أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - سوالف حريم-أخضر يا زعتر














المزيد.....

سوالف حريم-أخضر يا زعتر


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 23:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حلوة زحايكة:
سوالف حريم-أخضر يا زعتر
وأنا في الطريق الى عملي في قدسنا الشريف، كان الباعة المتجولون قد تجمعوا على أرصفة الشارع من اليسار واليمين، وكل واحد منهم ينادي على بضاعته، يا الله: الخيار، البندورة، البطاطا، والأخر الذي يهتف للتفاح والبرقوق والتين.
الفلاحات جالسات على قارعة الطريق وقسوة الحياة وبؤسها مرتسمة على وجوههن يقمن ببيع النعناع، والبقدونس والميرمية، واذا باحداهن تنادي وتقول يا الله: النعناع، الزعتر البلدي، وعندما لفظت كلمة زعتر بالتحديد لا أعرف ماذا حصل لي؟ فقد شعرت بشعور غريب يسري في جسدي، وأدرت وجهي إلى المرأة التي يظهر عليها معالم التعب من أجل لقمة العيش.
انحنيت على ضمّة الزعتر وأمسكت بها بحنوّ واضح، وسألتها:
كم سعر الضّمّة يا خالة؟
فردت عليّ: بعشرة شواقل، دفعت لها الثمن ومضيت في طريقي، وأنا أنظر الزعتر، والى أوراقه الكبيرة، وبينما كنت أتفحص الزعتر، كان يخيل اليّ أنه ليس زعترا، فالزعتر ذو رائحة تسيطر عليك عن بعد عدة امتار، ولونه الأخضر البهيّ الجميل، لقد تغير الزعتر وفقد رائحته ولونه هو الآخر، وتابعت طريقي وأنا أسير شاردة الذهن وأتساءل:
لماذا كل هذا التغيير؟
عدت بذاكرتي الى حياة الطفولة مرة أخرى، كيف كنا نخرج كل يوم في الصباح للرّعي، وكان هناك كثير من أبناء البلدة يأتون للرّعي، كنا نعلب ونمرح ونتدحرج على الأعشاب في أعلى الجبل، وكيف كانت تتعالى ضحكاتنا وابتسامات الفرح ترتسم على محيانا.
وفي ساعات العصر، حيث يهب الهواء العليل ينعش الروح فينا، كان كل واحد منا ينطلق كي يجمع ما يريد من النباتات البرية كالخبيزة، والجعدة، ورجل الحمام، واللفيتة والزعتر من سفح الجبل.
رائحة الزعتر الجميلة تفوح في كل أنحاء المنطقة، كأنها تقوم بمناداتك من بعيد وتقول انا هنا أعيش وانبت، فتعال إليّ، تعال اجمع أوراقي الجميلة وتذوق طعمها اللذيذ، وتمتع برائحتي الفواحة العطرة، فكنت اقترب منها واقوم بقطف أوراقها الخضراء، وأضعها في أكياس الى حين غروب الشمس، الى ان نعود للبيت.
في اليوم التالي، صنعت أمّي أطعم فطيرة زعتر تذوقتها في حياتي، وما زال طعم تلك الفطيرة في فمي.
لم يعد هناك وجود لمثل ذلك الزعتر في قريتي-جبل المكبر- ولا حتى أماكن من أجل أن ينبت فيها، لأن سفح الجبل اختفى، واختفت كلّ معالمه، ولم تعد تعرف سفحه من باطنه، فقد احتلت مباني المستوطنين الشاهقة مكانها.
وازدحمت المباني بالمستوطنين الجدد الذين داسوا بجرافاتهم على كلّ شيء اخضر، فشوّهوا عذرية وروعة المكان.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوالف حريم-الموت
- سوالف حريم- الطفولة الضائعة
- سوالف حريم-رحلة
- سوالف حريم-على حين غفلة
- سوالف حريم - رسالة الى أبي الذي استشهد وأنا رضيعة
- سوالف حريم-المسافات القريبة البعيدة
- سوالف حريم-مات وفي خاطره
- سوالف حريم-أيّام العزّ
- سوالف حريم-عصر الشقلبة
- سوالف حريم-بقايا من الأحبة
- سوالف حريم-خوف
- سوالف حريم-حصار
- سوالف حريم-رِفقة طيّبة
- سوالف حريم-لعبتي مرّة أخرى
- سوالف حريم-لعبة
- سوالف حريم-نكد في نكد
- سوالف حريم-ماء
- سوالف حريم-في بيتنا
- سوالف حريم-ذاكرة
- سوالف حريم-أرجوحة


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حلوة زحايكة - سوالف حريم-أخضر يا زعتر