وسام رامز قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 13:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تعاني داعش حاليآ،في العراق حيث رحم ولادتها من تعثر مشروعها و تبدد مساحة سيطرتها و تكبد خسائر ضخمة، بشرية و مادية. و في سوريا حيث بداية نضخها، من جمود الجبهة و عدم تحقيقها لإنجازات تذكر و لاسيما بعد فشلها في إسقاط مطار دير الزور.
في ازاء هذا التعثر و الجمود و بعد إعتياد جمهورها المتعطش للدماء التي لطالما سكر و انتشى من قصصها و سير أعلامها على ألسنة دعاة السلفية الجهادية و عاش حالماً ليوم يشاهدها و يشارك بها و يعيش أمجادها الموهومة الماضوية في حياته.
ولأجل الحفاظ على هالة الرعب الوهمية التي تشكلت في مرحلة سابقة والتي سرعان ما تبددت بنسبة كبيرة و تحولت الى عامل تحفيزي و تحريضي للأخرين بقتال الدواعش بكل شراسة.
على ضوء ما سبق و بالامكان إضافة أسباب أخرى، باتت داعش رهينة الحاجة لتسليط الأضواء عليها بشكل المستمر والظهور المتكرر بمظهر المنتصرين والفاتحين والمرهبين عبر تقديم إنتصار أو انجاز ما أو صدمة ما ،كل بضعة أيام معدودات.
وحيث أن الحدث الذي يساهم بتسليط الأضواء بات صعباً في العراق و سوريا ولبنان ،لا بديل لها إلا بالاستفادة من ميادين قتالية فرعية في بلدان شمال افريقيا، لتعويض النقص الحاصل. ولو كان ذلك عبر أعمال بمنتهى الجبن والحقارة، كما حصل باختطاف 21عاملاً مصرياً و ذبحهم على الشاطئ الليبي. و تقديمه بصورة بطولية مدعمة بالتصوير والمونتاج الاحترافي.
واقعاً، الافعال الوحشية التي قامت بها داعش في الآونة الاخيرة ، تدل على مدى المأزق الذي تعيشه و الظرف المكبل و الخانق حولها، الذي جعلها بشكل مثير للشفقة بأن تصطنع بالأمس إنجاز وهمي حقير بدماء أبرياء عزل لا حول ولا قوة لهم.
#وسام_رامز_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟