أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل عودة - المأساة الفردية و أبعادها الشمولية بفيلم (ذا سويت هير آفتر)














المزيد.....

المأساة الفردية و أبعادها الشمولية بفيلم (ذا سويت هير آفتر)


أمل عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 12:09
المحور: الادب والفن
    


يستعرض فيلم (ذا سويت هير آفتر) (1997) للمخرج آتوم آغويان الكندي من أصول أرمنية و المأخوذ عن رواية الكاتب الأميركي راسل بانكس بنفس العنوان(1991) قصة حادث باص مدرسي أودى بحياة الأطفال الذين كانو على متنه. تدور أحداثُ الفيلم حول المحامي والذي يعاني من علاقته المتأزّمة بابنته المدمنه على المخدرات و محاولاته لاسترجاعها عن طريق مساعدته لأهالي الضحايا بمحاولة ايجاد من يلومه لتعويض الأهالي الذين فقدو أولادهم بالحادث. وهو الذي يبحث عن شهود و ناجين لمحاكمة الشركة التي صنعت الباص. يمتاز الفيلم بحبكة درامية تشدّ المشاهد و تجبره على المتابعة اللصيقة لما يحصل في الفيلم و يعود ذلك لأسلوب آغويان و الذي لا يلتزم بخطّ زمني ثابت بمعظم أفلامه. يُضاف الى ذالك استخدامه للموسيقا التصويرية للفيلم و التي تربط أحداث الفيلم بقصيدة اروبرت براونينغ (بايد بايبر) و المُقتبسة عن اسطورة جرمانية. و هي قصة عازف المزمار الذي يُخلّص مدينة هاملين من الفئران التي تجتاحها عن طريق عزف المزمار. و لكن أهل المدينة لا يعطونه الجائزة المرتقبة منهم. فيحوّل عزفهُ لأطفال المدينة و يأخذهم بعيداً عن أهلهم الا طفلا واحدا لم يستطع اللحاق بهم وذاك لعلّة في قدمهِ.
تكمن براعة الحبكة في الفيلم عن طريق ربط القصيدة بالأحداث و الموسيقا التي هية أقرب الى موسيقا شرقيّة صوفيّة منها الى موسيقا غربيّة.وعن طريق شخصية نيكول. الفتاة التي تُصاب بالشلل بسبب الحادث. حيثُ نشاهدها تقرأ القصيدة لطفلين كانت تعتني بهما عندما يكون والدهما خارج المنزل. تكمن أهمية شخصية نيكول بكونها الشاهد الرئيسي الذي يعتمد عليه المحامي ليبني قضيتهُ. لكننا من خلال مشاهدة الفيلم نُدرك بأن نيكول ذات ال14 عشر عاماً و التي كانت تحلم بأن تكون عازفة روك و كاتبة أغاني تعاني من استغلال والدها لها جنسيّاً و ذاك ما يدفعها للكذب أمام القضاء مما يؤدي لخسارة القضية و لا أحد يعلم الحقيقية الكامنة وراء تصرّفها سوى والدها الذي لا يُفصِح عن سبب تصرف ابنته طبعاً.
تتمثّلُ آلامُ نيكول بعد الحادثْ بشعورها بالوحدة و الانعزال بعد فقدانها أصدقاءها. و تعبّر عن شعورها بالوحدة عن طريق القاء القصيدة متماشية مع أحداث الفيلم و اعادة السطور التي تقول:
"أصبحت البلدة كئيبة بعد رحيل رفاقي
ولا أستطيع الهروب من شعوري بأني محرومة
من الآفاق الجديدة التي يرونها و التي وعدني العازف بأني سأزورها"
يأخذُ آغويان الكندي من أصول أرمنية على عاتقهِ في هذا الفيلم تحويل مأساة بلدة بكاملها الى مأساة البشرية بأسرها. و ذاك ليس عن طريق التركيز على فقدان أطفال البلدة في حادثِ الباص فقط و انما الاسهاب بالحديث عن أسباب خسارة الأهل لقضيتهم ألا وهو الاستغلال الجنسي من قِبل الأب لابنتهِ و نفاقِهِ الاجتماعي حيثٌ يعتبرهُ أهل القرية رجلاَ طيّباً و مسؤولاُ. و عن طريق قصة المحامي المرتبطة بمحاولاته مساعدة ابنتهِ دون جدوى. المأساة البشرية المتمثلة بالفشل بأي الحالات ان كان الانسان مستَغِلّاَ أو طيباً فهو الخاسر بكلا الحالتين. حيثٌ تتصلُ ابنة المحامي لتبلغهُ بأنها مصابة بفيروس نقص المناعة المُكتسب و نراهُ على الطائرة يروي القصة لصديقتها و هو ذاهبٌ ليتولّى رعايتها.
الفيلم يستحقّ الاسهاب بالحديثِ عنهُ أكثر كونَهُ غنيّ بتفاصيل باهرة من الحبكة و الموسيقا التصويرية و دراسة الطبيعة البشرية و البيئية و تأثيرهما ببعضهما على حدّ السواء.



#أمل_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل الرسوم المتحرّكة -أخي العزيز-: بين الترجمة و التحوير ا ...
- المأساة الفردية و أبعادُها الشمولية بفيلم (ذا سويت ايفر آفتر ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل عودة - المأساة الفردية و أبعادها الشمولية بفيلم (ذا سويت هير آفتر)