|
كيف تكون إرهابياً؟!
محمد الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 08:10
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يا له من إرهابي!
إنه رجلٌ خرج من أهله وبلده وماله...
فماذا يريد؟! وإلى أين يذهب؟
هل يرجو تجارة حاضرة؟ أم يبحث عن وظيفة طيبة؟ أم يلتمس الصيت والذكر؟ أم هو في رحلة سياحية ماتعة؟ أم يجوب الأرض ليبحث عن كنوزها؟ أم يرتحل من بلد لآخر ليلتمس شهوات نفسه بين أرجل الغانيات وفي سراديب الخمور النتنة؟ أم ماذا؟!
الحقيقة أنه ليس من أولئك جميعاً!
فلعلَّه من يروج المخدرات؟ أو يرتكب السرقات؟ أو ينشر الرعب في قلوب الآمنين؟
الحقيقة أيضاً أنه ليس من أولئك أجمعين!
فمن هو إذاً؟
إنه المجاهد في سبيل الله، الذي خرج من أهله وهم أحب الناس إليه، وخرج من ماله وهو الذي جمعه حيناً من الدهر، وخرج من بلده الذي درج فيه وعاش عليه، وخرج من بين أصحابه وأحبابه وهم من طاب بهم العمر حيناً من الدهر، وخرج ببدنه إلى ميادين الوغى وساحات الجهاد، ليجود بنفسه الغالية لرفعة هذا الدين، ولنصرة المستضعفين من المؤمنين، ولإعلاء كلمة الله فوق جماجم الكافرين، ولغرس راية الدين فوق صدور الجاحدين.
فكيف لا يرهب قلوب الأعداء، وهو يبحث عن الموت الذي يفرُّون منه؟! فإما نصر وتمكين، وسيادة وريادة، وإما لحاق بقافلة الشهداء والصالحين، وشهادة وسعادة.
إنه لم يرض من الدين إلا بسنامه، لعلوِّ همَّته وارتفاع عزيمته، فلم يرض له ربُّه إلا بأعظم الأجور وأجزل الثواب، وتأمل؛ تعجب!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود " .
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَقيامُ رَجلٍ في سبيلِ اللهِ ساعةً أفضلُ مِن عبادةِ ستين سَنة " .
ولو لم يكن في جهاده إلا مرابطته على الثغور، حتى لا تستباح بيضة الإسلام، أو تهدم أركان بنائه العظام، لكفاه شرفاً وفضلاً ومنقبة.
فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلُّ ميِّتٍ يُختَمُ على عمِلِه، إلاَّ المرابط، فإنَّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويُؤمَّنُ من فتَّانِ القبرِ " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات مرابطًا في سبيل الله أجرَى عليهِ أجرَ عمله الصَّالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمِنَ من الفتَّان، وبعثه الله يوم القيامة آمنًا من الفزع " .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رباطُ يومٍ في سبيل الله أفضلُ من قيامِ رجلٍ وصيامهِ في أهله شهراً " .
وحسبه من الأجور ما يقع له من رمي أعدائه بنبله أو رمحه أو رصاصه.
فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن شابَ شيبةً في سبيل الله تعالى، كانت لهُ نُوراً يومَ القيامةِ، ومَن رَمَى بسهمٍ في سبيل الله تعالى، بَلَغَ العدُوَّ أو لم يَبلُغ، كانَ لهُ كعتقِ رقبةٍ، ومن أعتقَ رقبةً مؤمنةً كانت لهُ فِداءهُ مِن النارِ عُضواً بعُضوٍ " .
وعنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن رمى العدُوَّ بسهمٍ، فبَلَغ سهمُه العدوَّ، أصابَ أو أخطأ، فيعدلُ رقبةً " .
وعن أبي نُجيحٍ السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن بَلَغَ بسهمٍ في سبيل الله، فهو لهُ درجةٌ في الجنَّة " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَن رمى بسهمٍ في سبيل الله؛ كانَ له نوراً يومَ القيامةِ " .
إذا فالجهاد نور، وزيادة في الأجور، وانشراح للصدور، وتجارة لن تبور، ومرضاة للعزيز الغفور، وكفى!
فإليك يا من تريد إن تكون إرهابياً، يرهب منك أعداؤك، ويعتدُّونك بك، ويعلمون لك ألف حساب عند نزالك أو قتالك، ها هو طريق العزة بين يديك، وسبيل المجد يناديك، وقد قال الله لكل مؤمن: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم...}.
فأيُّ سعادة لمن تهتز الأرض تحت قدمه؛ فتهتز لها قلوب أعدائه، فيموتون منه في كل ساعة، ويحبسون في جلودهم من رهبته، ويغصون بريقهم عند ذكره، ويلجئون إلى جحورهم عند رؤيته؟!
#محمد_الهاشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن أنتظر المهدي. . لن أنتظر المسيح
-
من هم الإرهابيون؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|