يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 11:57
المحور:
القضية الفلسطينية
في ظل الأزمات الموجودة حاليا بالبلد، والتي تتعلق بمجملها بالوضع المالي، أو لنقول بشكل أشمل وأدق ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية، نرى بأن هذه الأزمات بدأت تتفاقم أكثر فأكثر، ليس هذا فحسب، بل تعددت وتنوعت هذه الإشكاليات لدرجة أنها بدأت تفرض ظروفا تستدعي الحذر واليقظة، لأنه كلما قل عدد الأزمات مهما كانت كبيرة بحجمها، كان من السهل مجابهتها والتصدي لها والعمل على إفراغها من محتواها الثائر بحيث لا تسبب الأذى للأخرين، على العكس تماما من هذا، فإن كثرت وأصبحت متشعبة، فهنا تقل القدرة على المواجهة، الأمر الذي من الممكن أن يؤثر على قدرة الردع لدى القائمين على ذلك، والذين هم بالأساس ربما يكونوا من إختلقوها.
فعلى الرغم من أزمة الرواتب التي تعصب بنا هذه الأشهر، وما ينتج عنها من توقف كبيرة لعجلة الاقتصاد الفلسطيني، الذي هو مبني بالأساس على دخول هذه الأموال للسوق الفلسطيني، وعلى الرغم كذلك من الشلل التام في مؤشرات السوق وإنخفاضها إلى أدنى مستوياتها، وإرتفاع الدولار وما يسببه من إرباك للمقترضين من البنوك، مما يؤثر بشكل ملاحظ أيضا على حركة ومؤشر الاقتصاد بالبلد، نرى جانب إيجابي نوعا ما في زاوية أخرى لا تقل أهمية عما تحدثنا به، ألا وهو إنخفاض سعر الوقود بشكل بسيط، أو حتى بشكل لا يكاد يذكر.
ولعل بالنقطة الأخيرة والمتعلقة بإنخفاض سعر الوقود، بداية لظهور أزمة بدأت تعصف بالمجتمع، والتي تمثلت بخفض سعر المواصلات بين المحافظات والمحافظة ذاتها، وهنا لسنا بصدد إثبات مواطنة السائق وحقوقه بالمجتمع، ولسنا كذلك كمحاميين دفاع عن الوزارة المختصة لكي نقدم الدلائل والبراهين على حُسن سير عملهم، وكذلك لسنا بالإعلاميين الذين يحاولون تقريب وجهات النظر على أساس مبدأ الشراكة، كل ما يسترعي نظرنا هنا، هو التخبط وعدم الإمساك بزمام الأمور بشكلها الجيد، تخبط من قبل السائقين وخروج البعض عن قرار نقابتهم، وكذلك تغيب النقابة للسائقين وعدم وضعهم بصورة الأوضاع، ومن جانب أخر تخبط المؤسسة المسؤولة وإقرارها ببعض أخطائها وعدم تقديرها للوضع بشكله الصحيح، الأمر الذي يضعها بمأزق لا تحسد عليه. عمار يا بلد.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟