أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عبدالوهاب حسين - سملوجيا الغياب قراءة في صمتي جميل يحب الكلام للشاعر حسن رحيم الخرساني














المزيد.....

سملوجيا الغياب قراءة في صمتي جميل يحب الكلام للشاعر حسن رحيم الخرساني


عبد الرزاق عبدالوهاب حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


للنص سلطة مستبدة تنتزع اعترافنا به وتكتفي تلك السلطة بتحديد تجريدها المعنوي لنذوب فيه تاركين تمددنا المعرفي يقاوم مساحة انوجاده واعتقاله في تقليد النص وقيوده الاسرة المشبعة بقصدية المعنى.. وربما اللغة هو الاندفاع الاول في صيرورة تلك الهواجس التي نحملها ضد او مع تلك السلطة ..
فاللغة لم تعد تتوقف عند كلمات النص وتحليلها في مستويات الدرس اللغوي صوتا ونحوا وصرفا ودلالة فقط بل هي جزء فعلي من واقع بلحمه ودمه. ويأتي كل ما له افتراض على مستوى علم لغة النص ليحيل اقترانه بمديات اوسع من علوم انسانية شتى. لذلك تعد هذه التقدمة المنلوج الداخلي الاكثر تحديا لفكرة صيرورة المعاني والتحامها بالفكرة الكلية الوجود للانسان وسبقه في تحديد انوجادها كمتعين خطابي نصي فعلم النص لم يعد كما سبق لنا وصفه يعنى بالمتتالية اللغوية او حتى اتساع وجودها لمستوى ما دون اقتحامها للمطابقة النفسية للنص ونسبة ذلك التطابق للمعنى او الفكرة المراد الافصاح عنها عبر(الكلام النفسي) وبذلك اصبح من غير المعقول ان لا يكون التأريخ بمتسعته المثلوجية والفلسفية افتراضا للمعاني التي يحكمها النص بفراره من مستلزمات الركون او الاستسلام لمهادنة حدود فراغ اللغة ذاتها من نهاية كتابة النص وعودتها من جديد لتحميل معجم المعاني بدلالات اكثر خطورة مما سبق للوعي القرائي الانساني . فاللغة هاهنا تمثل مثلوجيا مشهد توالي النواح واستمراره عند عبدة (اودنيس)بتأكيد استمراها على انتاج ثقافة الهرب من وجه الفناء والاحتماء بفكرة الانبعاث ولعل من مسببات ذلك الانتاج المتكرر للمعاني الاشكالوية لمعنى متوالية الموت - الحياة مثلا.. او الوجود و العدم الخ من الثنائيات الوجودية الكبرى ... بذلك استولى الشعر دون غيره على خاصية انبعاث اللغة والتمرد على انساقها اللغوية طبعا ليحدد للنص السلطة في تفجير المعنى وكذلك بعثه للخشية في اسئلة القلق الكبرى وتصنيفه لردة الخوف فينا .....
انا لغة اعرفها.... تعرفني لغتي
ادخلها من جسد اخر
تكره لغة الحرب
تبكي وتنام
لغة تمشي وتفكر....
الشاعر الذي امتحن مشارب وجوديته حسن رحيم الخرساني بمجموعته الموسومة (صمتي جميل يحب الكلام)
والناقد جاسم محمد جاسم بدراسته الاسلوبية والتي لم يخرج فيها عن امتحان اللوعة والتبرج بمفاهيم الغربة والاغتراب.فقد رأى السيد الناقد ان الغربة التي هي وجه يرتديه الشاعر دون خلاصه مما يلحق به من ذكريات وانسحاقه تحت وطأة الافرازات الحضارية دليل على قلقه اي الشاعر من ذلك العالم الذي يرفضه ...متناسيا ان قدرة الشاعر ذاته تبدت وبشكل جلي على انه قادر فعلا على توجيه خطابه الشعري بعرقلة سنن اللغة في المنظور الوظيفي وعرقلة وظيفتها الفطرية بالابتعاد عن الكلمات الغير دالة على اختزالها للتواريخ والحوادث مثلوجيا فهو يعلم اي الشاعر ان اي مفهوم لايمكن ان يكون الا ثقافيا فشرط الوجود خلق الحرص بالمحافظة عليه ...
وان اي استلاب بالابتعاد عن خصائص التأمل الشعري سيلقي بظلاله قاسيا على استمرار استنطاق جدله الشعري بكيفية الخلاص مماهو اشكالوي كالموت كما اسلفنا فالشاعر حسن رحيم وهو المغترب ابتعاد وهربا بمسافة عن الموت في بلده يعلم ان رؤاه تمكث في الهم اليومي لتلك الاحداث النازفة ... لذا ان تأكيده على ابطال فكرة الثنائية القائمة بين الموت والحياة على اساس الموت لايناقض الحياة بل انه وجهها الاخر افرغ تماما مصاديق الكلمات المجردة من مفاهيم تو قعنا لها منفردة او على شكل انساق بسيطة.
(هواء ينوح وموتى يسبحون بين الشفق
وهذا النفق هو الطائر المستمر.........)
وهاهو الشاعر بامكانية رائعة يتجاوز الامكانات الخبرية الجاهزة ليتوج معنى الهابطين الى العالم السفلي وهم يشربون بطريقهم من نبع النسيان فاي التحام لتلك الروح الهائمة للشاعر وهي تبحث عن ذلك النبع باغترابها وبعدها عن الحياة التي كان يعيش.. انه يبتكر نسقه الاسطوري في مواجهة الغربة والموت اعتمادا على ملكاته الوجدانية والعقلية واللاشعورية... فخشيته من الموت بالرحيل رحيل الشاعر وتمنيه في ذات الوقت لاستمراره بتذكر مايلزم وجود الموت فيه.
(معي طلقة اخرى
وزنبقة.... وطفلة
معي حزن لأرملة
وصوت غائب مني..... ونخلة)
تلك حقائقه موجوداته الكلية والتي لايمكن اغفالها حتما فالحقيقة التي لاتعرفها ضائعة كما يقول كيركجارد واني انا اموت تأكيدا للنزف المستمر في طريق اللاعودة والتوجه حثيثا لنبع النسيان الموت وهو يتوج رحلة الشاعر وتصاعدها في تجربته..
وما كرسه الشاعر حسن رحيم في بعض نصوصه من تكرار مثل
تجهض الريح......
تجهض الريح...وهكذا)
وارسموا للشوارع العطش كي ينام الهواء
وارسموا للطائرات نهار الطفولة
ارسموا للقذائف.........
ارسمواللغزاة قلبا من المطر)
وهنا انعطاف امثل شكله الشاعر بقصدية اسلوبية لقاعدة نصية تنظر لمعدل التكرار لبعض العناصر اللغوية والذي يتكرر بشكل ملحوض اكثر من غيره يعول عليه الشاعر للانطلاق الى حيث يكتمل اندماجه بقدرة التوظيف اللفظي... الذي يسعه ان يكون مجالا تحليليا اوسع للاستقراء والمبالغة في الجانب الدلالي



#عبد_الرزاق_عبدالوهاب_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول المقطع الخامس
- غياب بؤرة العمل ثيمة كبرى في شكلانية الرواية قراءة في طلياني ...
- نصوص لاتصلح للنشر التحول....المقطع 3
- جماجم العائلة
- عبقرية الموت وجنون الشاعر (الموت وحدة كلية الاشكال) جدلية ال ...
- نصوص لاتصلح للنشر ---------------------- التحول( المقدمة)
- الجزء الثالث لذة النص وازمة القراءءةالجزء الاول منصف البرايك ...
- الجزء الثاني الردة المعرفية والتوصيف الدلالي -- خسوف القمر و ...
- قراءة في محمد محقق للمجموعة الموسومة نبض من وتر الذاكرة الجز ...


المزيد.....




- مصر.. إحالة الفنان عمرو دياب إلى المحاكمة العاجلة
- الروائي الفائز بكتارا يوسف حسين: الكتابة تصف ما لا تكشفه الص ...
- الموسيقى تواجه أصوات الحرب في غزة
- بسبب المرسوم 54.. عمران: رقابة السلطة تكبل الكاريكاتير في تو ...
- أشبه بالأفلام.. هروب 43 قردًا من منشأة أبحاث والشرطة تحاول ا ...
- 50 دولة تشارك في المهرجان السينمائي الطلابي الدولي الـ44 في ...
- فرح قاسم: فيلم -نحن في الداخل- وثائقي شخصي عن الحب والوداع ب ...
- العثور على جثة نجم كوري شهير وسط شبهات حول انتحاره (صور)
- “يلا نغني مع لولو” تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات… ...
- عودة المسرح في ليبيا: أمل في مستقبل أكثر دعما وإبداعا


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق عبدالوهاب حسين - سملوجيا الغياب قراءة في صمتي جميل يحب الكلام للشاعر حسن رحيم الخرساني