ياسين لمقدم
الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 02:34
المحور:
الادب والفن
بعد غيابٍ جاوز النصف قرن، عاد شاعرٌ كهلٌ إلى مدينته الأولى لحضور حفلِ تكريمٍ أُقيمَ على شرفه، وقد وجد كل معالم المدينة تغيرت. وفي مساء اليوم الأول من زيارته، طلبَ من بعضِ المحتفينَ به أن يشيروا عليه بمكان المقبرة. فلما أوصلوه إليها، وقف يتأملُ القبور بعين دامعةٍ. فاستأذنه واحدٌ من مرافقيه ليسأله عمن يكون الراحل المدفون هنا من معارفِ الشاعر حتى يساعدوه في البحث عنه على شواهدِ القبور. فذكر الشاعرُ اسمًا غريبا. فتابع الرجل السؤال بأدب : عفوا سيدي، من تقصد؟. فقال الشاعر: قصيدتي الأولى.
ثم أعقبَ راجعا وفي أَثرِه يمشي مرافقوه صامتين.
**********************************
اللعبة السياسية كخشبة أرجوحة توازن نخرها السوس، لا تحتمل أن يجلس على طرفيها لاعبان.
*********************************
بأسى وحزنٍ شديد قال شيخٌ حافظٌ للقرآن مُجيدٌ في ترتيله : أحمد الله أني قرأت القرآن في المآتم لما يزيد عن سبعين سنة ، ولكن ما يحزنني أني لن أرتله في جنازتي.
*****************************
في نهاية هذا النهار، شعرَ الليلُ بِسأمٍ شديد وملل من السَّهر، فقرر أن يتوارى خلف الظلام الحالك لينعمَ بنومٍ عميق. ولكن البدْرَ اللامع أبَى إلاَّ أن يمعن في عناده.
***************************
كان هنالك رجلٌ يعرفه الجميع بجحودهِ ونُكرانهِ للجميل. في مساءٍ من أواخر فصل الشتاء، فتح نافذته فشعر بنسمات ربيعيةٍ دافئة تتسلل إليه من الخارج. فقام على الفور إلى مدفأته، ثم ألقى بها في دهليز المتلاشيات وهو يبَرطِمُ قائلا : إلى المزابلِ أيتها المدفأة اللعينة، ها قد لاحتْ تباشيرُ الربيع.
#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟