عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 15:56
المحور:
الادب والفن
سحر
ركضت وراء لبيد ابن ربيعة،قبيل ولوجه مكة .جذبته من سرواله لأقنعه أن لا يلقي قصيدته في عكاظ .رويت له مطولا، وأنا معلق بين رجليه ،الرؤيا التي تراءت لي ليلا بأن النابغة الذبياني ، الذي يحتكم إليه الشعراء جميعا ليقول فيهم كلمته الفصل ، لم يعد يطيق سماع الشعر ولا تعليقه بعد نقشه بماء الذهب في الكعبة.بهت لبيد من لغوي واعتبرني إما مجنون يهذرف أو سكير . رفسني بقدم ضخمة كخف الجمل وصرخ على من كان معه من بني عامر:اقطعوا رأسه وارفعوه على رماحكم ليرى أهل مكة ماذا يحل بمن يتهكم على لبيد.من شدة خوفي رميت بوجههم بضع كلمات كنت أجمعها لاستخدامها في حكاية نويت صوغها ،فبهتوا.كأن سحرا شل أياديهم. اقترب لبيد متسائلا عن ما القيته. تدفقت كلماتي :" أحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يَرْبَأ فَوْقَهَا ، قَفْرَ الْمَرَاقِبِ خَوْفُهَا آرامُها".وصمت.انتبه لبيد للكلمات قائلا:هذا سحر يا هذا.قلت لا هو بداية قصة قصيرة جدا.سمعت المومس حوارنا.جذبت لبيد من ساعده وهمست:اقتله قبل أن يسمع النابغة بسحره فيوردك التهلكة.رفع لبيد سيفه وأطاح بعنقي وبينما رأسي يتدحرج كان لساني يكمل ما بدأ ولبيد يحفظ عن ظهر قلب.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟