عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 13:59
المحور:
الادب والفن
الحكواتي
لم يكن يدرك ما سيلقاه حين غادر القصر غاضبا.لقد انتظرها طويلا لتكمل له ما رواه حلاق بغداد عن المستنصر بالله وإخوته الستة، لكنها كانت قد اختفت.لم يصطحب معه مسرورا أو حتى حاجبه.سار على غير هدى في شوارع المدينة حتى حل به التعب.استند على حائط لمنزل شبه مهجور فإذ بصوت كالكروان يتسرب من داخل المنزل.اقترب بحذر وقاده الفضول إلى الداخل.دفع باب الغرفة وولجها ليقف وجها لوجه مع وجه يتلألأ كالقمر. ما أن صرخت حتى كان عبد أسود ينقض عليه ويوثقه.عرفته فورا وقررت الإنتقام لضحاياه.بجملة حادة كنصل السيف قالت: إن أردت الحياة عليك أن تقص لي كل حكايات ضحاياك.وفي الليلة التي تعجز سأدق عنقك.
طابور طويل من أجساد بلا رؤوس لفتيات المدينة مررن أمامه وبدأ في رواية حكاياهن.وحدها لم يتذكر حكاياتها لأن رأسها بقي ملتصقا بجسدها.في الليلة الألف جدبت الحكايات و جف ريقه.ما أن رفع العبد سيفه حتى دوت ضحكة مجلجلة ولاح طيفها من بعيد وهي تحضر الألفية الثانية من الحكايا.
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟