محمد يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:14
المحور:
الادب والفن
عندما حضرتنى البدايات
هاجمنى هاجس التكوين
أغلقت دائرة التفكير
أسلمت البصر لخطوط الضوء
من أين أتيت
ألى أين الذهاب
ومحطات الترحال
تأبى أن تجعل القلب
على رصيف السفر
وحيدا هى البداية
وحيدا فى غرفتى الضيقة
أشعل المصباح حتى أرى وجهه
على خيالات الجدران
داخل إطار الصورة
ذلك التكوين الذى أسر الفؤاد
وأضاع منى معنى البدايات
وأرتكنت إلى العمود الخرسانى
وأخذنى التفكير فى حجرة النوم
والجسدالمسجى فى لحظات النهش المستباح
فأغرقت عقلى فى أنهار الدمع
وعدت إلى خط البداية
وظهرت علامات النهاية
هل عندما أحضرت أجزائى إليك
كشفت عن كل عوراتى
وجعلت كل أيامى عارية بين يديك
وأسلمت وجهى إلى دائرة الضوء القرمزية
وتثأبت وأحضرت غطاء النوم
حتى تأتى إلى وقت الحلم ...
وتواردت كل الخواطر داخل معتقل التفكير
أفكارا عديمة الجدوى والتأثير
من أنت حتى تأسرينى دون دية
هل قررت أن تطرحينى على منصة الاعدام
وغابات السفانا المدارية مملوءة بالجثث العفنة
وجنود بنوشيه تملآ الشوارع
تصلب كل القلوب البكر
والآطفال الرضع على قارعة الطريق
فى إنتظار كوب الحلم وأرغفة الخبز
وكنت الوحيد فى محيط الدائرة أنتظر الحب
وجاء الحب الجميل يفتح ابواب القلب المسكوكة
على الوحدة
ضاعت الوحدة فى إحتضان الصوت للآذن
اليمنى
وأبادر فى كل صباح فى إستحضار عاطفتى المسجونة
وأفك الآسر تحت نيرات الصوت
أعلن فوق مأذن مدينتى القديمة
أحبك ....!!
تجمع الناس فى وقت الصلاة
والصوت الآحادى يأتى مكبرا من فوق صارى المأذنة
يهلل يكبر يقول ... أهواك ...
أيها الحب أنت صلاتى
تجمعوا ....
تعالت الاصوات قالوا مجنون
قلت نعم فى حبها أنا مجنون
وأدعوا الله فى حبها الا يبرأنى من هواها
وأظل دوما فى محيط هواها
هجمت الغربان السوداء على الرأس
تنهش ماتبقى من أجزاء الجمجمة
ضاعت الفكرة وصرخ السؤال
لما الظلم فوق أكتافى
ويلامس الليل ملامح الذهن
هل ألقى عليك سلام الوداع
أم ألقى إليك تحية الموت
وإذا أتى طائر الموت يخطف القلب أو الروح
لن يجد شيئا... فقد خطفت هى القلب
وهامت فى حبها الروح
لحظة إستجاب فيها القدر أو لم يستجب
لكنها الحقيقة والزمن المنتظر
وظهرت على الطريق علامات التعجب
ذهبت عنى لحظات الوعى
وأنطلقت زغاريد الفرح
حين أقبل وجهك الجميل
وأستسلم فى هدوء الانثى
وهاجت بى المشاعر عندما
هفهت جدائلك على الصدر
وفى أحضانى نامت شفتاك على شفتاى
وتلآلت الضحكة فى عينيك الجميلة
نعم لن أبعد عن دائرتك القرمزية
هواك جعلنى ذلك الاسير ...
أعشق الانسان إكتشافك فى داخل ذاتى
أغلقت كل الدوائر وأسلمت البصر لضوئك
وتحولت القبلة فى لحظات العبادة
وتهجد القلب فى صلاة حبك
وتنسم العقل تباريج الغد
لن أحيد عن ذلك الطريق
من فوق مأذن مدينتى القديمة
اطلقت النداء وأعلنت صرختى
إنى فى عشقك شهيد ... وفى حبك شهيد
وبإسمك أعلنت الشهادة
فى لحظة أن تحط الروح بين يديك الجميلة
#محمد_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟