واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 18:46
المحور:
الادب والفن
واثق الجلبي
أ ... أنــام ؟
سؤال يحيرني ويقلق راحة البلابل .. أانام ؟ ليس النوم الذي اعتاده الناس .. من قبيل ان النائم نصف او شبه ميت .. لا .. لكنه نوع من النوم الذي يحلم بارتكابه كل عاشق .. عندما يتحول النوم الى طريقة عيش موازية لما هو متعارف عليه .. النوم الذي يكون واقعا ابديا ازليا من غير تواجد لأي نوع من الكراهية والحقد .. أانام ؟ نومٌ بحثت عنه طويلا بين مخاوف الظنون وارتباك وسائط الحب .. نوم احس به يراقبني عن كثب لكنه خائف من ان اصدمه .. الاشجار تلك المخلوقات الحالمة التي عاشت هذا النوع من النوم إسالوها .. ربما تجيبكم كما اجابتني وانا احاول ان انام مثلها .. الشجرة تنام كما احلم انا بالضبط .. اما كيف ولماذا وكيف .. فلا تسألوني واسألوا الشجرة .. الشجرة حب دائم بلا مواجع وبلا عنف .. هل سمعتم عن شجرة عنيفة أو شجرة تريد ان تسيطر على العالم ؟ لا وجود لشجرة نابلونية او هتلرية .. الشجرة رمز للسلام والنوم اليقظ .. هل فكرت يوما ان تكون شجرة فقط .. لها ظلها وظل من استظل بفيئها .. وان لم تكن مثمرة فثمرتها الهدوء والسكينة وصد هجمات اشعة الشمس .. وتنقية الهواء .. الشجرة ثابتتة الجذور صامدة بوجه الاعاصير تبكي بصمت لها بيت الاحزان من غير اسوار .. الشجرة دمعة عشق الهي نزفت احساسا بلا صوت .. ما اجمل الشجرة وهي نائمة وقائمة وجالسة وهي مبتهجة بالهيل والهيلمان .. الشجرة تحتضن العصفور والصقر والبلبل والكروان .. وفيها من الحشرات ما فيها .. لكنها تلم الجميع بطمأنينة وحب .. جرب ان تكون شجرة يحبها الجميع وتحتضن الكل .. إيه من احساس الشجرة .. متدفق كالحياة مستوفز كالافعوان نافج حضنيه متوثب كالاسد .. كل هذا والشجرة نائمة .. فما أجمل هذا النوم المغطى بالشكولاتة .. جميلة انت ايتها الشجرة السامقة .. أأنام مثلك ؟ ام انه حلم كباقي الاحلام التي يغط بها عقلي ؟ ايتها الشجرة سلاما .. او وداعا ؟ لا أدري ربما اتوجه الى ظلك متقربا الى النوم الذي احلم به .. صدقيني احسست بك كما لم أحس بشيء من قبل ..
[email protected]
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟