عقيل الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 01:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من ماهيات ثورة 14 تموز ( 6-6)
مفاصل التغيير وملازماتها في الواقع العراقي:
7- الوحدة العربية:
تحاول بعض القوى السياسية وعلى وجه التحديد الكم الأغلب من قوى التيار القومي, وصم ثورة تموز وقائدها إلى الوقت الحاضر، بكونه كان قطرياً في سياسته لم يسع إلى تحقيق [ الوحدة الفورية] مع الجمهورية العربية المتحدة, عندما كانت الناصرية في أوج قممها النيرة. ويوجه هذا الإتهام ليس لقاسم وحده بل يتعداه إلى كل العراقيين. ونابع هذا من " موقف غالبية العرب تجاه العراق وشعبه والحركة السياسية فيه ومنذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة، ونراه اليوم بشكل واضح، هو موقف يتسم بالسلبية وعدم الفهم أو إلى حد الخصومة والتكفير علاوة على تجاهل هذا الشعب على صعيد أهل الفكر والابداع والثقافة والتنوير، بل وحتى تأريخه. إن (فقهاء) العرب القوميون وصفوا العراق ببروسيا العرب وهم لا يعرفون أن تركيبة الشعب العراقي غريبة على العرب وعلى بروسيا وعلى تركيبة المجتمعات العربية من الناحية الأثنية والدينية والثقافية رغم إنتماء هذا البلد إلى المحيط العربي... "
لقد سبق وأن شرحنا في الكتاب الأول من هذا الثلاثية , بديات الصراع بين التيارين الأرأسيين في الساحة السياسية العراقية، بل وحتى الفكرية منها، واللذان تأسسا في خضم سيرورات تكون الدولة العراقية وإرتقائيتها, وقد افترقا حتى قبيل تبلورهما, من خلال رؤية الانطلاق السياسي المتمركز حول استفهامية:
لمن الأولوية.. لعراقية العراق أم لعروبة العراق؟.
لقد تمخضت الإجابة العملية عن هذا التساؤل عن انبثاق اتجاهين سياسيين أراسيين وسما ولا يزالان الحياة السياسية والحزبية، والفكرية العامة لعراق القرن العشرين. كما أنعكسا في رحم المؤسسة العسكرية وسياق ممارساتها المهنية وغير المهنية, وهذا الاتجاهان هما:
الاتجاه العروبوي (التيار القومي)؛
الاتجاه العراقوي (التيار الوطني).
إن واقع التجزءة بين الاقطار العربية وتخلفها الاجتصادي وتبعيتها إلى المراكز الرأسمالية وتعدد التكوينات الاجتماعية فيها والطبيعة الانوية السياسية للقادة العرب (وعلى وجه التحديد الرئيس عبد الناصر في زمنية ارتقاءه) وتخلف القيادات السياسية والحزبية ورغبتها في حرق مراحل التطور (المنزع الاستعجالي) والوثوب من الفكري القبلي ومنظومة قيمه إلى الفكر القومي الذي هو نتاج لحالة تطورية ليس في الرؤية الفلسفية حسب ، بل لجملة من التطورات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والفكري أيضاً. هذه الظروف والعوامل وغيرهما راكمت ذاتها بذاتها لمنع تحقيق هذه الصيرورة السياسية/الاقتصادية. بل استطيع الاستنتاج والقول من واقع التجربة: بأن أول من ساهم في قتل الفكرة السامية في وحدة الاقطار العربية.. هم القوميون (الوحدويون) العرب بمختلف فصائلهم, وذلك عندما لم يخضعوا هذه الصيرورة الإنسانية لمنطق التطور وسنن الارتقاء الاجتصادي, وأملوا رغائبهم وارادويتهم على الواقع الموضوعي, ولم يأخذوا بالاعتبار تعددية مكونات المجتمع العراقي من منطلق وحدة واختلاف المصالح بين هذه المكونات. كما أن وحدة من هذا القبيل تتطلب تماثلاً للبنى الاقتصادية وتنسيقاً تكاملياً للأولويات الاقتصادية وبناءً تحتياً يستوعب العمل الاندماجي الموحد كما يتطلب وعيا عالياً بهذا الهدف الانساني يتجاوز الانتماءات الدنيا من عشائرية ومناطقية ومذهبية. وقد دللت التجربة السياسية العملية على ذلك, إذ عندما أستلموا السلطة, بعد الانقلاب الدموي في شباط 1963 ولغاية الاحتلال الثالث (نيسان 2003- )، إذ لم يتقدموا خطوة واحدة نحو التحقيق العملي لوحدة بعض الأقطار ناهيك عن وحدة الأمة. بل أصبحوا ليس قطريين حسب، بل خضعوا لمفاهيم الولاءات المستند إلى رابطة الدم (اسروية, عشائرية, قبلية) وتلك الطائفية الضيقة. وأصبحوا من صناع الأوهام القومية والافكار المجردة ورسخوا أكثر فأكثر الحدود الاقليمة والعقلية الضيقة من حزبية طائفية ومناطقية صغيرة, وكانوا عند ممارستهم الحكم أمثلة ساطعة لدولة الاستبداد والاستلاب. كما أمست شعارات الوحدة العربية أدوات سياسية للقمع والإرهاب. لقد كانوا يحلقون في سماء القومية ويمارسون الحياة من واقع القيم العشائرية والقبلية. وهذا ما رصدته الكثير من الدراسات الأكاديمية. تقول إحداها: " ويمكن ملاحظ بروز موجة من السياسات الإنعزالية ومن الانكفاء إلى القضايا الداخلية فقط لدى جميع الأنظمة العربية... وكأنه مؤشر على أن الدول (الوطنية/الإقليمية) بدأت تتحول إلى كيانات سياسية متميزة عن بعضها...وبدأت تتطور مبتعدة عن بعضها أكثر مما تتطور متقاربة مع بعضها. سواء أسفنا لهذه الظاهرة أعلاه أو رحبنا بها فإن العملية أقل أهمية من الإعتراف بحدوثها وأكثر دقة فهي أقل أهمية من أنها حدثت فعلاً... ".
وعليه فهذه الممارسة وذلك الواقع أقنعا، بعد فوات الآوان، حتى عبد الناصر في آواخر حياته وكذلك أجهزته السياسية والأمنية والمقربين منه من أمثال عبد اللطيف البغدادي، وأمين هويدي، القائل بأن {العراقيون لم يكونوا دعاة وحدة حقيقيين} ويقصد بهم الأحزاب القومية على مختلف مسمياتها. وهو يشير إلى ذلك من واقع تجربته مع الحكومات العروبية التي أغتصبت السلطة في انقلاب شباط 1963، حيث ما أن انتهوا من وأد ثورة تموز وقتل قائدها وقهر قاعدتها الاجتماعية حتى "...حل العداء محل الإخاء على المستوى القومي، وتبع ذلك صراع مرير بين الرفاق والزملاء على المستوى القطري يهدف إلى إنفراد الفئات المتصارعة بالسلطة وكان هذا هو نهاية المطاف...وعاد حكم الارهاب الأسود ليسود ويتسلط...وسئم الشعب العراقي تلك اللعبة السياسية التي يجد فيها نفسه دائما وقد أصبح الضحية فلا يجزي عن صبره وتضحياته إلا العنت والاضطهاد... ".
ويؤكد هذه الحقيقة أكرم الحوراني في مذكراته عندما حلل انقلاب الشواف- الطبقجلي- سري عام 1959 بالقول: " أن عبد المجيد فريد (الملحق العسكري للعربية المتحدة في بغداد في زمن قاسم والذي لعب أخطر دور في هذه الفترة-ع.ن) يؤكد أن الطبقجلي والحاج سري لا ينويان تحقيق الوحدة مع العربية المتحدة، وهذا يعني بالنسبة لعبد الناصر أنهما غير مستعدين لأن يكونا تابعين لنظامه... ". كما أشار حزب البعث العراقي في أدبياته إلى أن شعار (الوحدة الفورية)، الذي قاتلوا قاسم به وحاربوا نظامه به، وصفه بكونه يمثل الإتجاه العاطفي السطحي اللا واعي، لأن مضمونه يدعو للوحدة لمجرد الوحدة .
وتأسيساً على واقع التجربة المريرة للفكر السلطوي علينا الاقرار بضرورة " إعادة النظر في النظرية القومية التي مورست خلال نصف القرن الماضي فلم يكن مصيرها سوى الإخفاق الذريع, وانتجت عكس ما يراد منها, فبدلا من الوحدة تخلّقت كيانات مغلقة الحدود والأذهان والبصائر. وبدلاً من الديمقراطية أنتجت أشنع أنواع الفاشيات والسلطة الغاشمة. فالسلطة ليس لها وظيفة اجتماعية, السلطة وظيفتها ذاتية تجاه نفسها فتدافع عن وجودها وتحمي ذاتها وتسعى لتأييد نفسها, وكل واحد في موقعه ملك ولا يتوانى عن السعي لتوريث أولاده منصبه أو ثروة هائلة جمعها من كل وجه, ولهذا تصلّب المجتمع وتخشّب ".
من جانب آخر يجب التذكير أن سياسة قاسم في المجال العربي كانت مستمدة من الانطلاق من واقع العراق نحو الأمة العربية من دون التخندق في الأولى، لذا كان ينادي بتحقيق الوحدة العربية عبر فهمه العملي الخاص لواقع تركيبة العراق الاجتماعية من جهة ومن تصوره لنموذج أن العراق: " جزء من كل وليس جزء من جزء " حسب تعبيره، وذلك من خلال التحقيق المادي للحدود الدنيا للقواسم العربية المشتركة وتطويرها على وفق منطق سنن التطور وقوانينه في كل من: المصالح الاقتصادية؛ البنى التحية؛ المشترك الثقافي/ السيسيولوجي؛ العوامل النفسية التي تتعدى الولاءات الدنيا. وقد انطلق من التعاون العملي الممكن نحو التكامل التدريجي من مختلف الشؤون وأهمها الاقتصادية للوصول إلى الوحدة السياسية, كما سبقتنا أمم أخرى.
كما أن قاسم في سياسته العربية وقف عملياً ليس ضد الوحدة العربية عامةً، بل ضد أحد أشكالها (القسرية الفوقية) التي كانت سائدة آنذاك في الفكر القومي (النموذج الناصري).. لذا طالب بالرجوع إلى الشعب لبيان رأيه في هذه الخطوة المصيرية وقد مثل هذا الموقف حلقة مركزية في نمط تفكيره. يقول بهذا الصدد: " إننا نستند على أبناء الشعب، فالشعب مصدر القوة، وسوف لن نهمل رأيه ولا نتركه جانباً فهو مصدر القوة ولإن القرار الأخير للشعب لون نكون حفنة افراد تتلاعب بمقدرات الشعب كما تلاعب رجال العهد الماضي فأهملوه ولم يعترفوا بحقه فعقدوا الاتفاقيات والمعاهدات دون الرجوع إليه. إننا نرجع في كل تصرفاتنا إلى أبناء الشعب والشعب هو الذي يقرر... ". كما كان ضد الافكار الضيقة حيث كان يردد بصدق عالي دوماً : " نحن لسنا دعاة محلية ولا إقليمية وإنما نعو إلى فكرة سامية، الفكرة السامية هي التعاون والتكافل والتضامن ومد يد المعونة إلى كل بلد عربي في أي مكان... ".
وقد شاركت رأي قاسم هذا، قوى اجتماعية وسياسية واسعة تنطلق في رؤيتها القومية من أولوية عراقية العراق مثل, الأحزاب: الوطني الديمقراطي , الوطني التقدمي، الشيوعي, ومن القومية الكردية والطائفة الشيعية وجمهرة كبيرة من الفئات الاجتماعية غير المنظمة سياسياً؛ بل وحتى الحزب الإسلامي, وبعض شخصيات ورموز التيار القومي من أمثال نجيب الربيعي وصديق شنشل ومحمد مهدي كبة وعبد الرحمن البزاز وغيرهم ممن كانوا يدركون واقع التركيبة الاجتماعية العراقية ودرجة وحساسية توازناتها.. وبالتالي أن رفع شعار (الوحدة الفورية) كان في حقيقته أدلجة (قومانية) للصراع على السلطة من أجل ذات السلطة, وهذا ما دلل عليه واقع الصراع السياسي في العراق، إذ كيف نفسر " تناوب اربعة رؤساء جمهورية وحدويين, دون فترة انقطاع غير وحدوية لمدة 20 سنة, إلى جانب خمسة من رؤساء وزارة وحدويين متطرفين وأكثر من 120 وزيراً وحدوياً تدعهم تنظيمات ومؤسسات وأجهزة وحدوية حالة لا تنكر في التاريخ بسهولة... " وأغلبهم رفع لواء معارضة قاسم بإسم الوحدة ؟! لكنهم لم يخطو خطوة واحدة في اتجاهها. هذا الموقف أثار انتباه الباحثين فقد كتب الباحثان ماريون فاروق وبيتر سلوغليت من أن الكم المطلق من القادة السياسيين " الذين دعوا إلى الوحدة الفورية، بالرغم من أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للشعب أو الجماهير، فإن القومية العربية والوحدة كانت مجرد شعارات تكتيكية وإن الوحدة لم تكن أكثر من (عصا) يمكن بواسطتها جلد الشيوعيين الذين كان بالإمكان إتهامهم بأنهم خونة الشعب العربي، أكثر مما هي –أي الوحدة- هدف سياسي أو خيار أصلياً. ويثبت ذلك ما بدا جلياً من عدم التقدم بهذا الإتجاه في الفترات التي كان فيها القوميون أو البعثيون يملكون السلطة فعلاً. لذا فإن الوحدة كانت الرمز وليس الجوهر في المجابهة ". (التوكيد منا-ع.ن)
الهوامش:
66 - " عادل حبه، ثورة 14 تموز، http://www.sotaliraq.com في 07/04/2007.
67- راجع الكتاب الأول, عبد الكريم قاسم, من ماهيات السيرة, الفصل الخامس, مصدر سابق.
68 - ماريون فاروق وبيتر سلوغليت، من الثورة ، ص.15، مصدر سابق.
69 - أمين هويدي، كنت سفيرا في العراق 1963-1965،، ص. 8، دار المستقبل العربي القاهرة 1983.
70- أكرم الحوراني، المذكرات، المجلد الخامس، المادة رقم 145.على موقع http://www.akramhurani.com
71- حول هذه المواضيع راجع, مذكرات عبد اللطيف البغدادي, ج.2, المكتب المصري الحديث, القاهرة 1977 ؛ محمد جمال باروت, حركة القومين العرب، المركز العربي للدراسات الاستراتيجية, دمشق 1997.
72- محي الدين صبحي, عرب اليوم صناعة الأوهام القومية, ص.17, مصدر سابق.
73 - من خطابه أمام دورة الاحتياط الثالثة عشر في 2آذار 1959، خطب الزعيم،ص.94، مصدر سابق.
74 - خطابه في مؤتمر المحامين العرب يوم 26/11/ 1958، خطب الزعيم، ص. 74، مصدر سابق.
75 - المصدر السابق ، وذات الصفحة.
76 - يذكر جرجيس فتح الله في حوار له مع الجادرجي عام 1958،الذي أخبره " لو أردت إنصاف هذا الرجل (يقصد عبد الناصر) لقلت أنه واقع ضحية التقارير المكذوبة التي يرسلها إليه سفيره ( أمين هويدي) وملحقه ( عبد المجيد فريد) تلك التي تؤدي به إلى اتخاذ مواقف وقرارات خاطئة ذات عاقب سيئة. أظنك تريد معرفة نتيجة مواجهتي الرئيس المصري هذا، أنت صحافي ولك حق السبق- لا شيء! لا شيء تبين لي أنه قليل معرفة بالعراق وطبيعة تكوينه العرقي ودرجة وعيه السياسي. قال لي أن تسعين بالمائة من العراقيين ينتظرون اعلان الوحدة. فقلت هناك خمسة وعشرون بالمائة من العراقيين على الأقل لا يريدون ذلك (وأضنه كان يقصد الكورد مع الأقلية المسيحية بهذا) وأن هناك أحزاباً لا يمكن أن تنتحر بقرار كما حصل في سورية. ثم أني حاولت إثارة اهتمامه بالدعوة إلى قيام اتحاد فيدرالي من نوع ما وأكدت له أن الحزب الوطني الديمقراطي سيدعم الفكرة ويروج لها وكان جوابه الرفض البات. كانت هناك تقارير حماسية تصله من جهات عراقية معينة تصور له الوضع والمزاج العام بالشكل الذي تريده. تحدث لي عن المتاعب التي جرتها عليه الوحدة مع سورية وأنه لم يقبلها إلا بتردد كبير قاصداً بالتظاهر بأنه إن قبل بانضمام العراق إليها فسيكون تنازلاً أو ارغاماً. هذا هو كل شيء". رجال ووقائع في الميزان، ص. 135، دار ئاراس اربيل 2001. هذا الموقف يدحض ما ذهب إليه محمد حسنيين هيكل في سنوات الغليان، صص. 377-379 حيث ذكر أن عبد الناصر قال للوفد العراقي، برئاسة عارف، في دمشق يوم 18 تموز 1958:" ارجوكم أن لا تطلبونني بأية خطوة وحدوية الآن". هذا القول اراد به هيكل تبرير موقف عبد الناصر من قاسم وتحميله للصراع غير المبرر الذي نشب بين التيار اليساري-الديمقراطي والتيار القومي. هذا ديدن هيكل في كل كتاباته التي تخص الجمهورية الأولى. للمزيد راجع د. سيار الجميل، تفكيك هيكل، المكتبة الأهلية، عمان 2000.
77 - حسن العلوي, رؤية بعد العشرين, ص. 156, دار الزوراء, لندن 1983. والأرقام سوف تتضخم بدرجة مخيفة إذا حسبنا الفترة الزمنية التي تلت تأليف الكتاب خلال 20 سنة لغاية سقوط النظام عام 2003. إذ سيتضاعف عدد الوحدويون من رؤساء الوزارات والوزراء، خاصةً بعد أن استلم السلطة حزب مكث فيها مدة تجاوزت كامل فترة العهد الملكي. والوحدة تمثل بالنسبة لايديولوجيته أهم الأهداف المعلنة لفظياً.
78 - ماريون فاروق وبيتر سلوغليت، من الثورة إلى الدكتاتورية، ص.92، مصدر سابق.
#عقيل_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟