ماذا لو جن الشعب

سامي كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا لوجن الشعب..؟!!
سامي كاظم فرج
حين قالوا بأن (الجنون فنون) لم يكن المقصود بالجنون في هذا المثل هو الاختلال العقلي .. وبما ان الفن هو الابداع فهو حين اقترن هنا بالجنون لذا لايمكن ان يطلق على المختل عقلياً مجنون لانه باختصار لا يمتلك القدرة على الابداع.. والابداع بحاجة لعقل متكامل لديه القدرة على انجاز اعمال متميزة تصل مراحل متقدمة..
لذا فان من ساق هذا المثل (الجنون فنون) كان يقصد او يتبنى الموضوعية وان هذا المثل لايدخل ضمن مجموعة الامثال التي ( تضرب ولا تقاس) لانه لا يتحدث عن عقل اصيب بخلل وانما العقل الذي اجتاز التعلق والعبادة ليصل الى حد الجنون بحالة ما..!
ويبدو ان هذه الرؤية للجنون على الرغم مما يؤطرها من التطرف اقرب للحقيقة من كونه حالة من الاختلال.. ولأدل على هذا هو ما يقره ويعترف به المجتمع من ان فلان (مجنون بالنساء) فهذا قيس الذي جن بليلى او ان فلان (مجنون بالمال) وان الاخر مولع بالخمرة حد الجنون وهكذا فالمجال يتسع ويتعدى فقد يجن احدهم (بالتسول) او (بجمع القواطي) او حتى (بمسح الاكتاف).. الخ..!!
وخلاصة القول فان التعريف الاقرب الى الواقعية لحالة الجنون موضوعة البحث هو الالتصاق الذي يتجاوز حدوده بحالة ما ليضع جميع المفاهيم والقيم والاعراف وراء ظهره.. وربما يكون احد اهم اسباب هذه الحالة والدافع الاقوى باتجاهها هو الحرمان من حالة ما في الطفولة او الشباب.. كالحرمان من الحب مثلا.. او المال او الجاه.. فحين تتوفر لدى المحروم الظروف التي تؤمن تدفقها عليه فيما بعد وعلى حين غرة فانه سيعمل للحصول على ما فقده و (بأثر رجعي) و (سيجن) في توفير مستلزمات الحفاظ على ما حصل عليه ومضاعفته ..!!
ان السرقة واللصوصية التي تمارس اليوم هي الجنون بعينه لقد استفاق الجنون لكي يبدع ويأتي بالفنون..
فها هم سياسيونا قد جنوا بالمال (الحلال) والجاه والسيارات المصفحة واختراق الشوارع مع حماياتهم (رونك سايد) واصابهم الجنون بالمخصصات التي ما انزل الله بها من سلطان والتي لاوجود لها حتى في جزر (الواق واق).. جنوا بالسفر وبالعقارات.. وجن جنونهم بـ(الكرسي)الذي يعمي البصر والبصيرة ...!!
وربما قد تمخض عن هذا الجنون المتطرف هي الدعوات التي تنطلق هنا وهناك والمطالبة بجعل السنة العراقية تسعة اشهر بدلاً من اثني عشر شهراً..!!
ان الذي (جن) ربما يكون من ابناء شعب شبع ضيما وقهرا.. فلا حب.. ولامال ولا رفاهية.. ولا حرية.. أفلا تخشون من ان يجن الشعب بما فقده..؟! فحينها ستكون هذه (الانا) المحاطة بالخدم والحشم.. محاطة بأربع اسوار خشبية ذليلة خانعة (مجنونة) بعبارة السلام عليكم..!!!
سامي كاظم فرج

#سامي_كاظم_فرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات