أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود عباس - ماتت الثورة!














المزيد.....

ماتت الثورة!


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 21:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ماتت ثورات الشرق! طمرت معها المفاهيم والشعارات التي حرضت الشعوب، خلفت الدمار، وخلقت المآسي، ولا تزال العبثية مستمرة، فرمت بالشعوب إلى جحيم المعاناة. على هذه الألاعيب الإعلامية، تستند الأنظمة الشمولية، أمثال سلطة بشار الأسد وإعلامه وأئمة ولاية الفقيه، وخليفة الثورة البلشفية، روسيا، يعرضون الماضي بكل شروره ويضعونها في موازين المقارنات مع الجاري.
والأخرين الذين ألصقتهم السلطات الشمولية بالثورات، وأتهمت بأنهم ذخيرتها، وقادة التكفيريين والإسلام السياسي روادها، صدقوا هؤلاء المقولة، وأصبحوا يكررون المفاهيم، وينشرونها بين الشعوب بخباثة، إلى أن سادت على الأغلبية من المجتمع الشرقي، بل وفي العالم الخارجي أيضا، أقتنع بها شريحة واسعة من المثقفين، وقادة الأحزاب الانتهازية، وتجار الحروب، وصدقت المنظمات الإسلامية الإرهابية الدعاية، وبرزت ذاتها على أنها ألهبت الثورات( يعنون ثوراتهم، حيث إسلامهم) وهم أصحابها، فأصبحوا يستنكرون مفاهيم الثورة الحقيقية، وروادها الأصليون، والذين فجروها وقادوها سلميا ولشهور، مثلما تفعلها الأنظمة الشمولية، وألغوا كل ما له علاقة بأهداف الثورة الشعبية الشبابية، الذين يدحضون جمود الفكر الديني وتزمت الإسلام السياسي، والمندرجة ضمن مفاهيم أسقاط الأنظمة وليست السلطات الشمولية وحدها.
ومن المحير أن هذه الدعاية الإعلامية تشعبت لأبعاد مخيفة، وبلغت سويات عليا لدى شريحة من المثقفين والسياسيين المستقلين، فنشروها بين الشعب كحقائق، ونحن هنا لا نتحدث عن مثقفي البلاط، ومريدي الأحزاب الشمولية والانتهازية، بل الذين ساندوا الثورة يوما، تغيروا وينشرون مفاهيم السلطات الشمولية والتكفيريين والمنظمات الإسلامية الإرهابية بدون إدراك، إلى أن اصبح الإنسان العادي يتحير في كيفية دحضها حتى ولو كان غير مقتنع بها، لأنهم غطوا على مدارك الأغلبية من المجتمع، تسندها الشرور والآثام وجحيم المعاناة التي خلفتها الأنظمة الشمولية، إلى جانب قدرة السلطات على تجنيد جيوش من الإعلاميين لتغذية الأفكار والانتقادات الموبوءة، وتنميتها بخباثة.
خلقوا التكتيك الإعلامي هذه، على خلفية صراعهم الفاشل والمهلك مع الشعب. وبعد تأكد السلطات المستبدة بأنها لن تتمكن الخلاص من حتمية السقوط، اشتغلت على دحض الخلفيات التي تستند عليها ثورات الشعوب، فنموا مفاهيم الإسلام المتطرف، وعلى أعتابها خلقوا المنظمات الإرهابية بعباءة الإسلام، ليشاركوهم في تدمير الوطن، وخلق الجحيم الأرضي، وعليه أفرزوا ظاهرة مقارنة الجاري المدمر بالماضي المستقر، وعرضت الذات بجمال هدوءه ولذة الاستقرار تحت شمولية الطغيان، والأوبئة التي كانت تنخر المجتمعات، والثقافة المليئة بالشرور، بما يجري اليوم على ساحات الوطن من الدمار والقتل والهجرة، وعبث المنظمات الإرهابية.
كما ونشروا الأفكار المناهضة للثورات، على معادلتين:
1-موتها وهي في مهدها، بيد الأحزاب ومنظمات الإسلام السياسي، والذي لا يقل فسادا وشرورا من السلطات الشمولية.
2-أو أسناد الحركات الشبابية وثورة الشعب، إلى قوى إرهابية تبغي التسلط على الأنظمة العلمانية، وتود إعادة الشعوب إلى عصر الظلمات، وتبيان عدمية الثورات في ظل طغيان الثقافة الدينية الخالقة للتكفيريين والإرهاب المتطرف. ولا شك الأنظمة قد بنت هذه الركيزة الفكرية الثقافية على مدى العقود الماضية، كدرب استثنائي للخروج عند مواجهة الشعوب.
بشار الأسد في صراعه مع المنظمات الإرهابية الإسلامية، يعيد تاريخ نيرون مع المسيحيين في روما، ويحرق بشار الأسد سوريا مفتخراً بالانتصار، مثلما أحرق نيرون روما متلذذاً. فكلما تزايد ضخامة القتل وحرق المدن، وتمزيق الأشلاء، يزداد بشار نشوة، وهي نفسها التي قيل عن طاغية روما (نيرون) ليس متلذذا بحرق المدينة بقدر ما كان يتلذذا بقتل الشعب على أنقاض روما، وهو الذي حرض المسيحيين فيها، بعد أن بلغوا قوة، ليجد تبريرا لقتل الشعب الذي ثار على استبداده، فحرك المسيحيين وحرضهم ليندرجوا ضمن الثورة ليس لتغيير نظام مستبد، بل ليصارعوه على السلطة، وهكذا خلق نيرون التبرير لمجازره. يتكرر اليوم المشهد في المدن السورية تجربة روما، وتبقى هناك الثورة السورية مشتعلة، على الجهتين، وبثوار يصارعون الثقافتين، ويناضلون من أجل سوريا جديدة قادمة.
التطابق واضح، وتبرز من خلال تباهي بشار الأسد في مقابلاته وحواراته عن انتصاراته على الإرهابيين، دون الانتباه إلى الألاف من الأطفال السوريين القتلى والمشردين في الأصقاع، والجائعين، وسوريا المدمرة، والجحيم الذي أغرق فيه الشعب بكليته. أنه يعكس جنون نيرون بكل أبعاده، مجرم مع شريحة وقوى تدعمه، جردوا من الإنسانية بمطلقها، ولا يحوي في ذاته سوى روح باحثة عن عوامل الحفاظ على استمرارية سلطته، فأمن بالشر والقتل والتدمير دروبا للبقاء، فلم تعد للإنسانية من وجود في داخله، مثلما هي معدومة عند المنظمات الإسلامية الإرهابية الذين يقتلون البشرية، على منصة الأديان ومرأى الألهة الذين يؤمنون بهم.
مات نيرون، وانحسرت المسيحية ضمن جدران الكنائس، وبلغت الثورة أهدافها ويعيش الشعب حراً. شرقنا يكرر تجربة التاريخ، في عصر ينعدم فيه الزمن وتتقلص الأبعاد المكانية وتنهار الجغرافيات السياسية.

ملاحظة: (لا تموت الثورات) موضوع البحث القادم.

. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السابع
- خدعة ابنتي براف.. قصة واقعية
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السادس
- ماذا فعل المربع الأمني في غربي كردستان؟ الجزء الخامس
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأخير
- لقاء داود أوغلوا ببشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثالث
- القاصرات والقاصرون بين السلاح الكردي والسياسة
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الثاني
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الرابع
- فيدرالية بشار الأسد
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأول
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثاني
- الإرهابي مخلص لإسلامه
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الأول
- المؤامرات السرية في الشرق الأوسط
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود- الجزء الثالث
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود -الجزء الأول


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود عباس - ماتت الثورة!