أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اياد الجمعة - صّانِعْ الفرح














المزيد.....


صّانِعْ الفرح


اياد الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قاسم ابو عامر، اسم لايعود لشخصية تاريخية، بل هو لفنان شعبي تحاول الأيام ان تطوي ذكراه ولكن يأبى مُحبيه ومن عاصروه ذلك.
لطالما افرح الناس في المناطق الشعبية في بغداد والمحافظات العراقية, وعلى الرغم من ابتعاده عن التلفزيون، كانت شهرته لافته!.
بتقديري، لو أراد ابو عامر الظهور تلفزيونياً، لنجح في ذلك الى حدٍ بعيد، بما يملكه من حضور في الأداء, ووسامة, وصوت شَجي محبب الى قلوب العراقيين؛ بإجراء تعديل طفيف على الحفلات التي كان يُحّيها، ولكن شخصيتهُ كانت عاشقة للتواصل الحسي مع الناس، خصوصا ان هناك الكثير من الأصوات الهابِطة تزعق اليوم في الإذاعة والتلفزيون.
كان ابو عامر في شعبيته، كَكاظِم الساهِر في عالميته وتفرُّد شخصيته, حيث تميز ابو عامر بانه ملحن وموسيقار لأغانية وكاتب لبعض كلماتها ايضا. وحسب المعلومات القليلة المتوفرة، انه خريج معهد الفنون الموسيقية.
في التسعينيات كانت الحفلات تقام عادتاً في الشوارع، وكان يتجمع الشباب في كل خميس لِيَتسمعو من اين يأتي صوت الموسيقى ليطاردوها من منطقة الى اخرى، وكان صوت اغانيه يُمّييز عن سواها من بعيد. في ذلك الوقت كانت حفلات الأعراس تتم بأقل ادوات موسيقية لسهولة النقل، وتقليل الكُلفة بسبب ماكانت تعانيه الناس من شِحةٍ في الإمكانيات المادية, بينما كان يُلاحظ في حفلات ابو عامر الة العود والة الكمان والتي كانت تُرى في التلفزيون فقط.
قَدم ابو عامر للناس مايُحبونه، لذلك احتل في قلوبهم مكانة لافِتة لاتكون لمطرب شعبي في العادة، اغانيه لامست آلامهم، تُحّزِنهم، تُفرحهم، ثم تجعلهم يرقصون جذلاً، كل ذلك في اغنية واحدة.
تَغنّى ابو عامر في حفلاته بالوطن، الحب، بأصله الجنوبي، وصاح باحد مواويله عالياً ( انه شروكي)، وعبارة كهذه كانت كفيلة لتُثير حفيظة السلطات، في حينها، لم يكن من مصلحته ذلك !. غنى ابو عامر بعد سقوط بغداد ( مع الأسف شعب الملاحم بالسره ايدور علف) !.
من اغانياته, (لويه يل خدك ورد، و يحّليوه منين اجيتي ووين تردين، و لاتهيج جرح بيه وقصتي تشيب طفل، و احبك من جنت تزحف عله الكاع، و سلام الحب)، وعشرات الأغاني الأخرى، وتمت سرقة الكثير من اغانيه, لتغنى في المرئي والمسموع دون ذكر اسمه!.
كان من الغريب ان يتطرق ابو عامر في اغانيه للتاريخ الأسلامي، فغنى من طور الأبوذية:
يعيب الصاحِب الينكر صحابة
ولا الهم يحن كلبة صحابة
إذا بوكت النبي خانت صحابة
طبيعي بهل وكت غدر الخوية
على إثرها تم حبسهُ لمدة سنتين، وقيل ثلاث سنوات من قبل النظام!.
بعد 2003 استمر ابو عامر متألقاً، ولكن بإنتشار الجماعات التكفيرية، قَلّتْ إقامة الحفلات في شوارع المناطق الشعبية الى ان اختفت تدريجيا، لتحل محلها ظاهرة اقامة الحفلات في سطوح المنازل، تجنبا للأعمال الارهابية.
اضطر ابو عامر لإعتزال الغناء إبان 2006-2007 بسبب تهديدات تعرض لها من جماعات مُتنفذة, واختفت الأعراس في تلك الفترة من شوارع بغداد, في عزوف شبه تام عن الزواج، بسبب عمليات الأستهداف الطائفي, وتدهورت ظروفه الماديه, مِمّا اضطرهُ الى ان يعمل لحساب البلدية كعامل تنظيف. وضع كهذا لايتحمله فنان, إعتاد على مُعانقة المايكرفون, فقرر العودة لوظيفة اسعاد الناس التي يُجيدها، وكسر الحظر المفروض من اصحاب القداسة.
وفي يوم الخميس المصادف 16 نيسان 2010، وفيما كان عائدا من احدى حفلاته، أُغتيلَ ابو عامر امام باب منزله.
لتنتهي حياة صانع الفرح، على يد مُدّعي فضيلة!.



#اياد_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة جُندي هارب
- قانون صناعة الدكتاتورية
- كيف صُنِعت داعش
- في ساحة الخليفة
- داعش وحلفاؤها
- لغز الطبان
- إليها
- اكاديمية الشك


المزيد.....




- ثوان فاصلة.. تسلسل زمني يكشف تفاصيل آخر محادثة قبل تصادم طائ ...
- -مضادة للمدمرات-.. الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مدينة صاروخ ...
- من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر ...
- تشييع حسن نصر الله في 23 شباط.. ونعيم قاسم: قرارات حزب الله ...
- نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل لتتابع وتضغط من ...
- العراق: البرلمان يتبنى تعديلا في الموازنة يسهل استئناف تصدير ...
- ماجد سعيد ىخر مستجدات الوضع في الضفة الغربية
- الذكريات قد تكون وراء إصابة الشخص بالسمنة
- صحيفة تركية: إسرائيل تفقد ورقة -الكردستاني- بسوريا وتبحث عن ...
- القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو أعاد تشكيل فريق المفاوضات لهذ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - اياد الجمعة - صّانِعْ الفرح