أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد لعبيدي - في ذكرى 20 فبراير ماذا تحقق ؟















المزيد.....


في ذكرى 20 فبراير ماذا تحقق ؟


محمد لعبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



لا تفصلنا سوى أيام قليلة عن ذكرى الحراك المغربي، أو الانفجار المغربي، الذي تجسد في حركة، أطلق عليها آنذاك حركة 20 فبراير، هذه الحركة التي نقف لها احتراماً، حيث استطاعت تعطيل الاحساس بالخوف لدى العديد من مواطني المغرب، هذا الاحساس الذي طبع وعي المواطن المغربي، بعد سجل طويل من القمع المخزني المغربي،

منذ مطلع الستينيات الى حدود أواخر سنة 2010، سِجل بعناوين كثيرة ومحاكمات متعددة، وأشكال قمعية، يقشعر لها البدن، انسابت دموع الحاضرين جميعهم عند سماعها، خلال جلسات الاستماع، التي خصصتها هيئة الانصاف والمصالحة، حيث تم الاستماع الى شهادات حية لمن عانوا ويلات وأقبية الزنازين المظلمة وجحيم « تزمامرت »، على أية حال انها صفحة سوداء من التاريخ المغربي الحديث، ولا احد أضحى يطيق العودة اليها، وكان نتيجة ذلك أن ساد في أواسط شرائح واسعة من الشعب المغربي، احساس كوني وشامل بالخوف، هذا الاحساس كما قلت آنفا، استطاعت حركة 20 فبراير، أن تعطله لشهور، واندفعت جموع وحشود المواطنين نحو ساحات البلاد، ورفعت مطالب قيل عنها آنذاك أنها كانت جريئة، بيدا أن الواقع يختلف كثيرا عما تم ترويجه له آنذاك من قبل جهات تعادي الحراك المغربي، هذه المطالب لم تتجاوز سقفاً محددا بشكل تلقائي، مطالب تتمحور أغلبها حول العدالة الاجتماعية، والشغل، ومزيدا من الحريات والحقوق، انهم يريدون بعبارة مبسطة صون كرامتهم وتأمين مستقبل آمن لأبنائهم، كما أشار الباحث المغربي "كمال عبد اللطيف: مدخل الى قراءة الابعاد الثقافية للثورات العربية" , لكنهم شوهوها بإلباسها ثوب الثورية والانقلابية، غير أن الخط النضالي والاحتجاجي لحركة عشرين فبراير المغربية، المدفوع بكثير من العفوية والتلقائية, كان يستقي أبعاده من صلب المقاومة السلبية أو ساتياغراها، أي النضال بالحب وليس بالبغض، وأسمى دليل على ذلك، حينما قرر شباب العشرين فبراير، توزيع باقات ورود على فيالق الامن، التي كانت تطوق جل مظاهرات شباب العشرين فبراير، وهنا لابد أن أشير الى أن مفهوم الشباب، وان شاع استخدامه، فلا يراد من ذلك استثنائه لفئة عمرية دون غيرها، وانما الشباب هم كافة المهمشين من مختلف الفئات العمرية (نساء، أطفال، رجال، شيوخ).المهمشين الذين وحدتهم الرغبة والجرأة في تجاوز مرحلة من التاريخ السياسي العربي، طال أمدها.

لن أتطرق لإنجازات الحكومة الحالية بالمغرب، ولو أن ظهور الاسلام السياسي في خضم الحراك العربي، وركوبه على نضالات الشباب والمهمشين، مثلما حدث، في وقت بعيد جدا، وبضبط لدى الجيل الثاني من الثورات "1848"، أي بعد ما يقارب سبعة عقود على انفجار أم ثورات العصر الحديث "الثورة الفرنسية 1789"، قلت شهدت الثورة 1848، مظهراً مشابهاً لذلك الذي نشهده اليوم على الساحة العربية، حيث وفي 1848 ومع بروز الطبقة العاملة كفاعل رئيسي في الثورة، أغرى الشيوعيين آنذاك بالركوب على أشكالها، لكن هذا المشهد لم يكن سوى جزء قصير من مرحلة من مراحل الثورة الفرنسية الطويلة، وما نعاينه اليوم في الوطن العربي، ببروز القوى المضادة للحراك العربي عن طريق ايهام العامة بمختلف أشكال العنف والعنف المضاد ، أن الطريق الى الحرية مكلّف وباهض، وما فات هاته القوى المضادة للحراك العربي، أن ثمن الحرية أرخص بكثير من ثمن الصمت والبؤس الاجتماعي، الذي أدت ثمنه غاليا أجيال كاملة.
اليوم وعودةً الى محور المقالة، نحن على أبواب استقبال يوم عشرين فبراير، لاستحضار لحظات قوية من التحول التاريخ المغربي الحديث، وندرك جيداً أن تغيير التاريخ، عملٌ مضن وشاق وطويل، يمتد من جيل الى آخر، لكن هل الحراك المغربي، لم يكن سوى دغدغة عابرة للمخزن، ما لبثت أن عادت الامور الى سابق عهدها؟، أم أن الفاعلين الجدد، هم بدورهم روضتهم الآلة المخزنية على مقاصها، واستحال بالتالي، تخيل تجربة مماثلة؟ أم أن الحراك المغربي، لم يكن سوى مساهمة متواضعة من جانب الشعب المغربي في الانفجار العربي الكبير، وأن للمغرب خصوصياته، التي لا تسمح بأن يستمر هذا الحراك، ولو على شاكلة رمزية، تعيد تصويب القرار السياسي، كلما زاح عن طريق الصحيح، الذي رسمته مكونات 20 فبراير؟
قد تبدو هذه الاسئلة وغيرها، موضعا لشك أحيانا، وموضعا لسخرية في أحيان اخرى، الا أنها جديرة بالطرح، كما الاجابة، والاجابة عنها تتطلب هي اخرى، دراسة معمقة للواقع السياسي للمغرب بعد الحراك العشريني، ولندرة الدراسات، نظرا لحجم تعقيدات الواقع، وندرة المعلومة في احيان كثيرة، الا أن ذلك لن يثنينا على الاشادة بالدور المحوري، الذي لعبته الحركة المغربية، في تحريك العديد من المكونات، واعادة احياء الحلم المغربي القديم، برفع هامش الاصلاح أكثر، وكذا تحرر فئات واسعة من هواجس الخوف، وارساء قيم جديدة في العمل النضالي داخل المغرب، بعد اجتثاث الدور الريادي، الذي كانت تحتله الجامعات المغربية في وقت سابق، كمحور أساسي في نشر ثقافة الوعي بالحق المقدس، والحريات العامة.
واذ كان من منظور العديد من الجهات خصوصا، الاحزاب السياسية التي واجهت بقوة الحراك المغربي، أن هذا الاخير قد فشل، وأضحى متجاوزاً، الا أن تداعيات هذا "الفشل"، ظهرت ولازالت تظهر تدريجيا داخل النسق الحزبي والسياسي للبلاد، رغم أن هذه الاحزاب، كانت المستفيد الاول من هذا الحراك عبر عدة مكتسبات تشريعية، كما هو شأن كذلك لهامش الحرية، التي أضحى يتمتع بها الفاعل السياسي، الا أن هذا الفاعل السياسي تعوزه التجربة أو التراكم السياسي، من أجل بلوة المكاسب التي ذكرت سلفاً، في منحى يرقى بالعمل السياسي والحزبي في المغرب، لكن مع الاسف الشديد، ازدادت الهوة اتساعاً بين الفاعل السياسي والمواطن عامةً، وعدنا الى مرحلة الصفر أو مرحلة ما قبل 2011، الا أن شروطاً عديدة تغيرت ولم تعد قائمة، ويكفي القاء نظرة سريعة على ما يتداوله الفاعلون الشبكيون داخل مواقع التواصل الاجتماعي، وسنفهم حينها حجم القطيعة التي يعيشها الفاعل السياسي التقليدي، الذي يخالف توجهه وبنيته الفكرية، ما يصبو اليه شباب الحراك المغربي، حيث أن هذا الفاعل السياسي، لازال يكرس عدة تجليات وممارسات من شأنها، أن تفرز في الاخير اصطداما آخر وثانٍ بين مكونات المجتمع المغربي، وذلك يظهر جليا في مقارنة بسيطة بين تطلعات شباب الحراك المغربي وتطلعات الفاعل السياسي، حيث أن هذا الاخير تدفعه نزعته السياسية الى تكريس كافة الوسائل من أجل تموقع أفضل داخل النسق الحزبي، بيد أن نزعة الشباب العشريني، هي نزعة أكثر منها مصلحية، وانما أمانة جيل كامل، جيل يسعى بشتى الوسائل لإرساء مبادئ جديدة داخل المشهد السياسي، تتغذى على الديمقراطية الحقة، وصون كرامة المواطن، وشتان ما بين من يعتبر السياسية مجرد غاية الى تحقيق الرفاهية النسبية للمواطن، ومن يعتبر السياسية في حد ذاتها غاية.
واذ كان الشغل والبطالة، كما ذكرت في البداية أحد أهم الميكانيزمات التي دفعت بالعديد من المواطنين الى الالتحاق بالحراك المغربي، فاليوم ووفقاً لأخر تقرير صدر عن جهات مختصة ومعتمدة بالمغرب، ذكر هذا التقرير أن معدل البطالة تجاوز المليون معطل في البلاد، وهذا مؤشر واضح على أنّ الامور تسير في منحى، يعيد سيناريو العشرين فبراير الى الاذهان، هذا مجرد مثال بسيط، أم الشروط الاخرى منها من لايزالُ قائما، ومنها من أضحى قائماً، كما لا يخفى علينا هامش مقاطعة الانتخابات القادمة، الذي بدأت تظهر بوادره من الآن، وأخشى أن يعيد التاريخ في دورانيته احياء نفس التجربة، وحتى وان افترضنا جدلاً ذلك، فتظل ماهيتها مجهولة كالانفجار الاولْ الذي اتسم بالعفوية والاندفاعية.
وفي الاخير أذكِر بأن الحراك لم يكن اختياراً، وانما كان اجبارياً أمام الجمود الكبير، الذي شهده مسلسل الاصلاح، اصلاح لا يأخذ في الحسبان، التغيرات الدقيقة في النسق الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي للمواطن، وهنا لابد أن نشير الى اقتباس مهم، أدلى به الفيلسوف الانجليزي "جون لوك" (1632 ـ 1704)، في "رسالة التسامح" :(ربما لا يتحمل كثير من الناس الصمت، بينما الحاكم يلحق الضرر بالسلام في المجتمع عندما يجعل كل شيء فيه صحراء مقفرة. إن هناك طريقين دائما، هما العدالة والقوة. ومن طبائع الأمور أن أحد الطريقين يبدأ حيث ينتهي الآخر)، هي دعوة صريحة من هذا الفيلسوف الكبير للإنسان على ضرورة بذل قصارى جهوده من أجل الحفاظ على السلام في المجتمع، وربط ذلك بالعدالة الحكم، أي تلك التي يلجأ الناس في غيابها الى القوة، بتعبير الكاتب الكبير وحيد عبد المجيد.



#محمد_لعبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد لعبيدي - في ذكرى 20 فبراير ماذا تحقق ؟