بوش يرفض طلب معظم دول العالم التمييز بين الارهاب والمقاومة الوطنية للاحتلال

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 12:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تمكنت الادارة الامريكية في الجلسة المخصصة للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس الامم المتحدة، من خلال ضغوطها السياسية والاقتصادية ومختلف تهديداتها من تمرير مشروع اصلاح هيئة الامم المتحدة ، بما يتلاءم ومخططاتها. كيف لا ومندوبي دول العالم الحاضرين جميعا لم تنتخبهم شعوبهم بل هم جزء من بيروقراطيتها الحاكمة، التي تخاف شعوبها فضلا عن مختلف اشكال التبعية التي فرضتها العولمة الراسمالية. اما رئيسها ورغم موقفه الجريء في ادانة الحرب على العراق، فقد خضع لتهديداتها بفضح دوره ليس فقط في قضية نهب اموال الشعب العراقي في اتفاقية النفط مقابل الغذاء ، بل وفي تمديد الحصار الاقتصادي على العراق لمدة 13 عشر عاما التي تلقت خلالها الامم المتحدة من وصايتها على كل الاقتصاد العراقي مليارات الدولارات.
كيف لا وادارة الامريكية تنفذ افضع جريمة ارهابية في تاريخ البشرية وهي، ابادة شعب بكامله، عن طريق الاسلحة النووية التي قصفت وتقصف بها العراق منذ عام 1991 وحتى اليوم . حيث تفيد تقارير علماء مختلف دول العالم بما فيهم علماء امريكان ان مجموع ما القي من اسلحة اليورانيوم المنضب في العراق يوازي 250 الف قنبلة نووية كالتي قصفت بها هيروشيما، والاختلاف فقط بان ابادتها تكون تدريجية . ورغم تعاظم نسبة الوفيات بمختلف اشكال السرطان والولادات المشوهة حتى بين جنودها الذين خدموا في العراق ، فان صبرها قصير لاسيما وان مختلف اشكال المقاومة الوطنية السلمية والمسلحة لاحتلالها ومشاريعها لاحكام الهيمنة التامة على وطننا وتركيع شعبنا، تتصاعد، وضغط الراي العالمي وضغوط شعبها. فلم تتورع عن اقتراف مختلف اشكال المجازر لتسريع الابادة. فهاهي دماء العراقيين تنزفا يوميا وبمعدلات متصاعدة ، مباشرة بواسطة قصف طائراته بمختلف اشكال الاسلحة الحاوية على اليورانيوم المنضب انتقالا من مدينة الى اخرى، بحجة محاربة الارهاب، مهدما بيوتها ومعالمها الحضارية. وتحويل ما يتبقى من سكانها الى العيش في خيام دون كهرباء ولا ماء، كلاجئين في بلادهم، املا باعادة ترميم بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم. في حين لا يزال اكثر من نصف سكان الفلوجة بعد سنة من تدميرها يعيشون في الخيام. و بواسطة مختلف اشكال عصابات الارهاب التي اطلقت قواته لها كل الحريات لينقل معركته ضد الارهاب الى العراق بعيدا عن الولايات المتحدة كما صرح به عدة مرات ليبرر استمرار حربه في العراق التي يرفضها شعبه. ولتشويه اعمال المقاومة الوطنية الموجهة فقط ضد قوات الاحتلال والتي عرقلت كل مخططاته وكلفته المزيد من الضحايا والاموال . والعمل بكل الوسائل لدمجها بالارهاب لاثارة نقمة الشعب العراقي عليها وحرمانها من دعمه ولاسيما من خلال التنسيق مع قادة هذه العصابات الارهابية وفي مقدمتهم من يدعى بالزرقاوي الذي بادر امس بالاعتراف بانه هو من قام بجريمة مجزرة الكاظمية التي راح ضحيتها اكثر من مائة شهيد و150 جريح وكلهم شبيبة تبحث عن العمل . ليبريء قوات الاحتلال من هذه الجريمة اولا وليثير النعرات الطائفية ثانيا. و قادة المليشيات الطائفية التي تنقل مجازرها بين جوامع وجماهير السنة والشيعة لاثارة الحرب الطائفية تنفيذا لمخططات الادارة الامريكية بابادة اكبر عدد من العراقيين واثبات ان بقاء احتلالها ضروري لحماية الشعب العراقي من الحرب الاهلية.
ان جميع قادة العصابات الارهابية في العراق مكشوفين ولايمكن لما تملكه الادارة الامريكية من تكنولوجية متقدمة ان تعجز عن اصطيادهم لو ارادت ، فالزرقاوي الذي يعترف بمعظم المجازر الارهابية سواء بالسيارات المفخخة او العبوات الناسفة ..الخ يتنقل بحرية بين جميع مدن العراق ناقلا معه جرائمه بحق ابناء شعبنا الابرياء. وقادة المليشيات الطائفية اما في اجهزة الحكم او من ايتام صدام الذين اعادت قوات الاحتلال مناصبهم في اجهزة الامن والمخابرات العراقية.
ان مسؤولية القوى الوطنية في العراق لم تعد تقتصر على تحرير الوطن من الاحتلال فقط بل وانقاذ شعبنا من الابادة . فان كل يوم يزيد في عمر الاحتلال يكلف شعبنا الالاف من الضحايا ان الادارة الامريكية لا تتورع من اجل تنفيذ مخططاتها عن ابادة شعبنا ابادة سريعة رغم ضمانها للابادة البطيئة واستبداله بضحايا شعوب اخرى مثل ضحايا الاحتلال الاسرائيلي من الشعب الفلسطيني او مهمشي الشعب المصري . فهي تركز من خلال عصابات الارهاب على قتل العناصر الشابة والفعالة في المجتمع. ولذلك تركز هجماتها على ساعات الصباح. فالى متى السكوت والى متى الانتظار؟؟
في 15/9/2005

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات