ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 16:15
المحور:
الادب والفن
من «عصفورة حريتي» - عصفورة الحرية
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
هامبُرڠ-;- 21/11/2010 (فلسفيا: عقيدة التنزيه | سياسيا: الديمقراطية العلمانية)
منذ وعيت ذاتي
وعلمت أني هنا
ووعيت أني أنا
وجدت صراعات أبدية في كامناتي
تطفح بين حين وحين
مُسفِرةً عن نفسها
إنه الصراع الأبدي
بين عصفورة الحرية
القابعة في عمقي
متحينة الفرص
لتنطلق
في فضاء التمرد اللامتناهي
وبين حُرّاس ذلك القفص
الفولاذي المحكم
الذي استرقّها
نفسي كانت منذ تعرفتُ عليها جانحةً
إلى فضاءات الحرية
وقلبي منذ أدركت أنه ينبض
وجدته ينبض عشقاً للحرية
وَلَهاً بالجمال
حباً للإبداع
غراماً بالانعتاق
لكنه كان محاطاً دائماً بمستعبديه
فتارةً يستعبده المجتمع
وتارةً يسترقّه الدين
وتارةً تسجنه أشياءٌ أخرى
فنفسي وقلبي ووعيي
كُلّي كان مذ كنتُ عاشقاً للحرية
لا يؤمن بقيد
إلا قيد المسؤولية أمام الضمير
لأن حريتي
معشوقتي
مقدسة غير مدنسة
وهي حية ليست ميتة
لأنها حرية بناءٍ لا حرية هدم
لأنها حرية حبٍّ لا حرية حقد
وكانت لعصفورتي القابعة في عمقي
الجانحة إلى الطيران المتمرد
انعتاقاتٌ وانعتاقات
وكانت لها تحليقات
لكن مستعبديها كانوا دائما لها بالمرصاد
والقفص الفولاذي الأسود
كان مأواها في كل مرة
لكنها ستبقى أبداً
جانحة للانعتاق والتحليق التمردي
فهي ثورةُ ضياءٍ
مهما حاولت الظلمة
أن تلفها بعباءاتها الصوفية السوداء
هي انتفاضة انعتاقٍ
مهما حاولت قضبان القفص
أن تحول بينها
وزرقة فضاء الحرية اللامتناهي
لكنها ستبقى حتى النبضة الأخيرة
في هذه الحياة
غير مرتوية تمام الارتواء
من منهل الحرية
ضمآنة أبداً
وبحر الحرية بمائه الحُلْوِ العَذِب أمامها
تتطلع إلى شربةٍ منه
وحُرّاس الرق يمنعونها
وفي غفلة منهم تطير فوق أمواجه
ترتشف منه
فترتوي
لا .. فتسكر
وتغسل به عن جناحيها وريشها
لوثات الاسترقاق
ثم يعيدها سجّانوها مرةً أخرى
إلى القفص المقيت
إلى القضبان الفولاذية الصدئة
إلى العباءات الصوفية السوداء
إلى حيث الاختناق
حيث يُحبَس عنها الهواء
وتُسبى حريتها
سيمفونية وجودها
لتُلحَق
بمواكب سبايا الاسترقاق والاستعباد
لكنهم لا يعلمون
أن الحرية لا تستحيل إلى عبودية
فهي مع العقل والحب والجمال والإبداع
من أجمل ما أنتجته
ريشة أستاذ الفنانين
خالق الكون
مبدع الوجود
مانح الحريات
لكنهم صادروها بعدما تسمّوا باسمه
بهتاناً وافتراءً عليه
فباسمه
صنعوا الأقفاص
لعصفورات وعصافير الحرية
وباسمه
شحذوا سكاكينهم ليذبحوا الحرية
قرباناً لوثنهم
الذي أسموه ديناً
ونسبوه افتراءً أو جهلاً
إلى خالق العصافير
وجاعلها حرةً
ومودعاً فيها بالفطرة عشق الحرية
وسيأتي اليوم
الذي تتمرد فيه كل العصافير
وتتكسر كل الأقفاص
وتهترئ كل العباءات
وتنجلي كل الظلمات
وتعانق العصافير زرقة السماء
وتغني للحرية
وترفرف أجنحتها على معزوفة الانعتاق
وترقص كل الكائنات على أغنية الحرية
والحب والجمال والسلام
وعصفورتي ستكون
كما الله أرادها أن تكون
تسبح في فضاءات الحرية
والعشق والإبداع
ستكون هي هي
لا هي التي أرادوها أن تكون
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟