سليمان بن تمليست
الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:15
المحور:
الادب والفن
عندما يصبح الوطن في خطر ...
تهدّده السماسرة في سوق النخاسة السياسيّة !!!
على الشاعر أن يكون في مستوى الحدث ...
وأن يحتضن بشعره الوطن ...
*****
إلى أين أمضي وأنّى المفرْ / وفي القلب أنْتِ كنبْضِ الوترْ
فمنِّي إليكِ سلامُ الهوى / أيا قبلةَ الأمْسِ والمُنتظرْ
أيا تُونسَ الأُنْسِ يا وِجهتِي / فمنكِ إليكِ ارتحال السفرْ
أُحبُّكِ حبّا به أحتفي / ولن أبتغِي غيْر هذا القدرْ
فأنت ليَ الفاعلُ المبْتدا / وأنت ليَ الفِعلُ ثمّ الخبرْ
وأنتِ الملاذُ وأنتِ المُنى / وأنتِ ليَ النّورُ أنّى ظهرْ
إليك استنام ضياءُ السنا / وشمس الشروقِ وبدرُ القمرْ
وحتّى الربيعُ إليكِ انتمى / وفاح شذا الزهر فيكِ انتشرْ
فهيّا استميلي وضُمِّي الندى / ليندى هوى القلبِ عند السحرْ
ويمضي حثيثا يلفُّ المدى / يُعانِقُ حَبَّ الثرى والشجرْ
أيا تونس العشق يا وِجهتِي / بك العيش يحْلُو ومنكِ الظفرْ
وفيكِ يطيب ارتشاف الهوى / وفيكِ استطاب لعشقِي السهرْ
فلولاكِ ما كان لي مُبتغى / ولولاكِ ما كنتِ لي المُستقرْ
فأنّى تكوني يكون الرخا / وأنّى حللتِ سيهمي المطرْ
فكم من شهيدٍ رواكِ دما / لنستمرئ اليوم جني الثمرْ
وكم من محبٍّ إليك انتمى / وكم عانقتكِ الأيادي الأُخرْ
تُزفّينَ في القلبِ طول الحيا / تُزيحين عنّي الضنى والضجرْ
لتاريخك اليوم كم منتدى / يُنير الدروب أمام البشرْ
فقرطاجُ فيها الرُؤى أشرقتْ / وفي القيروانِ الهُدى قد غمرْ
وأنتِ كما أنتِ نافورةٌ / ومطمورةٌ قمحُها منْ دُررْ
وراياتُك اليومَ مرفوعةٌ / وخفّاقة حيث كان النظرْ
فهيّا امنحيني رحيق الشذا / وهيّا امنحيني عبير الزهرْ
وضُمِّي محبّا بك قد غوى / ومنك احتسى الحبّ حتّى سكرْ
لينساب منّا نسيم الهوى / لنبقى نغنّي كبحرٍ لبرْ
*****
بقلم / سليمان بن تمليست
جربة في 24/04/1995 ( من الأرشيف )
#سليمان_بن_تمليست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟