|
الشهر 40 يوم
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 12:47
المحور:
كتابات ساخرة
الشهر 40 يوم
فجر هذا اليوم ، أيقظتني زوجتي ، وقالتِْ لي أن جارتنا أم زمن تريد ان تتحدث معي في أمر عاجل ، وحسّاس . طار النوم من شدّة الذعر . و استعرضتُ كل " بطولاتي " العاطفية السابقة خلال ثوان ، ثم شعرتُ بالأرتياح لأن سيرتي " الرومانسية " لا تتضمن أي خرق فاضح ، أو غير فاضح لـ " العلاقات الجيرانيّة " .. ابتداءاً من سياج بيتي ، وصولاً إلى سابع حيّ في بغداد .. وليس إلى سابع جار . مع ذلك كان القلق يساورني بصدد اسباب اللقاء العاجل مع أم زمن . وفي الساعة السابعة طلبتُ من زوجتي ان تستدعي صديقتها على الفور .. لحسم الأمور العالقة ، وان تجلس معنا اثناء اللقاء بصفة مراقب . دخلت أم زمن بيتنا ، هاشةً باشّةً ، على غير العادة . وقبل ان تقول صباح الخير .. بادرتني بالسؤال : اعرف انّك اقتصادي .. و " تحسبهه صح " . هل الشهر ممكن ان يحتسب على انه 40 يوما وليس 30 ؟ شعرت بفارق " الخبرة " و " العلم " و " المعرفة " ، ونظرت إلى زوجتي كطاووس ، وقلت : نعم يا أم زمن ، وذلك في حالات محدّدة كـ " نقص السيولة " ، و" الضرورات القصوى " التي تبيح " المحظورات القصوى " في الموازنة العامة للدولة بفعل انخفاض العائدات النفطية ، ولأنّ علينا جميعا كمواطنين صالحين ، ان نتقاسم هذا العبء مع الحكومة ، وأن " المقايضة بين الكفاءة والعدالة " تتطلب مقاربات ... وهنا قاطعتني أم زمن قائلة : أعرف ذلك . سمعته الف مرّة في التلفزيون .. وليس لدينا مشكلة في ذلك .. وقبل ان تقترح لي " سيناريوهات " لمواجهة " الأزمة النقدية " ( لأنّنا لانعاني من أزمة ماليّة ) ، فقد اتفقت مع أبو زمن ان لاندفع الأيجار إلاّ كل 40 يوما ، وكذلك قسط المولدة ( حتّى إذا انجلط جاسم أبو المولدة ) و ... لكنني اريد الأستفسار عن شيء آخر . - تفضّلي أم زمن . - اذا كان الشهر قد أصبح 40 يوما بدلاً من 30 .. فهذا يعني ان السنة فيها تسعة اشهر فقط .. صح ؟ - صح أم زمن . - وهذا يعني ان كل سنة من عمري ستنقص 3 أشهر ... صح ؟ - صح أم زمن . - واذا كان عمري الآن 40 عاماً ، فانّهُ سينقص 120 شهراً . - صح أم زمن . - وهذا يعني ان عمري الآن 30 عاماً .. وليس 40 . - صح أم زمن . - يبو فدوة أروحلك .. ولكل الأقتصاديين العراقيين . وخرجت أم زمن من البيت ، وهي هاشّةً باشّةً جداً . كانت تقبّل زوجتي بحميمية طافحة . زوجتي التي لا حظتُ انها كانت أكثر هشاشةً وبشاشةً من أم زمن بكثير . كنت انا الوحيد الذي لا يهشّ ولا ينّش .. في هذا الزمن العجيب .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيءٌ من الأسى .. في الركضِ وراء لُقمة الحُلم
-
حُمى - الضَنْك - في البرازيل واستراليا .. و حُمّى - الضَنَك
...
-
إحتفالٌ متأخّر .. بعيد الحُب
-
في - موقعة - التواصل الأجتماعي
-
راح نسوّي .. وراح نصير
-
العشاقُ يكرهونَ حظرَ التجوّل
-
حريم السلطان
-
نملةُ حياتي المدهشة
-
من قصص الموازنة العامة .. القصيرة جداً
-
إشكالية المدخلات والمخرجات والرؤى في الموازنة العامة للدولة
...
-
هموم عراقية - 3 -
-
في زمانٍ آخر .. بتوقيت غرينتش
-
الليل وقتٌ مُحايِد .. في الشتاء اللئيم
-
من - ألغاز - الموازنة العامة للدولة - الأتّحاديّة - لعام 201
...
-
امورٌ عاديّة .. في البلد العجيب
-
للبيتِ صوتٌ .. يُنادي الجنود
-
اقتصاد .. اقتصاد .. اقتصاد
-
دروع .. دروع .. دروع
-
طلقات .. طلقات .. طلقات
-
جمهوريات تكسير الأشياء الجميلة
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|