حسيب شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 21:11
المحور:
الادب والفن
هذه قصّة أحسن صديقين، ياسين وأحمد. ذات يوم كان ياسين وأحمد يسيران في الصحراء. في مرحلة ما من الرحلة، نشب جدَل بينهما فصفع أحمدُ ياسين على وجهه. تأذّى ياسين جدا ولكنه لم ينطق بأية كلمة بل خطّ على الرمل: ”اليوم لكمني في وجهي أحسن صديق لي‘‘.
استمرّا في سيرهما إلى أن وصلا واحة وقررا الاستحمام. سُرّ ياسين جدا وإثر انفعاله علق في الوحل وبدأ يغرق، إلا أنّ أحمد سرعان ما أنقذه. بعد أن تعافى من تلك التجربة نحت على حجر ’’اليوم أنقذني أحسن صديق لي‘‘.
استمرّا ثانية في رحلتهما نحو هدفهما، شعر أحمدُ بارتباك ما وأخذ يفكّر مليًا بما جرى، وأخيرًا سأل ياسين: ’’عندما لطمتك على وجهك وآذيتك كتبت كلماتِك على الرمل والآن بعدَ إنقاذي لحياتك كتبت على حجر، لماذا‘‘؟
أجاب ياسين: ’’عندما يُؤذينا شخصٌ ما علينا أن نخطّ ذلك على الرمل حيث رياح العفو ستمحو ذلك، ولكن عندما يقوم الإنسان بعمل حسن لنا فعلينا نقش ذلك على الحجر، حيث لا ريح تقوى على محوه.
مغزى القصة
لا تثمّن ما لديك من أشياءَ في الحياة، بل ثمّن مَن لديك في الحياة.
من المحتمل جدّا أن يؤذيك أعزاؤك قصدًا أو سهوًا، في مثل هذه الأوقات تذكّر دائمًا كلَّ شيء حسن فعلوه من أجلك. حاول أن تصفح وأن تنسى النواحي السيئة لدى أحبّائك، ولكن إيّاك أن تنسى الأمور الحسنة التي قاموا بها لمصلحتك.
اقتباس
وروى عن حمدون القصَّار أنه قال : إذا زلّ أخٌ مِن إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا، فإن لم تَقبله قلوبكم فاعلموا أن الْمَعِيب أنفسكم حيث ظَهَر لِمُسْلِم سَبعين عُذرا فلم يقبله .
#حسيب_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟