أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مطلوب رأس الإعتدال














المزيد.....

مطلوب رأس الإعتدال


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مطلوب رأس الإعتدال
جعفر المظفر
قلبت بسرعة صفحات الفيسبوك لعلي أعثر على موضوعات ذات علاقة بإغتيال الشيخ قاسم الجنابي ولإبن أخيه وستة من مرافقيه فلم أعثر سوى على واحدة, ربما من مائة, توقفت عند تلك الحادثة الإجرامية وهي التي تفضل بها الأستاذ فلاح المشعل واضعا يده على جرح المأساة الحقيقية.
اليوم صار المطلوب هو رأس الإعتدال قبل رأس التطرف, فالتطرف مفيد لأنه يدعم مكانة وأهداف المتطرف على الجانب الآخر, والمعركة الحالية في العراق صارت تجري بهذا الإتجاه, وهي تحتاج إلى المتطرف على الجهة الأخرى ولا تحتاج إلى المعتدل. تحتاج إلى الداعشي الذي يدعم أخلاقيا وفقهيا وجود النقيض الطائفي على الطرف الآخر ولا تحتاج إلى سياسي يتحدث عن التسامح والمحبة والوحدة الوطنية.
إن عودة العراق الوطني الموحد لا بد وأن تمر من خلال ثقافة المحبة والتسامح والإتزان والإعتدال, وكل اشكال هذه الثقافة لا محل لها من الإعراب في ساحة بات من يقرر معاركها وأهدافها وخارطات طريقها قوى لا علاقة لها بالعراق.
أما قاسم الجنابي نفسه فليس غريبا أن تكون له مواقف ضد الكثير من قوى النظام الحالي التي جاءت بعد سقوط النظام السابق, لكن هل بالإمكان تأسيس نظرية سياسية ثابتة على خصومات تلك المرحلة. ولو أننا لو فتحنا أرشيف تلك المرحلة ذاتها فسنجد أن الصراع فيها كانت تتحكم فيه عوامل أعطت للجهة الأولى الحق في إعتبار الجهة الأخرى من (أزلام) النظام الصدامي, لكنها أعطت في الوقت نفسه الحق للجهة الأخرى أن تعتبر الخصم من أزلام الإحتلال, فعلى ماذا نؤسس نظريتنا إذن, على الأولى ام على الثانية أم على ثالثة تقول أن العراقيين قد نزفوا الكثير من الدماء وحيث بات من الضروري لهم ان يفهموا وأن يقتنعوا ان مستقبل العراق إنما يتحرك في مساحة الثقافة الثالثة, اي ثقافة التسامح والعفو والتصالح والإعتدال.
أما الشيخ قاسم فقد عرف في هذه المرحلة بتسامحه وتصالحه وميله لتهدئة النفوس في مناطق ما يسمى بحزام بغداد, لكنه عرف أيضا بخصومته مع أولئك الذين يعتقدون ان التأزيم هو بوابة الدخول إلى مرحلة إنجاز مهمة التطهير الطائفي, وإن الحرب تحت غطاء داعش إنما تصلح لخلق عراق على تفاصيلهم وبما يتفق مع مخططات وأهداف الصراع الإقليمي في المنطقة. ولقد حاول صديق لي أن يذكرني بان قاسم الجنابي لم يكن بعيدا عن حوادث إغتيالات حدثت في المحمودية في المرحلة التي تلت الإحتلال, غير أني سألته لماذا صَبر عليه قتلته كل هذه الفترة وكان بالإمكان إغتياله في فترات سابقة.
الحقيقة أن كثيرين كانوا قد إتخذوا مواقف في مراحل معينة إرتبطت بطبيعة المرحلة حينها, ومنهم أولئك الذين جاهدوا من أجل طرد القاعدة من الأنبار وصاروا مقاتلين فيما أصطلح على تسميته بالصحوات, أما اليوم فإن العشائر المتصدية لداعش هي عناصر سنية عراقية, وليست هندية من قبائل أمريكا اللاتينية, وقد كانت تحتل مواقع لها في ساحات الإعتصام الذين تفضل علينا السيد هادي العامري في خطابه الأخير إلى ضرورة إعتبارهم جميعا داعشيين ومحاكمتهم على أساس هذه التهمة.
لكن على الجهة الأخرى ما زالت دماء المئات من عشيرة أبو نمر الذين قتلتهم داعش لم تجف بعد, كما وإلتحق بهم شهداء من عشائر اخرى, وماذا سنقول لمئات المقاتلين في الموصل الذين سينضمون لحملة تحريرها من داعش. هل سنمنعهم بحجة موقفهم السلبي من الجيش الذي كان هناك, أم أن موقفهم الجهادي اللاحق سيدعونا إلى مراجعة موقفهم السابق ذاك على معطى إستعدادهم الإستشهادي من أجل إعادة الموصل إلى العراق. بل ما الذي سيجعلهم ضد داعش غير إعتقادهم بأمان سيعقب التحرير وبعودة نينوى إلى عراق موحد متآخي. أم ترانا سنخطأ القول حينما نشير أن احد اسباب اللجوء إلى داعش هو الخوف من الآخر الطائفي.
استطيع أن اقول أن جريمتهم الميليشياوية الأخيرة إستهدفت رأس قاسم المعتدل حاليا وليس قاسم المتطرف سابقا, رأس قاسم الصديق حاليا وليس رأس قاسم العدو سابقا, وكان في مقدمة من إستهدفتهم رئيس الوزراء الحالي العبادي نفسه لأن نجاحه في تحقيق السلم الإجتماعي سيتعارض بكل تأكيد مع كل مخطط محلي أو إقليمي يزمع الهيمنة على الساحة العراقية أو ينوي تجميع الأوراق على طاولة التفاوضات مع القوى الدولية الأخرى, مثلما هو يستهدف أيضا وقف بناء حقائق تدين سياسة سلفه نوري المالكي وتسهل عودته أو الإنتصار لنهجه. وجريمة كهذه لم تنفذ إلا لأن الجهة التي تقف وراءها باتت تظن ان خصومة الشيخ المعتدلة هي التي صارت تتعارض مع منطق تفعيل الطائفية والفتل العنصري وحملات التطهير من مناطق باتت هناك حاجة اساسية فيها لعدو متطرف بدلا من صديق أو خصم معتدل, ولهذا صار من يحمل وردة على الطرف الآخر أخطر ممن يحمل السلاح.
ليس المطلوب أن اكون جنابيا أو سنيا لكي أنتصر لقاسم الجنابي .. فقط علي أن أكون عراقيا, وقبلها أن أكون إنسانا.
أما الفيسبوك فلا تحولوه إلى طريق هروب عن التعاطي مع أهم المشاكل اليومية التي تعترض حياتكم.
وإذ ليس المطلوب أن يكون كتاب سياسة فهو ليس مطلوبا منه أن يكون حقنة تخدير



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول جريمة شابل هيل وطريقة التعامل معها
- علمانيون ولكن ضد العلمانية
- ليس دفاعا عن الإسلام .. ولكن !
- هل داعش لوحدها من يتآمر على الإسلام
- العلمانية عراقيا .. حاجة بقاء وليست حاجة تطور فقط
- بمناسبة عودة وفد التعزية العراقي للسعودية غانما مُصَّفَرا
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالرزاق عبدالواحد (2)
- الجواهري عظيم رغم أنف السياسة وكذلك عبدالزاق عبدالواحد
- بين السماء والأرض .. حكاية الوطن الضائع
- حينما يكون الخلل في الإعتدال لا في التطرف
- حرية التعبير بين خطر الإرهاب وخطر التقديس
- جريمة باريس .. عنا وعن حرية التعبير أتحدث
- عملية باريس الإرهابية .. هل هي مؤامرة صهيونية بأياد مسلمة ؟!
- دكتور جيكل والمستر هايد
- بين مانديلا وعامر الخزاعي
- كيف تربح المعركة وتخسر الحرب
- الطبعة العراقية لسانتا كلوز
- قصة وقصيدة وشاعر
- بين أمريكا والعراق .. حديث عن السود والبيض والشيعة والسنة
- قصة هزيمتين .. من الكويت إلى نينوى


المزيد.....




- رجل حاول إحراق صالون حلاقة لكن حصل ما لم يتوقعه.. شاهد ما حد ...
- حركة -السلام الآن-: إسرائيل تقيم مستوطنة جديدة ستعزل الفلسطي ...
- منعطف جديد بين نتنياهو وغالانت يبرز عمق الخلاف بينهما
- قرارات وقرارات مضادة.. البعثة الأممية تدعو الليبيين للحوار
- سعودي يدخل موسوعة -غينيس- بعد ربطه 444 جهاز ألعاب على شاشة و ...
- معضلة بايدن.. انتقام إيران وجنون زيلينسكي
- بيان روسي عن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى
- -كتائب المجاهدين- تستهدف القوات الإسرائيلية بقذائف هاون من ا ...
- إعلام عبري يكشف عن خرق أمني خطير لوحدة استخباراتية حساسة في ...
- ليبيا.. انتقادات لتلسيم صالح قيادة الجيش


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مطلوب رأس الإعتدال