أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رياض العصري - مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5















المزيد.....



مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:45
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


المحور الاجتماعي / الاسرة ـ الجزء الثالث
ـ ان تربية الاطفال والاعتناء بهم مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الاب والام بالدرجة الاولى , ولكن ينبغي على الحكومة ان تساهم بقدر ما تسمح به امكانياتها المادية في تحمل جزء من هذه المسؤولية من خلال تخصيص حصة شهرية لكل طفل من الغذاء والكساء وخاصة للعوائل ذات الدخل المحدود مع توفير الرعاية الصحية المجانية . ان عقيدة العصر الجديد تمنح الحكومة صفة الاب وولي الامر لكل مواطن كبيرا كان أم صغيرا وبالتالي فالحكومة تقع على عاتقها واجبات ومسؤوليات تجاه أفراد المجتمع بحكم هذه الصفة ولها بالمقابل حقوق ملزم كل مواطن بتأديتها لها.
ـ ان على الاب والام بحكم مسؤوليتهما المشتركة عن تربية ابنائهما ان يقوما بتقويم وتصحيح أي سلوك خاطيء يرتكبه الابناء , ويكون اسلوب تصحيح السلوك الخاطيء هو اسلوب العقاب والثواب , فيتم مكافئة الابن مكافئة مادية او معنوية عندما يكون سلوكه صحيحا ( المكافئة المعنوية : كلمة شكرا , أحسنت , رائع , ..... الخ ) ويتم معاقبة الابن بعقوبة مادية او معنوية عندما يكون سلوكه خاطئا ( العقوبة المادية : هي العقاب البدني وهي مسموح بها في الحدود التي لا تسبب اضرار بدنية كبيرة للطفل , والعقوبة المعنوية : هي حرمان الطفل من الاشياء التي يحبها ولفترة محدودة حسب تقدير الوالدين ) . الغاية من ذلك ان يشعر الطفل بان هناك حدود لسلوكه وتصرفاته , فهناك سلوك مقبول وهناك سلوك غير مقبول , وان عليه ان يلتزم بالسلوك المقبول لكي يحظى برضا والديه وينال مكافئتهما , وان يتجنب السلوك غير المقبول لكي لا يخسر رضاهما وينال عقابهما , وهذا التقويم ينبغي ان يكون منذ الصغر ونقصد بذلك مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة ( العمر من 6 لغاية 15 سنة ) لان عملية تقويم السلوك تصبح صعبة بعد هذه المرحلة , لذلك يجب على الاباء والامهات ان ينتبهوا لسلوك اطفالهم خلال مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة.
ـ الطفل الذي عمره أقل من ( 6 ) سنوات لا يجوز أبدا معاقبته على تصرفاته مهما كانت طبيعة هذه التصرفات , واذا كانت تصرفاته عدوانية أكثر من اللازم ينبغي عرضه على طبيب مختص لتشخيص الحالة ومعرفة السبب .
ـ يجب ان تكون العلاقة بين الاب والام من جهة والابناء من الجهة الاخرى قائمة على اسس صحيحة وسليمة , يجب ان يعرف الوالدين ان الطفل منذ ولادته ولحين بلوغه ( 6 ) سنوات يحتاج الى اللعب والمداعبة , وللفترة من عمر ( 6 ) سنوات ولغاية ( 15 ) سنة يحتاج الى التربية والتوجيه مع استخدام الحزم والشدة وحتى احيانا العقوبة البدنية اذا تطلب الامر ذلك للحالات الاضطرارية ولكن يجب عدم حرمانه من اللعب , وللفترة من عمر ( 16 ) سنة ولغاية اتمام ( 19 ) سنة يحتاج فقط الى النصيحة والتوجيه والارشاد مع بعض الشدة في الكلام اذا تطلب الامر ذلك , وعند بلوغه سن ( 20 ) سنة تنتهي مسؤولية الوالدين ويصبح الانسان مسؤول عن نفسه ومسؤول عن تصرفاته امام المجتمع وامام القانون اما مسؤولية الوالدين في هذه المرحلة فتقتصر على تكفل نفقاته اذا كان مازال طالبا يدرس في المرحلة الجامعية , مع ملاحظة ان الانسان قبل عمر ( 20 ) سنة يحاسب ايضا على تصرفاته امام القانون في حالات الجرائم ولكن بحضور الوالدين كليهما امام القضاء في محكمة الاحداث لغرض المسائلة , اما في سن ( 20 ) سنة وما بعده فلا يستلزم حضور الوالدين للمسائلة امام القضاء .
ـ حقوق الوالدين على الابناء هي الاحترام , التقدير , الطاعة , التعاون , المساعدة , المآزرة . وان حقوق الابناء على الوالدين هي التربية الحسنة , التوجيه الصالح , التعليم , الرعاية الصحية الى ان يصبحوا بالغين . ان تربية الوالدين لابنائهما ليست منّة او حسنة او شفقة بل هي واجب بحكم شروط عقد الزواج , ان وجود الطفل انما هو نتاج رغبة والديه ويفترض بالوالدين ان يتحملا نتائج رغبتهما , كما ان على كل ابن ان يعرف ان احترامه وتقديره وطاعته لوالديه ليست من باب العطف والشفقة عليهما بل هي واجب عليه بحكم فضلهما في وجوده وبحكم مسؤوليتهما كليهما عن تربيته وتوجيهه .
ـ ان تربية الابناء تعتبر من مسؤولية الاب والام كما هو مثبت في بنود عقد الزواج , ولكن الدولة بحكم كونها ولي أمر الشعب وراعي مصالحه فان من حقها ان تتدخل في شؤون أي أسرة اذا وجدت ان هناك أخطاء جسيمة ترتكب في مجال التربية داخل هذه الاسرة , ان التربية السيئة لا تترك أثرا سلبيا على العلاقة بين الابن ووالديه فحسب بل ينعكس هذا الاثر على المجتمع ايضا.
ـ ان الام هي التي تربي لانها هي المدرسة الاولى التي يتعلم فيها الانسان أولى دروس الحياة ولكن الحقيقة هناك فرقا بين الامومة وبين التربية , فكل أنثى يمكن لها ان تصبح أم استنادا الى القوانين البايولوجية ولكن ليس كل أنثى يمكن لها ان تصبح مربية , فالامومة نتاج قوانين الطبيعة بينما التربية هي سلوك وتصرف وقيم وهي قوانين بشرية , أن تصبح الانثى أم فذلك لا يتطلب مجهودا وليس مدعاة للفخر ولكن ان تجيد هذه الام تربية ابنائها التربية الصحيحة فذلك هو الفخر . هناك أمهات لا يجدن تربية ابنائهن وهناك آباء لا يجيدون تربية أبنائهم , وانه من الضروري تعليم الامهات والاباء أساليب التربية الصحيحة , نحن ندرك ان هناك أمهات وآباء لا يطيقون تحمل أعباء التربية لان التربية هي عملية بناء أو هي عملية زراعة نبتة ومتابعتها بصبر وجهد وعناية الى أن تكبر وتصبح شجرة كبيرة وارفة الظلال كثيرة الثمار , وهذه العملية ليس بوسع كل انسان تحمل مسؤولياتها ذكرا كان أم أنثى . خلاصة القول ان كل أنثى من حقها ان تتزوج وان تنجب أطفالا وتصبح أما وتمارس غريزة الامومة ولكن هذه كلها لا تمنح الانسان قيمة وانما القيمة في حسن التربية , فليس المهم القدرة على الانتاج المهم نوعية المنتوج .
ـ لا يجوز ارسال الاطفال الى العمل في المجالات الصناعية او الزراعية او التجارية او الخدمية لغرض الكسب المادي لان هذا التصرف يعتبر انتهاك لحقوق الطفل . فلكل طفل الحق في الحصول على الغذاء والكسوة والدواء عند مرضه وهذه الحقوق تقع على عاتق الوالدين بالدرجة الاولى وعلى عاتق الدولة بالدرجة الثانية باعتبارها ولي أمر ابناء الشعب .
ـ اللعب ضروري في حياة الطفل وان افضل مجال لممارسة اللعب هو الرياضة والموسيقى والرسم والرقص والالعاب الاليكترونية ذات الطابع المفيد البعيد عن العنف , هذه كلها مجالات مفيدة للطفل يجب تشجيعه عليها , وان الدولة تتحمل العبأ الاكبر في مسؤولية توفير هذه المجالات والمستلزمات حتى يتمتع الطفل بطفولته ويطلع على المنجزات الحضارية ويكتسب المعرفة الضرورية لكي يعيش حياة طبيعية في عصره ويصبح عند الكبر مواطنا صالحا يتمتع بسلامة العقل والنفس والبدن .
ـ ان مسؤولية الاب والام تجاه أبنائهما تنتهي عند بلوغ الابن او البنت ( 20 ) عاما من العمر وبالتالي يصبح الابن او البنت مسؤولا عن تصرفاته وتصبح مهمة الاب او الام هي تقديم النصيحة والمشورة لأبنائهما , هذا مع العلم بانه لا يحق للشاب والشابة الزواج قبل بلوغهما سن ( 21 ) سنة , وذلك لانه من الضروري ان يقضي الانسان على الاقل فترة سنة واحدة بعيدا عن المسؤوليات العائلية قبل اقدامه على الزواج أي بمعنى أن لا يكون هو مسؤولا عن احد ولا يكون احدا مسؤولا عنه .
ـ تقام دور خاصة لايواء الاطفال الايتام الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم , وهذا يقع على عاتق الدولة وان تتوفر في هذه الدور مستلزمات الجو الاسري , ان فقدان الام هو اليتم الحقيقي للطفل , ويجوز ان تقام دور خاصة لايواء الاطفال غير الايتام وبشكل دائمي او وقتي عندما يصبح ذووهم عاجزون عن القيام بمسؤولياتهم تجاههم لاي سبب من الاسباب , كذلك يحق للمرأة المنفصلة او الارملة التي لديها اطفال ولا يتوفر لديها الوقت الكافي لرعاية اطفالها بسبب طبيعة عملها يحق لها ان تقوم بايداع اطفالها لدى دور رعاية الاطفال غير الايتام بشكل دائمي او وقتي على ان تتحمل نفقات الايداع أو الايواء لاطفالها .
ـ الموت ظاهرة طبيعية تحصل لكل كائن حي كنهاية لحياته , ان الكائن الحي عبارة عن ( مادة + طاقة ) وان الطاقة هي القوة الدافعة والمحركة لجسم الكائن الحي , وهي الدليل على وجود الحياة في جسم الكائن الحي , ان موت الانسان يعني انه اصبح مادة فقط بدون طاقة , وان احساسه بالعالم الخارجي قد توقف نهائيا لانعدام سريان التيار الكهربائي في أعصابه . ان حواس الانسان تعمل بتأثير الطاقة الموجودة بالجسم والتي هي عبارة عن طاقة كهربائية , وعند الموت ينقطع سريان الطاقة وتصبح الحواس بدون طاقة , فلا العين تبصر ولا الاذن تسمع ولا الانف يشم ولا اللسان يتذوق ويتوقف احساس الانسان بالاشياء التي من حوله بالكامل ويصبح مجرد مادة , كما ان القلب يتوقف عن الحركة ويتوقف الدم عن الجريان وتتوقف امدادات المواد الغذائية الى الخلايا وتتوقف عملية تجديد الخلايا ( الهدم والبناء ) كما ان الزرع يذبل ويموت عندما ينقطع عنه الماء , هذه هي قوانين الطبيعة . سبب الموت اما ان يكون داخلي يتعلق بجسم الانسان ذاته من الناحية الداخلية كأن يكون مصابا بمرض مميت او حصول خلل مؤثر في عمل أحد أجهزة منظومة توليد الطاقة في الجسم مما ينجم عنه الوفاة , او يكون سبب الموت خارجي ناجم عن التعرض لحادثة مميتة غير مقصودة او التعرض لعملية قتل متعمد ( اغتيال , انتحار ) . ان تحول جسم الانسان الى مادة فقط بدون طاقة سيتبعه تفتت وتحلل في مكونات هذه المادة التي كانت الطاقة هي العامل الاساسي في عملية جمع هذه المكونات وشدها الى بعضها بوجود الدم كوسيط , هذا وان المواد او العناصر الناتجة من تحلل جسم الانسان بعد موته تعود الى الطبيعة , من المعروف ان الانسان متكون من مادة الطبيعة , وعندما بدأ الانسان بالتكون من بويضة ملقحة في رحم أمه كان وزنه بضعة ملليغرامات فكيف وصل وزنه الى عشرات الكيلوغرامات ؟ من أين جاءت هذه الزيادة في وزنه ؟ هل جاءت من العدم ؟ كلا انها من الطبيعة , مما تناولته أمه من الطعام حينما كان جنينا في رحمها , ومما تناوله هو من الطعام بعد ولادته , والطعام ( نباتي او حيواني ) يأتي من الطبيعة وليس من الفضاء او من العدم .
ـ تلغى المقابر لانه ليس هناك مبرر لدفن الجثث , ان جسد الانسان المتوفى يجب ان يوضع في خدمة البشر الاحياء بدلا من دفنه , هل يجوز ان تدفن جثة انسان متوفى فيها مثلا كلية صالحة يمكن الاستفادة منها في انقاذ حياة انسان اخر بحاجة ماسة الى كلية ؟ نحن نؤمن بانه يجب ان يكون كل انسان في خدمة البشرية في حياته وبعد مماته , وانه من الانانية وضيق التفكير ان تدفن جثة في التراب لاتلافها بدلا من الاستفادة منها , الجثة عند دفنها فانها سوف تتحلل في القبر ولن تبقى سليمة على حالها , أيفضل أحدكم ان يرمي تليفزيونه العاطل الذي لا يمكن تصليحه يرميه في النفايات بدلا من بيعه الى مصلح التليفزيونات فيستفيد من بعض أجزائه في أصلاح تليفزيونات أخرى والفائدة في هذه الحالة تعود على البائع والمشتري ؟ ليس هناك فرق بين جثة انسان متوفي وجهاز عاطل , ان الانسان عند موته يصبح مجرد مادة بدون طاقة , أي جهاز عاطل لا يمكن تصليحه . ان قيمة الانسان ليست في جسده وانما في اعماله وانجازاته وما قدمه للمجتمع في حياته , الجسد ما هو الا وسيلة لكي يحقق الانسان من خلاله معنى وجوده وقيمته الانسانية , وان دفن هذا الجسد في التراب بعد الموت انما هو اهدار لمادة يمكن ان تكون نافعة لبشر آخرين فهل ان انانية الانسان هي التي تدفعه الى دفن الجثة أم اعتقاده في ان دفن الجثة هو تعبير عن احترامه وتقديره لصاحب الجثة ؟ أم يعتقد أن هناك حياة أخرى بعد الموت وسيحتاج لاحقا الى جسده ؟ ان المقبرة هي مزبلة الجثث فهل ان رمي حاجة تالفة في المزبلة هو تعبير عن الاحترام لهذه الحاجة ؟ اننا نرى ان احراق الجثة هو عملية اعادة المكونات الاصلية للجثة الى الطبيعة التي هي بمثابة مخزن كبير لخزن العناصر والمركبات التي ستستفيد منها لاحقا النباتات في صنع غذائها وطبعا هذه النباتات تتحول هي ذاتها الى غذاء للانسان ولباقي الحيوانات وهكذا تكون دورة المادة في الطبيعة , ومن هنا نعتقد ان احراق الجثة بعد اخذ الاجزاء الصالحة منها افضل من دفنها .
ـ ينبغي على الانسان ان يتعامل مع ظاهرة الموت بعقلانية دون جزع أو خوف او رهبة طالما انها ظاهرة طبيعية يتحول فيها الانسان من ( مادة + طاقة ) الى ( مادة بدون طاقة ) ,ان الانسان بالغريزة يحب الحياة ويخشى الموت وهذا شيء طبيعي , وحتى الكائنات الحية تهرب من الاعداء عندما تشعر باقترابهم منها , ولكن المفروض بالانسان ان يتصرف بشكل لائق وعقلاني امام ظاهرة الموت , فعندما يصبح الانسان في مواجهة الموت بسبب عقيدة او مبدأ يؤمن به فانه ينبغي عليه ان لا يتخاذل ابدا امام الموت , ان قيمة الانسان في مبدأه فان تخلى عن مبدأه يكون قد تخلى عن قيمته الانسانية , المفروض بالانسان ان لا يتخلى عن مبدأه الا عندما يكتشف ان هذا المبدأ غير صحيح , اما اذا تخلى الانسان عن مبدأه متى ما وجد نفسه انه اصبح في مواجهة الموت فان هذا التصرف لا يليق بشرف الانسان ولا بكرامته , على الانسان ان يقف بشجاعة امام الموت اذا كان يؤمن بانه على حق , لان الايمان بالحق يعطي الانسان قوة معنوية عالية تجعله لن يأبه للموت ولن يشعر بالخوف او الفزع او الجزع منه , ونحن في عقيدتنا نعتبر حياة الانسان حق مقدس لا يجوز الاعتداء على هذا الحق , ولا يجوز معاقبة الانسان بالموت مهما كانت افعاله واعماله ومهما كانت ارائه ومعتقداته . ولكن لان هذا العالم الذي نحيا فيه لا يخلو من الاشرار المجرمين , فان على الانسان المؤمن بالحق والخير ان يتوقع دائما المواجهة مع هؤلاء الاشرار واحتمال تعرضه للاغتيال على يد احدهم فيجب ان لا تكون هذه النهاية المتوقعة مثبطة لعزيمته وارادته وسعيه في الدفاع عن الحق , لان الحياة نفسها لا قيمة لها في ظل الخضوع الى الباطل والظلم والشر .
ـ بالنسبة الى الاسرة التي تحدث عندهم حالة وفاة فان مشاعر الحزن التي تصيبهم بسبب خسارتهم أحد أعضاء الاسرة هي مشاعر طبيعية , اذ ان كل ربح يسبب فرح وكل خسارة تسبب حزن , وموت انسان نعتبرها خسارة ولكننا نتعامل بواقعية مع هذه الخسارة ولا يجوز التعبير عن الحزن بطريقة انفعالية شديدة , ينبغي على ذوي المتوفى ان يتعاملوا مع حالة الوفاة بعقلانية ودون انفعال او هيجان لان هذه التصرفات لا تليق بالبشر في العصر الجديد للبشرية , واود ان اقدم المقترحات التالية لكيفية التعامل مع ظاهرة الموت والطقوس المناسبة في مجالس العزاء :
ـ تؤسس مكاتب خاصة واجبها نقل جثث الموتى من أماكن تواجدها الى المستشفيات .
ـ عند حصول حالة وفاة في المنزل او في أي مكان اخر يقوم ذوي المتوفى او القريبين منه في موقع وفاته بالاتصال بأحد مكاتب نقل جثث الموتى لغرض ارسال سيارة لنقل جثة المتوفى الىاقرب مستشفى حيث يتم فحص الجثة لتحديد سبب الوفاة ثم اصدار شهادة الوفاة وبعدها يتم حفظ الجثة في الثلاجات الخاصة بحفظ الجثث
ـ تلغى عملية دفن الجثث ويحل محلها عملية احراق الجثث بعد أخذ الاجزاء الصالحة او المفيدة منها
ـ الجثة لا تعاد الى ذويها وانما تسلم الى الدولة للاستفادة منها , اما ذوي المتوفى فيتم منحهم تعويضات مالية من قبل الدولة بدل الجثة المستلمة مع تزويدهم بنسخة من شهادة الوفاة , ويجوز اقامة مراسيم القاء النظرة الاخيرة على الجثمان لتكون بمثابة نظرة وداع للمتوفي من قبل ذويه واصدقائه , وتقام هذه المراسيم في صالات تابعة للدوائر الصحية للدولة والتي تكون مجهزة بالثلاجات الخاصة بحفظ الجثث .
ـ تقوم الدولة بالاستفادة من الجثث لاغراض الدراسة والتشريح والبحوث في المختبرات او الاستفادة من الاجزاء الصالحة من الجثث في معالجة البشر الاحياء الذين هم بحاجة اليها لاصلاح ما لديهم من الاجزاء العاطلة , وما يتبقى من الجثث التي لا يستفاد منها فيتم احراقها في محرقة خاصة ويدفن الرماد المتبقي
ـ تعبيرا عن الاعتزاز بالفقيد فان الغرفة التي كان ينام فيها المتوفى توضع فيها جميع حاجياته الخاصة وتعلق في الغرفة صوره ومتعلقاته الشخصية وتبقى معروضة للزوار من الاقرباء والاصدقاء والمعارف الذين يأتون لغرض تقديم التعزية , يكون الاحتفاظ بهذه الحاجيات لمدة سنة واحدة تعبيرا عن الوفاء والتقدير للمتوفى , وهذه العملية هي بمثابة طقوس بديلة عن زيارة المقابر , وتوضع صورة كبيرة للمتوفى في مدخل الغرفة او في مدخل البيت والشخص المعزّي عند دخوله يقف امام الصورة لمدة دقيقة واحدة تعبيرا عن مشاعر الحزن لفقدانه .
ـ اما بالنسبة لطقوس مجالس العزاء فتكون على الشكل التالي :
ـ يكون مجلس العزاء لمدة ثلاثة ايام من بعد الوفاة , ويفضل ان يكون من اليوم الذي يلي يوم الوفاة وذلك لاتاحة المجال لذوي المتوفى لكي تهدأ مشاعر الحزن الجياشة التي تنتابهم ويكونوا مهيأين لاستقبال المعزين
ـ يفضل ان يكون مجلس العزاء في قاعات مخصصة لمثل هذه المناسبات الحزينة , ويجوز ان تكون القاعات مختلطة رجالاونساءا او تكون منفصلة أي قاعة للرجال وقاعة للنساء , وان تكون قريبة من بعضها لكي تتمكن العوائل من تقديم التعازي مجتمعة
ـ يتم وضع موسيقى هادئة ( سيمفونيات هادئة ) في قاعة مجلس العزاء مع وضع صورة كبيرة للمتوفى في مدخل القاعة او مدخل المبنى الذي يحتوي القاعة مع كتابة نبذة قصيرة عن حياة المتوفى , يكونوا ذوي المتوفي ( رجالا ونساءا ) متواجدين في مدخل قاعة الجلوس لغرض تقبل التعازي من المعزين .
ـ يدخل الشخص المعزي الى المبنى ليقف دقيقة واحدة امام صورة المتوفى ثم يذهب لمصافحة ذوي المتوفى ( رجالا ونساءا ) وتقديم عبارات التعزية المناسبة بعد ذلك يدخل المعزي الى قاعة الجلوس لتبادل الاحاديث مع المعزين المتواجدين في القاعة وتناول بعض المشروبات الخفيفة ولا يتم تقديم طعام في مجالس العزاء بأي صورة من الصور .
ـ المشروبات التي تقدم للمعزين هي ( القهوة , الشاي , الغازية , العصائر ) ولا يجوز تقديم المشروبات الكحولية , ولا يجوز التدخين داخل القاعة ولكن اذا كان لا بد من التدخين فيتم تخصيص ركن للمدخنين داخل القاعة التي يفترض ان تكون جيدة التهوية
ـ عبارات التعزية يتم تقديمها الى ذوي المتوفى عند الدخول فقط , اما عند الخروج فتكون المصافحة لذوي المتوفى لغرض الاستئذان بالخروج او المغادرة
ـ بالنسبة لاسلوب تقديم عبارات التعزية فتكون على الشكل التالي :
ـ الذي يقدم التعزية يستخدم العبارات التالية : ( تعازينا الحارة ...... فقدنا أخ عزيز ) أو ( تعازينا ومواساتنا ) أو ( أسفنا الشديد ...... الفقيد خسارة لنا جميعا )
والرد على هذه العبارات من قبل ذوي المتوفى يكون بالشكل التالي : ( شكرا لمواساتكم ) أو ( دمتم سالمين ) أو ( شكرا على التعزية )
ـ اذا توفي انسان في مكان ما وتعذر الحصول على جثته لألقاء نظرة الوداع عليها لأي سبب من الاسباب فانه من المناسب ان يقوم أهل المتوفي بزيارة ذلك المكان ووضع باقة زهور فيه تعبيرا عن الشعور بالاسف لفقدانه وتعبيرا عن عمق الرابطة العائلية وعمق المحبة والتضامن .
ـ الانسان يموت والمال لا يموت , وانما ينتقل من انسان لاخر لذلك يجب على كل انسان ان يترك وصية , وكذلك يجب وضع قواعد وضوابط لانتقال الملكية ( الميراث ) من الميت الى الحي في حالة لم يترك الميت وصية
ـ الميراث هو الاموال التي يتركها المتوفي ان كانت على شكل اموال نقدية او عينية او كانت منقولة او غير منقولة
ـ يجب على كل شخص ان يترك وصية يوصي من خلالها بكيفية التصرف بامواله من بعد وفاته او لمن تؤول هذه الاموال وكيفية توزيعها على الورثة الذين يحددهم بالاسماء في الوصية
ـ يؤسس مكتب خاص بالوصايا يسمى ( مكتب شؤون الوصايا ) يكون تابع لدائرة شؤون الاسرة وتكون مهام هذا المكتب هي تسجيل وحفظ وصايا المواطنين لكي يتم الرجوع اليها بعد الوفاة , ويجب ان يتوفر نظام حماية صارم لهذه الوصايا لمنع حدوث تلاعب او تزوير بها
ـ من حق أي مواطن ان يراجع مكتب شؤون الوصايا ويسجل وصيته ويحفظها في نفس المكتب ومن حقه ان يأخذ نسخة من الوصية معه الى بيته ليحتفظ بها اذا رغب بذلك
ـ يجب حفظ الوصايا في اجهزة الحاسوب اضافة الى الاضابير , وان تكون محفوظة في اماكن أمينة وان يتم الحفاظ على سرية المعلومات المدرجة في الوصايا ولا يجوز لاحد الاطلاع عليها سوى المسؤول عن المكتب الذي يصادق على الوصية بحضور لجنة تسمى لجنة تسجيل الوصايا التي يتم تعينها من قبل وزارة العدل ,
ـ من حق المواطن ان يغير وصيته كلما وجد ان هناك حاجة لتغيير الوصية , وان آخر وصية هي التي يعتد بها عند توزيع الميراث وتهمل الوصايا السابقة
ـ يفتح ملف لكل زبون للمكتب : ملف الكتروني يخزن في اجهزة الحاسوب وملف ورقي يخزن بشكل جيد وأمين في اضابير داخل خزائن محكمة
ـ لا يجوز احداث أي تعديل او تغيير في نص الوصية الا بحضور صاحب الوصية شخصيا ولا يقبل التوكيل في مثل هذه الحالات
ـ يجوز لمسؤول المكتب ان يذهب الى منزل طالب الوصية لغرض كتابة الوصية في نفس المنزل في حالة تعذر حضور صاحب الوصية الى المكتب لاسباب صحية , وفي هذه الحالة يقوم مسؤول المكتب باصطحاب موظف التسجيل الذي يقوم بكتابة الوصية او اجراء أي تعديل في الوصية السابقة وحسب طلب صاحب الوصية ( الموصي ) ثم اخذ توقيع الموصي وختم الوصية بختم المكتب لغرض التصديق وتسجل في سجل الوصايا مع تثبيت ملاحظة بان الوصية تم تدوينها موقعيا في بيت الموصي وليس مكتبيا
ـ عندما يتوفى الشخص الموصي يقوم مكتب شؤون الوصايا بالكشف عن مضمون الوصية بناءا على طلب من ذوي المتوفى بعد مرور فترة لا تقل عن ( 3 أسابيع ) من تاريخ الوفاة , ويتم توزيع الثروة او الممتلكات التي تركها المتوفى وفقا للوصية , وليس من حق احد ان يلغي هذه الوصية او يقوم باجراء التعديلات عليها اذا وجد ان التوزيع لا يرضيه , ان صاحب المال هو صاحب الحق الوحيد في كيفية التصرف بماله
ـ ينبغي على مكتب الوصايا ان يكون دقيقا في تدوينه لتفاصيل توزيع الثروة من قبل الموصي , لابد ان تكون البيانات والمعلومات واضحة ودقيقة من حيث الاسماء والتواريخ والارقام والنسب المئوية للتوزيع , بحيث لا نجد فيها لبس ولا تحتاج الى تفسير او تأويل ولا الى اجتهادات لفك أسرارها , بمعنى ان جميع البيانات كاملة وواضحة وليس فيها غموض
ـ من حق الموصي ان يقسم أمواله وممتلكاته بالطريقة التي يشائها هو , فيعطي من يشاء ويحرم من يشاء من ميراثه بغض النظر عن مدى قرب الوارثين منه , فمن حق الموصي مثلا ان يحرم أحد ابنائه من الميراث اذا كان هذا الابن عاق لا يستحق أي شيء , ومن حق الموصي ان يوصي لجزء من امواله لقريب او لصديق او لجمعية خيرية وهكذا
ـ اذا توفي شخص ولم يترك وصية فانه يتم الاخذ بالقواعد التالية في توزيع ثروته :
ـ اذا كان المتوفي غير متزوج ( أعزب , منفصل , أرمل وليس لديه ابناء ) وكانا والديه على قيد الحياة فان الام فقط هي التي تستورثه , فالام هي التي تحمل وهي التي تربي وهي التي تستورث , واذا لم تكن الام على قيد الحياة والاب موجود فانه هو الذي يستورثه , واذا لم يكن الوالدين على قيد الحياة فالميراث للاخوة يوزع بينهم بالتساوي ( ذكورا واناثا ) او لابناء الاخوة , واذا لم يكن احد من هؤلاء موجود فالميراث يكون للعائلة التي كان مقيما عندها بشكل دائمي , واذا كان مقيما في مكان عمومي فان أمواله تؤول الى الدولة وتسجل لصالح دائرة رعاية الايتام
ـ اذا كان المتوفي متزوجا ولم يكن لديه ابناء فنصف ميراثه لامه والنصف الاخر لشريكه في عقد الزواج , واذا لم تكن الام على قيد الحياة فيتبع نفس التسلسل السابق
ـ اذا كان المتوفي متزوجا ولديه ابناء فان جميع امواله تؤول الى شريكه في عقد الزواج , بشرط عدم زواج هذا الشريك ( بمعنى يبقى أرمل او أرملة ) واذا أبدى الشريك بعد فترة رغبته بالزواج فان الاموال التي استورثها ينبغي تحويلها لصالح الابناء بعد ان يتم اسقاط نسبة منها عن الفترة الواقعة بين الاستيراث واعلان الرغبة بالزواج , واذا كان الابناء قاصرين فان المبالغ تودع في حساب مصرفي ( حساب توفير لاغراض الفوائد ) باسم الابناء القاصرين ولا يحق لاحد التصرف بالاموال لحين بلوغ الابناء سن ( 20 ) سنة وفي حينه يتم تسليم كل ابن وعلى التسلسل عند البلوغ حصته من الميراث
......... يتبع



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 4
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الحديد ) 3
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 2
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الاسلام ومأزق الارهاب
- الازمة العراقية
- لماذا عقيدة العصر الجديد ؟
- مقترح الهيكلية الجديدة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة
- مقترح التوقيت العالمي الجديد ( النظام الزمني الجديد ) ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 2 ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 1 ـ
- المرأة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ
- مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ...
- مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ...
- الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 3 ـ
- الشؤون السياسية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ
- الشؤون الاجتماعية في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- نظرية الوجود في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 2 ـ
- العلمانية , اسباب الضعف وسبل النهوض
- نظرية الوجود في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ 1 ـ


المزيد.....




- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رياض العصري - مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5