أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - في المواقف الحرجة هل تنفعل أو تتفاعل؟














المزيد.....


في المواقف الحرجة هل تنفعل أو تتفاعل؟


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 22:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما تجد نفسك في وضع حرج هل يسيطر عليك الانفعال؟ عليك أن تسأل نفسك: هل أنفعل في المواقف الحرجة أم أتفاعل؟ الجواب عن هذا السؤال سيجعلك تحدّد الخلل في سلوكك أثناء الأزمات.
هل سبق أن راقبت موقفاً ما وتوصّلت إلى قرار بشأنه، غير أنك اكتشفت لاحقاً أنّك كنت مخطئاً بالكامل في تقييمك؟ هل يوقعك انفعالك السريع في المشاكل؟
لقد تلقت مساعدتي رسالة سامة من جارتها تتّهمها فيها بالتنصّت إلى حديث خاصّ كانت تجريه على الهاتف ثمّ بنشر شائعات مسيئة عنها في الحيّ كلّه. أكّدت لها مساعدتي أنها بريئة من هذه التهمة لكنها لم تصغي. وتبيّن لاحقاً أنّ صديق تلك الجارة هو من قام بنشر الشائعات ولم يكن يتحلَّى بالشجاعة الكافية ليخبرها الحقيقة عندما كانت تكتب الرسالة إلى مساعدتي .
لم يكن ليخطر لتلك الجارة المسكينة أن صديقها هو من نشر الشائعات عنها، فلا بدّ أن أحد الجيران قام بهذا العمل السيئ، أليس كذلك؟
طبعاً لا! فتلك الرسالة الاتهاميّة المليئة بكلمات التجريح كُتبت بانفعال ثائر وقناعات خاطئة. ولم تكن تلك الحالة بحد ذاتها هي التي أدّت إلى القناعات والاتّهامات المذكورة في تلك الرسالة. بل القناعات الخاطئة هي التي أنتجت الأفكار لدى كاتبة الرسالة، والأفكار أثارت الانفعالات التي تحوّلت إلى كلمات وأصبحت بعدئذٍ سلوكاً انفعالياً.
استكمالاً لأحداث القصّة، قامت جارة مساعدتي، التي تعلم علم اليقين أنّها بريئة من تلك التهمة تماماً، بلقاء السيدة التي أرسلت لها الرسالة وجهاً لوجه. أخبرتها إنّها لا تستطيع أن تسمع المكالمات الهاتفية التي تجريها من منزلها كما أنها حتى لو كانت تسمع لما أضاعت وقتها بالتنصّت على محادثات لا تعنيها. وبعد تلك المواجهة الصريحة سامحت جارتها على ما اتّهمتها به في الرسالة.
يبدو أن النضج الفكري والعاطفي يتأخر عند بعض الأشخاص. حياتنا نفسها هي مدرسة تعلّمنا كيفيّة التعامل مع المواقف التي تُفرض علينا. هل علينا أن ننفعل أو نتفاعل؟ في هذه الحالة، أدّى الانفعال إلى كتابة رسالة الاتّهام في حين أن التفاعل أنتج التواصل الشجاع وجهاً لوجه.
جميعنا رأينا شباباً يتميّز سلوكهم بالانفعاليّة، يقولون: إذا دفعتني أضربك، وإذا صرخت سأصرخ أنا أيضاً وإذا اتّهمتني فسأتّهمك بدوري، وإذا كذبت فسأكذب كذبة أكبر. هذا السلوك الانفعالي والتهوّر ينمّ عن عدم نضوج. حين نتنبّه إلى أنّنا نتصرّف بانفعال يمكننا أن نقرّر عدم اعتماد هذا الأسلوب بعد الآن، واكتشاف طريقة أكثر نضوجاً، وهذه الطريقة هي التفاعل الإيجابي.
لا أحد في منأى عن المواقف التي تسبّب التوتّر والقلق والاكتئاب، لذا فلنبحث عن طريقة للتفاعل معها بنضج عندما تقع. فلنسمّها أسلوب "توقّف، تفكّر، تفاعل". إذا أصابك قلق بشأن فاتورة كهرباء وصلتك اليوم وكانت أعلى مما كنت تتوقّع فتوقف، وتفكّر وتفاعل بدل أن تنفعل. توقّف للحظة وفكّر بما حدث للتوّ: أنا جالس على الكنبة أحمل فاتورة كهرباء باهظة أكثر من العادة. والآن، تفكّر: "فاجأني هذا المبلغ الكبير. أتساءل لم جاءت الفاتورة مرتفعة بهذا القدر؟ هل من المحتمل أنّ يكون العدّاد معطّلاً؟" وأخيراً، تفاعل: "سأتّصل بشركة الكهرباء غداً لأعرف ما هي حقيقة المشكلة".
هذا السلوك يتغلّب على النحيب والصرير الأسنان توتراً، ألا تعتقد ذلك؟
يجب أن تبدأ حالاً بطرح هذا السؤال على نفسك: هل أنفعل أو أتفاعل؟
لقد تعلّمت أن أفكاري هي مصدر انفعالاتي، فأي موقف حرج مهما كان
إذا فكرت به بحزن فسأشعر بالكراهية
إذا فكرت به بغضب فسأشعر برغبة في الانتقام
إذا فكرت به بتعاطف فسأشعر بالرحمة
إذا فكرت به بحب فسأشعر بفرح
إذا فكرت به بأمل فسأشعر بالإيجابية
إذا فكرت به بروح المرح فسأشعر بالمرح
إذا فكرت به بخوف الله فسأشعر بالحقيقة
إذا فكرت به دون تحيّز فسأشعر بالسلام
إذا لم أفكر به أبداً فلن أشعر بشيء!



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشف مخاوفك لتتحرّر منها
- أسرار التعامل مع الأشخص العنيدين وغير العقلانيين
- كيف تصبح قِيَمك في الحياة حقيقة تعيشها كلّ يوم
- كن جميلاً .. تر الوجود جميلاً!
- المشاعر، ما هي وما حقيقتها؟
- ابحث عن هويّتك قبل أن تضيع منك
- هل الدور الذي تلعبه في حياتك هو حقّاً ما تريد؟
- ما هو دورك الحقيقي أيتها الأم!
- ما هو دورك الحقيقي أيّها الأب؟
- التغيير قانون الحياة.. أريد أن أكون التغيير
- كيف نبعد أبناءنا المراهقين عن رفاق السوء؟
- الخوف من الارتباط ... كيف تتغلّب عليه؟
- هل أنت سجين السلبية في تفكيرك؟
- النكران بين العلامات والأسباب... المخاطر والعلاج
- لا أنا لست ضحيّة... كيف إنتهى بي الأمر بالتفكير هكذا؟
- التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!


المزيد.....




- سوريا.. فيديو حراسة موكب أمير قطر بدمشق ولقطة مع أحمد الشرع ...
- -سيفعلان ذلك-.. تصريح جديد لترامب عن مصر والأردن وخطة استقبا ...
- الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
- بعد الدمار.. نازحون فلسطينيون يعودون إلى شمال غزة وينصبون خ ...
- تحذير لمكاتب الكونغرس الأمريكي بعدم استخدام تطبيق -ديب سيك- ...
- اليونان.. قرار بإزالة طوابق فندقية مخالفة قرب معبد الأكروبول ...
- الصليب الأحمر يدعو إلى عمليات نقل -آمنة وكريمة- للرهائن
- قنبلة نووية في متناول اليد!
- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - في المواقف الحرجة هل تنفعل أو تتفاعل؟