|
مختارات شعرية في العشق والهيام .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 00:47
المحور:
الادب والفن
مختارات شعرية في العشق والهيام . وهذه مقاطع من قصيدة إنتقيناها من كتاب " مدامع العشاق " وقد أجاد في هذا المعنى من شعراء العصر حافظ إبراهيم حين قال: كم تحت أذيال الظلام متيم ... دامي الفؤاد وليله لا يعلم ما أنت في دنياك أول عاشق ... رامية لا يحنو ولا يترحم أهرمتني يا ليل في شرخ الصبا ... كم فيك ساعات تشيخ وتهرم لا أنت تقصر لي ولا أنا نقصر ... أتعبتني وتعبت، هل من يحكم وفيها يقول... وأتيت يحدوني الرجاء ومن أتى ... متحرما بفنائكم لا يحرم أشكو لذات الخال ما صنعت بنا ... تلك العيون وما جناه المعصم لا السهم يرفق بالجريح ولا الهوى ... يبقي عليه ولا الصبابة ترحم لو تنظرين إليه في جفون الدجى ... متململا من هول ما يتجشم يمشي إلى كنف الفراش محاذرا ... وجلا يؤخر رجله ويقدم يرمي الفراش بناظريه وينثني ... جزعا ويقدم بعد ذاك ويحجم فكأنه واليأس ينف نفسه ... للقتل فوق فراشه يتقدم رشقت به في كل مدية ... وأنساب فيه بكل ركن أرقم فكأنه في هوله وسعيره ... واد قد أطلعت عليه جهنم هذا وحقك بعض ما كابدته ... من ناظريك وما كتمتك أعظم قالت أهذا أنت ويحك فأتئد ... حتى م في الغرام وتتهم إنا سمعنا عنك ما قد رأينا ... وأطال فيك وفي هواك اللوم أصغت إلى قول الوشاة فأسرفت ... في هجرها وجنت علي وأجرموا حتى إذا يئس الطبيب وجاءها ... أني تلفت تندمت وتندموا وأتت تعود مريضا لا بل أتت ... مني تشيع راحلا لو تعلم . وقال الأبيوردي: أرى كل حب غير حبك زائلا ... وكل فؤاد غير قلبي ساليا إذا إستخبر الواشون عما أسره ... حمدت سلوى أو ذممت التصابيا أيذهل قلب أنت سر ضميره ... فلا كان يوما عنك يا علو ساليا . قال إبن الأحنف: سكوتي بلاء لا أطيق إحتماله ... وقلبي ألفو للهوى غير نازع وأقسم ما تركي عتابك عن قيلي ... ولكن لعلمي أنه غير نافع وإني إذا لم الزم الصبر طائعا فلا بد منه مكروها غير طائع إذا أنت لم يعطفك إلا شفاعة ... فلا خير في ود يكون بشافع . وقال الشريف الرضي يعاتب إحدى الجميلات: يا صاحب القلب الصحيح أما إشتفى ... ألم الجوى من قلبي المصدوع أأسأت بالمشتاق حين ملكته ... وجزيت فرط نزاعه بنزوع هيهات لا تتكلفن لي الهوى ... فضح التطبع شيمه المطبوع كم قد نصبت لك الحبائل طامعا ... فنجوت بعد تعرض لوقوع وتركتني ظمآن أشرب غلتي ... أسفا على ذاك اللمى الممنوع قلبي وطرفي منك هذا في حمى ... قيظ وهذا في رياض ربيع كم ليلة جرعته في طولها ... غصص الملام ومؤلم التقريع أبكي ويبسم والدجى ما بيننا ... حتى أضاء بثغره ودموعي ثقلى أنامله التراب تعللا ... وأناملي في سني المفروع قمر إذا إستخجلته بعتابه ... ليس الغروب ولم يعد لطلوع لو حيث يستمع السرار وقفتما لعجبتما من عزه وخضوعي أبغي هواه بشافع من غيره ... شر الهوى ما نلته بشفيع . . من قول زهير: يا قلب بعض الناس كم ... تقسو علي وكم ألين يا ويلتاه لمن يخا ... طب أو لمن يشكو الحزين قد ذل من كان المع ... ين له الدمع المعين ثم قال: من لي بقلب أشتيه ... من القلوب القاسية إني لأطلب حاجة ... ليست عليك يخافيه أنعم علي يقبلة ... هبة وإلا عارية وأعيدها ك لا عدم ... ت بعينها وكما هيه وإذا أردت زيادة ... خذها نفسي راضية عسى يجود لنا الزما ... ن خلوة في زاوية أو ليتني ألقاك وحدك ... في طريق خاليه . وقال أحد الظرفاء: ماتت لفقد الظاعنين ديارهم ... فكأنهم كانوا بها أرواحا ولقد عهدت بها فهل أرينه ... مغدى لمنتجع الصبي ومراحا بالنافثات النافثات نواظرا ... والنافذين اسنة وصفاحا وأرى العيون ولا كأعين عامر ... قدرا مع القدر المتاح متاحا متوارثي مرض الجفون وإنما ... مرض الجفون بأن يكن صحاحا من كان يكلف بالأهلة فليزر ... ولدي هلال رغبة وبراحا لا عيب فيهم غير شح نسائهم ... ومن السماحة أن يكن شحاحا طرقته في أترابها فجلت له ... وهنا من الغرر الصباح صباحا أبرزن من تلك العيون أسنة ... وهززن من تلك القدود رماحا يا حبذا ذاك السلاح وحبذا ... وقت يكون الحسن فيه سلاحا . وقالأحدهم أتاني كتابك يا سيدي ... وفيه العجائب كل العجب أتزعم أنك لي عاشق ... وأنك بي مستهام وصب فلو كان هذا كذا لم تكن لتتركني نهزة للكرب وأنت ببغداد ترعى بها ... نبات اللذاذ مع من تحب فيا من جفاني ولم أجفه ... ويا من شجاني بما في الكتب كتابك قد زادني صبوة ... واسعر قلبي بحر اللهب فهبني نعم قد كتمت الهوى ... كيف بكمان دمع سرب ولو لا إتقاؤك يا سيدي ... لوافتك بي الناجيات النجيب . في جلسة سمر في ديوان والي البصرة أنشد أحدهم ... أعلل قلبي في الغرام وأكتم ... ولكن حالي عن هواي يترجم فلو فاض دمعي قلت جرح مقلتي ... لئلا يرى حالي العذول فيفهم وكنت خليا لست أعرف ما الهوى ... فأصبحت صبا والفؤاد متيم رفعت إليكم قصتي أشتكي بها ... غرامي ووجدي كي ترقوا وترحموا سطرتها من دمع عيني لعلها ... بما حل بي منكم إليكم تترجم رعى الله وجها بالغرام مبرقعا ... له البدر عبد والكواكب تخدم على حسن ما رأيت مثيلها ... ومن ميلها الأغصان عطفا تعلم وأسألكم من غير حمل مشقة ... زيارتنا إن الوصال معظم وهبت لكم روحي عسى تقبلونها ... فلي الوصل مني والصدود جهم . فأخذت الجارية الكتاب وأعطته إلى سيدها. فلما قرأت ذاك الكتاب هاج منها الوجد والغرام وكتبت له أيضا تقول: يا من تعلق قلبه بجمالنا ... أصبر لعلك في الهوى تحظى بنا لما علمنا أن حبك صادق ... وأصاب قلبك ما أصاب فؤادنا زدناك فوق الوصل مثله ... لكن منع الوصل من حجابنا وإذا تجلى الليل من فرط الهوى ... تتوقد النيران في أحجابنا وجت مضاجعنا الجنوب وربما ... قد برح التبريح في أجسامنا الفوض في شرع الهوى كتم الهوى ... لا ترفعوا المسبول من أستارنا.. هذا العاشق كان متألما وفي قلبه حب ونار لا تخمد إلا بوصال حبيبه: لأبي نواس: نضت عنها القميص لصب ماء ... فورد خدها فرط الحياء وقابلت الهواء وقد تعرت ... بمعتدل أرق من الهواء ومدت راحة كالماء منها ... إلى ماء معد في إناء فلما أن قضت وطرا وهمت ... على عجل إلى أخذ الرداء رأت شخص الرقيب على التداني ... فأسبلت الظلام على الضياء وغاب الصبح منها تحت ليل ... وظل الماء يقطر فوق ماء فسبحان الإله فقد براها ... كأحسن ما تكون من النساء . قال الرقاشي: أتسلوها وقلبك مستطار ... وقد منع القرار فلا فرار وقد تركتك صبا مستهام ... فتاة لا تزور ولا تزار ولت وأنثنت فيها وقالت ... كلام الليل يمحوه النهار . قال أبو مصعب: أما والله لو تجدين وجدي ... لما وسعتك في بغداد دار أما يكفيك أن العين عبرى ... ومن ذكراك في الأحشاء نار تبسمت بغير ضحك وقالت ... كلام الليل يمحوه النهار . قال أبو نواس: وخردا أقبلت في القصر سكرى ... ولكن زين السكر الوقار وهز الريح أردافا ثقالا ... وغصنا فيه رمان صغار وقد سقط الردا عن منكبيها ... من التخميش وأنحلل الأزار فقلت الوعد سيدتي فقالت ... كلام الليل يمحوه النهار . وقال أحدهم... أيا جيرة الشعب اليماني بحقكم صلوا أو مروا طيف الخيال يزور بعدتم ولم يبعد عن القلب حبكم وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور أحيباب قلبي هل سواكم لعلتي طبيب بداء العاشقين خبير وإني لمتسغن عن الكون دونكم وأما إليكم سادتي ففقير فجودوا بوصل فالزمان مفرق وأكثر عمر العاشقين قصير أعيروا عيوني نظرة من جمالكم فما كل من يغن الوصال يعير ولا تغلقوا الأبواب دوني لزلتي فأنتم كرام والكريم غفور وقد أثقلت ظهري الذنوب وإنما رجائي بغفار الذنوب كبير . صادق محمد عبد الكريم الدبش 18/ 2/2015م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمات الى رمز الأباء والشموخ ...الشهيد جمال الحيدري
-
خاطرة ...على أطلاقة نارية من مجهول ؟
-
تسائلني في منتصف العمر وفي أخر الطريق
-
تطور الفكر الديني
-
ماذا يروم ممثلين البعث في الحكومة والبرلمان
-
ليلى الأخيلية ...
-
مصائب قوم عند قوم فوائد
-
الى الرفيق الشهيد أسعد لعيبي
-
شئ من التاريخ ...
-
لا تسألني ..لمن تكتب ؟
-
خاطرة وتعليق في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي
-
مرور اسبوع على رحيل انعام الحمداني
-
ما اشبه اليوم بالبارحة
-
صورة أمرأة ريفية
-
اليكم أحبتي ..يا رفاق الأمس وما يساوركم من شكوك
-
رحيل المناضلة أنعام الحمداني ...أم عمار
-
الى النبل والفداء ...الى الشهداء الكرام
-
أسال الوطن ؟...كيف الخلاص والنجاة ...للعبور للشاطئ الأخر .
-
نستذكر الماضي ...وحاضرنا اليوم ؟
-
الى دمشق ...مدينة المدن
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|