامبريالي،ومنها ظاهرة تكرار الاحتلالات، لابل وتعاد قراءة اجمالي التاريخ العراقي الطويل خلال الاف السنين، نحو اكتشاف كنهه ومغزاه، اي الى حيث تدرك هذه البلاد ذاتها، وتتعرف على دورها في الماضي والمستقبل.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور ...
- بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
- بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
- الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
- العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
- هل كان ماركس شيوعيا؟
- ماركسية عربية لمابعد ماركس
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية / ...
- في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ...
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطوري (2/ 2)