أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - من أجل (2) يورو














المزيد.....

من أجل (2) يورو


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 09:30
المحور: كتابات ساخرة
    


من أجل (2) يورو ! د/ نصار عبدالله
البيروقراطية هى البيروقراطية!، والتنفيذ الحرفى الصارم للتعليمات هو التنفيذ الحرفى الصارم للتعليمات!، حتى فى القطاع المصرفى الذى يفترض فيه إلى جانب الدقة أنه يتسم ـ أو بالأحرى ينبغى أن يتسم أيضا ـ بهامش من المرونة لكى ييسر معاملات المواطنين ويوفر وقتهم وجهدهم دون إخلال بروح التعليمات ومقاصدها، ,,,وحتى لا يكون كلامى كلاما فى العموميات دون أمثلة محددة فإننى أستأذن القارىء العزيز فى أن أروى له ما حدث معى فى البنك الوطنى (حاليا أبو ظبى) فرع ناصر بسوهاج يوم الخميس الماضى 19/2 حينما أضعت يوما كاملا تقريبا من أجل 2يورو .. أجل يوروهان..( مثنّى يورو) ..الحكاية وما فيها أننى كان لى حساب ياليورو يشتمل على رصيد ضئيل، وقد قررت سحب الرصيد بالكامل وقفل الحساب تخلصا من المصاريف التى يتقاضاها البنك بشكل دورى طالما أن الحساب قائم !.. (وهو ما يعنى أنه سوف يجىء يوم من الأيام يتبدد فيه الرصيد تماما طالما أن عوائده لا تغطى مصروفاته!) ..فى غابر الأيام كنت أحظى بمعاملة خاصة من سائر البنوك المصرية باعتبارأنى كنت موظفا بالبنك المركزى المصرى أمضيت فى خدمته أكثر من عشرسنوات وهو ما كان يستوجب طبقا للأعراف المصرفية إعفائى من أية مصاريف أوعمولات مثل تلك التى تتقاضاها البنوك عادة من تعاملاتها مع عملائها ، لكننى تبين لى مؤخرا أن هذه الميزة لم تعد قائمة وأن مصاريف جميع (حساباتى) ظلت تخصم من (أرصدتى)على مدى سنين طويلة دون أن أنتبه إلى ذلك!!...المهم أن رصيد اليورو كان فى بادىء الأمر رقما صحيحا لكنه اصبح بعد خصم المصاريف 652يورو ، قررت أن أسحبها .. وهنا كانت المفاجأة فالبنك ليست لديه فكة..وأقل عملة متوفرة لديه هى (5) يورو ..قلت للموظف المختص إنى متنازل عن الـ 2يورو وتكفينى الـ650المتبقية مع استعدادى للتوقيع على ما يفيد التنازل! فهز رأسه أسفا وهو يعتذرعن عدم إمكان تحقيق ذلك..(أتفهم موقفه لأنه لا يملك صلاحية قبول التنازل عن أى مبلغ مهما كان ضئيلا)..قلت له: يمكنك أن تصرف لى ما يعادل الـ 2يورو بالجنيه المصرى، فهز رأسه أسفا مرة أخرى!، وتوجه إلى رئيسه الذى اعتذر لى بأدب شديد، إذ أن هذا القرار ليس من صلاحياته أيضا!، وأنه يتعين إرسال طلب إلى الإدارة المركزية بالقاهرة للموافقة على تحويل مبلغ معين مودع بعملة معينة ( يقصد بالمبلغ.. الـ 2يورو!!) إلى عملة أخرى تنفيذا لتعليمات البنك المركزى!!.. وقد كان! ..أرسل الموظف المختص طلبا عن طريق الإيميل إلى القاهرة ..وللأمانة فقد كان إلى جانب اتسامه بالدماثة والتهذب والدقة ..كان ايضا يتسم بقدر واضح من اللماحية والذكاء إذ لم يفت عليه أن يوضح فى الطلب أن السبب فى هذا الطلب هو أن يتمكن الفرع من إقفال الحساب، ولولا هذا التنويه فقد كان من الوارد أن ترد الإدارة باستيضاح السبب فى مثل هذا الطلب لتحويل مبلغ ضئيل...المهم أنى انتظرت طويلا إلى أن جاء الرد بالموافقة وهكذا أضعت يوما كاملا من أجل (2) يورو، لكنى على أية حال حمدت الله على أن البنوك قد أصبحت تستخدم البريد الإليكترونى فى المراسلات، صحيح أن الرد قد يتأخر أحيانا لبضع ساعات، لكنها لو أنها كانت تستخدم البريد العادى كما كان يحدث فى زماننا لكنت بغير شك قد أضعت أياما وربما أسابيع من أجل (2) يورو، بل ربما من أجل سنت واحد، ذلك أن السنت فى المنطق البيروقراطى لا يختلف عن المليون من حيث قدرته على تعطيل إتمام أية معاملة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإبادة التامة لداعش
- أسيوط وسوهاج
- منتصر وعام 2015
- القصيدة التى قتلت شاعرا
- حكايات -أبوالجدايل-
- إسرائيل: داعش العبرية!
- ذلك المشروع: حقيقة أم خيال؟
- -مصر..س- مرة أخرى
- عن : -مصر س-
- سعد هجرس
- سقطة الدكتور: يونان
- جعيدى: درس من التاريخ
- ثقب فهمى هويدى
- الوحى الأمريكى
- من أعلام أسيوط
- مبروك فى معهد الأورام
- أحمد يوسف أحمد
- شفيق وعبدالعاطى
- الببلاوى فدائيا
- عن الميج 29


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - من أجل (2) يورو