أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إيرينى سمير حكيم - هل كان الشهداء أقباط ليبيا مخدرون أمام داعش الموت؟















المزيد.....

هل كان الشهداء أقباط ليبيا مخدرون أمام داعش الموت؟


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 13:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بصراحة لقد شاهدت الفيديو أكثر من مرة، وذاك لأتوصل لمعانى فى فكرى وفى روحى، ولم يفجعنى المشهد بشكل مطلق، فلقد تأملته من أوله لآخره فحدث اتزان فى نفسي لم ترتعد به انسانيتى بل تشَجَعَت بالفعل.

مبدئيا أود طرح نقاط للتفكير بخصوص ثبات هؤلاء

لقد كانت هناك تساؤلات متكررة بخصوص هدوء العديد من ضحايا الذبح من قبل داعش، وقد تباينت الآراء بين المتخصصون فى مجالات مختلفة، منهم فى مجال الخدع البصرية والسينمائية ومجال علم النفس.

فعلى سبيل المثال قد قامت قناة MTV اللبنانية بتنفيذ تقرير عملى، يوضح حقيقة الخدع البصرية التى تم استخدامها فى فيديو ذبح داعش للصحفى الامريكى كمثال، وقد أذاعه طونى خليفة فى برنامجه، والذى مفاده عموما انه يثبت عمليا بتمثيل لتلك الخدع البصرية أنها مجرد تمثيلية تم تنفيذها فى استوديو، وبإقامة بعض المقارنات والإشارات التى تدل على أنها تمثيلية لا قتل حقيقي، وقد استعانوا بطاقم عمل نفذ تلك الخدع، وأداها بنفس الشكل الذى قدم فى الفيديو، كما إنهم قد استعانوا بالعشماوى (احمد فقية)، والذى نفذ الإعدام على أكثر من ألف نفس، وقد أفاد بخبرته عن ردود الأفعال لدى الواقفين استعدادا لتنفيذ حكم الإعدام، وبإمكان القارئ أن يبحث عن هذا التقرير على موقع اليوتيوب.

أما من الناحية النفسية فقد قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس بجامعة عين شمس، في تصريحات لقناة MBC، أن ضحايا داعش تسيطر عليهم في اللحظات الأخيرة قبل الإعدام حالة نفسية تسمى "إنكار الموقف"، خاصة في اللحظات الأخيرة قبل مواجهة الموت، وأضاف أن الدراسات النفسية تقول أن المحكوم عليهم بالإعدام يعيشون حالة توتر عالية تصل بهم للاكتئاب، وقلة النوم، واضطراب غذائي، تجعلهم يفقدون وظائف جسمهم، ويكونوا غير قادرين على الإدراك، ويظهروا أمام الموت بأنهم مُسلّمون به وغير مهتمون، وفاقدون لما يدور حولهم.

إما أنا فأود إضافة تعليق هنا على كلا الرأيين، أولا هو أن هناك احتمال بأن تكون مزاعم التقرير الخاص بقناة MTV صحيحة فى تلك الحالة، خاصة وان هؤلاء الضحايا الذين ذكر المثال عليهم هم رهائن أمريكية وأخرى بريطانية، ثانيا عن كلام الدكتور فخرى أود أن أضيف أن علم النفس ذاته لا يستطيع ولا يفعل، أن يقوم بحصر ردود الأفعال لدى المُقبلين على الإعدام فى حالة واحدة، وهى حالة الثبات الانفعالى كمثال، ففى النهاية هى مجرد ردة فعل واحدة لإحدى حالات المُقدَّمين للإعدام، ولا تعبر عن كل ردود الفعل ولا عن كل الحالات، ذاك والذى من البديهى إدراكه أن الأمر يعتمد أيضا على طبيعة كل شخص، وحسب ردة فعله ومدى تقبله وتعامله النفسي مع هذا الأمر.

المهم
وما أود أن أقوله هنا وذكرت لأجله تلك المقدمة

اننى ما بين هذه الأقوال وتلك أتحدث عن مصداقية ما رأيته فى فيديو ذبح داعش للأقباط من قبل هؤلاء الضحايا، حيث تباينت ردود أفعالهم من تعابير مختلفة بين متألمة وخائفة وصامتة حائرة ومنهم من تمتم بكلام، فقد كانت تعابير وجوههم صادقة لأناس ينتظرون الإعدام، كما انتهى المشهد بصراخ العديدين بكلمة اتفق عليها إيمانهم، وذاك لا يصدر من مخدرين بخوف أو استسلام، إنما أناس تمر نفسيتها فى الموقف بوعى يستعدون له حسب إيمانهم المسيحى، الذى يعرف ما هو الاستشهاد لأجل من اسلموا حياتهم لأجله.

فهناك إدراك + ضعف بشرى (فى حالات التعابير المختلفة والطبيعية) + مواجهة للموت بوعى ذهنى ونفسي وروحى انتهى بصرخة إيمانية عند تنكيس رؤوسهم فى وضع الذبح.

ذاك بالإضافة إلى وضوح مراحل انفصال الرأس عن الجسد لهؤلاء الضحايا، وهذا ما كان لا يظهر فى فيديوهات لضحايا دول أخرى (كالصحفى الامريكى مثلا)، ثم الترويج لقطع رؤوسهم على يد داعش فى فيديوهات مماثلة، حيث كان ينتقل مشهد من وضع سكين على الرقبة ونزول بعض الدماء، ثم يأتى المشهد التالى له مباشرة فيه شكل الرأس منفصلة وموضوعة فوق الجسد، اى لا مراحل حقيقية تبين انفصال الرأس عن جسدها.

أما ضحايا أقباط ليبيا فكانت وجوههم صادقة وتعبيراتهم حقيقية، وكلماتهم الأخيرة كانت عبارة عن صرخة تلخص إيمانهم الذى يقتلون بسببه وهى:
"يا ربي يسوع"

عزيزى القارئ انظر معى الجمال فى هذا الفيديو القبيح

اشكر الله لأجل غباء المخرجين لهذا الفيديو والقائمين عليه، أو على عنتريتهم الكاذبة فى تركهم لهذا الجزء الأخير من حياة هؤلاء الضحايا الأقباط، والتى كان فيها أصوات متعددة تصرخ "ياربى يسوع".

فى صوت واضح بعزم من يتكلمون للمرة الأخيرة قبل ضرب أعناقهم، وصوت واضح برغم من صوت الهواء والبحر الذى يؤثر على توضيح الأصوات المشتتة فى التصوير فى هذه الأجواء.

فكم أنا سعيدة لغباء وتكبر هؤلاء التعساء، الذين تركوا هذا المقطع فى الفيديو، ولم يجتزوه بالمونتاج كما اجتزوا أعناق من صرخوا به.

إن جمال هذا المقطع يشفي المى من باقى المقاطع، ويداوى توترى ويشجعنى، فلقد ثبتوا حتى النهاية، لقد كانت هاماتهم مرفوعة برغم مخاوفهم التى بدت على ملامح البعض، نعم، فمن الرائع أن ترى إنسانية بضعفها وقوة إيمانها، ممتزجة فى تعبير على وجه إنسان فى آن واحد، وهو خير دليل على حالة طبيعية بعيدة عن تخدير نفسي أو جسدى أو تمثيل، انه صدق قرار واختيار، حيث انه بالرغم من الضعف البشرى والخوف سيظل التمسك بالإيمان، حين يكون هناك قوة روحية تدعم النفس وتشدد الجسد لتحمل الروح إلى الأبدية.

ومن الجدير بأن نلتفت اليه هنا هو حقيقة أنهم مجرد بسطاء ذهبوا للبحث عن لقمة العيش، لا هم زعماء أفكار، وليس لهم دوى فى الأوساط الشهيرة واللامعة على اى مستوى من المستويات، ولا لهم ما يعطيهم قوة اجتماعية، وهم ليسوا رجال دين ولا مشاهير فى خدمة كنسية، عموما لقد كانوا ببساطة وحسب مجرد "غلابة"، إنما حقا قد كان هؤلاء البسطاء الغلابة درسا حيا للجميع، الأحياء منا والأحياء أموات.

فقد حافظوا على مبادئهم
لم يسرقوا عند جوعهم بل تغربوا
لم ينكروا إيمانهم بل قادهم تمسكهم به إلى حد السكين

ولم يُكبّلهم سكر اكتئاب واستسلام نفسي ولا خيبة إيمانية، بل صرخوا بما أوتى لهم من قوة فى لحظاتهم الأخيرة، صارخين بجوهر إيمانهم عن وعى وإدراك ليتشجعوا فى مواجهة هذا الموت، الذى يؤهلهم لمواجهة يسوع الذى امنوا به فى حياتهم.
فقد كانوا كمن تبعوه فى لحظاته الأخيرة، والذى كما وصف الإنجيل انه حين كان معلقا على عود الصليب فى آلام عظيمة نفسيا وجسديا، وغير محدودة روحيا، قد "صرخ بصوت عظيم قائلا إيلى إيلى (اى الهى الهى) ...... ثم أسلم الروح".

وما العجب؟! فمن تبعوه قد صُلب!، وبالطبع كما قال السيد المسيح ليس التلميذ أفضل من معلمه، فقد ماتوا لأجل تمسكهم بإيمانهم به، إنما إيمانهم لم يمت لان من تبعوه قد قام من الموت فى إيمانهم، ولم يكن الموت السطر الأخير فى قصته، فجاءت قصة إيمانهم به حقيقية وأمينة حتى الموت.

عزيزى القارئ
تشارك هؤلاء فى إيمانهم أو لا .. دعنا نرى الأمر بما نتفق عليه من إنسانية
أليس هذا! .. جمال روح؟
أليس هذا! .. قوة مبدأ بروح حيَّة؟
أليس هذا! .. صدق ممارسة للمبدأ؟
أليس هذا! .. حرية لصاحب المبدأ؟

لقد رحل المذبوحين على إيمانهم فى سلام وثبات، وبقى الذابحون مترددون خائفون يحاولون أن يثبتوا إيمانهم لنفسهم، ولمن حولهم فى كل عنق يقطعونها وفى كل نفس يقتلونها!

وأعود أتذكر وأُذكرك معى
عزيزى من يضمن الغد؟ من يضمن أن يكون نفسه فى الغد؟
فالطالع كاذب والنبؤات يُساء فهمها!!

من منا يضمن انه عند نهايته سيبقى على مبدأه؟ على إيمانه؟ على اعتقاده؟ وعلى مصداقيته؟
من منا يضمن ظروف النهاية؟ من منا يضمن التغيرات الإنسانية التى ستطرأ على أهوائه وانفعالاته؟ والتى ستغير فى طباعه واتجاهاته الشخصية؟

أيها الساخر من إيمان هؤلاء، أو يا من تنشغل فقط فى النظر للأمر بشكل سياسي، أو يا من تدعى انك تنظر للفيديو بشكل انسانى، ولا ترى هذا الكم من الحق الأعلى من طعن سكين ومن ظلم مسكين، فعفوا أنت لا ترى شيئا.
وادعوك أن تقرأ الأمور جيدا وان ترى الأحداث بعمق والإنسانية بحق، ربما يومها تدرك أمور غابت عنك وتستبعدها منك.

فربما حين تتأمل فى رسائل أخرى فى الفيديو غير رسائل هؤلاء الجزارين للبشر، ستدرك حينها أن الإنسان بإمكانه أن يرتفع فوق قيود من فُجر سياسة وحقد اجتماعيات وتطرف معتقدـ وبإمكانه حتى وان كان فى موقف الضعيف الذى تُجتَز عنقه أن يجتز بثباته حتى النهاية اعتقادك الوهمى بتجبر بشر أو بفكرة طائشة عن الله، أو يكون شوكة فى حلق سياسة فاجرة.

وأنا لست واهمة ولا حالمة فالحقائق مُعَلنة، والجمال فوق القبح صار فى المشهد جلّى، والقوة من قلب الضعف ولدت بظهور كالانفجار، إنما ليس على سوى أن أعلن رؤيتى الحيّة، وان أشير إليها بأمانة بل وأيضا بإصرار.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحسبنَّك هابيل وأنتَ قايين
- اختار ألوان حياتك
- حواء وخطيئة التفاح
- أسئلة التاريخ
- دراكولا 2014 يفتح الملفات الوحشية لتاريخ الأتراك فى فيلم Dra ...
- أرقص الطبيعة
- صراخ الماء
- ميلاد الألوان من النار
- فيلم دراكولا 2014 *Dracula ntold* يفتح الملفات الوحشية لتاري ...
- وإن طال صمت السماء على النيران
- خذوا السياسة من أفواه الراقصات
- مرتزقة البطولات
- عند أعتاب المزود يقف الصليب متخفيا
- لما تبحثون عن الطفل يسوع فى قصور الملوك؟!
- ملائكة فى إعداد الأرض لميلاد يسوع
- لقد أعلنت التمرد فيا ويل شرنقتى ويا وجع القيود
- ألا تخجل من دمائى؟!
- رحيل شمس الإيمان حتى عودتها بالنور
- المجتمع بين جن ريهام سعيد وتنوير خالد منتصر
- الجن لريهام سعيد محاولة للرد على القس مكارى يونان مع طونى خل ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إيرينى سمير حكيم - هل كان الشهداء أقباط ليبيا مخدرون أمام داعش الموت؟