محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 15:57
المحور:
الادب والفن
بِهِوَايَةِ نَحَّاتٍ يَصُوغُ صَخْرَهُ
أصْطَفي مِنَ الأوْقاتِ ساعاتْ
تَسْتَهْوِي بَصَرِي ألْوانُ المِينَا
وَعَقارِبُ دونَ سُمومٍ
تَدورُ كَما تَشاءْ.
مِينَا أزْرَقُ يَأخُذُنِي بِيَّدِي
لِكُنْهِ مَا تَحْسِبُ الدّقّاتْ،
مِينَا أحْمَرُ
يُوقِظُنِي زَمانَ انْفِجارِ الوَرْدِ،
والأصْفَرُ يَضْغَطُ مِعْصَمِي
يُشاكِسُنِي
حِينَ يَشْرَعُ النّهارُ في الإنْفِلاتْ.
والأبيضُ يُحِيطُ اللياليَّ عِلْماً
بِانْقِلابٍ لاَحَ في الأهْواءْ
يَسْتَهِلُّ مَوْسِمَ الشَّتاتْ.
أمَدِّدُ السّاعاتْ،
في عُلْبَةِ عَرْعَارٍ بِالصَّدَفْ،
أُمَدِّدُهَا مُتَرَاكِمَاتْ،
نَاعِسَةً كَالذّئابْ
فِي وَدَاعَةِ الْهِرَرْ.
وَحِينَ تَنْثَنِي عَلَى جُنُوبِهَا
يَهُزُّ سَمْعِي هَريرُ الكِلاَبْ،
يَنْفَرِطُ اطِّرَادُ التَّكْتَكاتْ
يَنْثالُ في تَلاَفيفِ الغِيّابْ،
أحِسُّ تَوَافُقاً في الكَهْفِ
وَرَاءَ ظَهْرِي
يَكِيدُ مِنْ بَعيدْ؛
الماضي يَرْكُضُ جَاَوَزَ نَفْسَهُ
وَتَرْجِعُ لِلْخَلْفِ الهُنَيْهاتْ
تَطْوِي مَسافاتِ عذابْ.
كُلَّمَا حَثَّنِي شَوْقٌ لإطْلاَلَةٍ
أرْفَعُ الغِطاءَ المُزَخْرَفَ
أشَاهِدُ الصَّمْتَ يَسْتَغيثْ
والبَرْقَ يَقْصِفُ أحْواضَ الجَليدْ
وَعَلَى سَاحِلِ العُلْبَةِ
تَنْحَبِسُ النِّداءاتْ،
أشَاهِدُ أطْرافِي عَلَى مَرِّ الفُصُولْ
تَهْوِي مِنْ مُرْتَفَعٍ، مُتَناثِراتْ.
محمد الشوفاني ـ مراكش
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟