أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - ما أصعب فراق الأخ!














المزيد.....


ما أصعب فراق الأخ!


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 11:27
المحور: القضية الفلسطينية
    



كان والدي –رحمه الله- يردّد عبارة "العرش ما صاح إلّا من قول واخيّاه" وها نحن نودّع أخانا طه على حين غرّة وداعا لا لقاء بعده...ودعناه دون أن نتمكن من طبع قبلتين على وجنتيه، ونحن نودّعه الوداع الأخير، فقد توفي بجلطة دماغيّة مفاجئة، أعقبتها جلطة قلبيّة، أعيت الأطباء...أثناء زيارته لأبنائه في مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الأمريكيّة، ولم يكن لنا خيار سوى مواراته التّراب في المقبرة الاسلاميّة هناك، وهذه واحدة من مظالم الاحتلال الكثيرة، عندما لم يسمح بعودته ليوارى جثمانه في مقبرة البلدة التي تطلّ على القدس، بجانب والديه وأجداده، وبهذا لم نستطع تحقيق وصيّته بأن يوارى الثّرى في مدينته القدس.
لقد أورثتنا برحيلك يا أبا إيّاد حزنا كبيرا، بموتك المفاجئ، فهل كنت تتوقّع موتك عندما زرتنا قبل شهرين، وكنت تكثر من الحديث عن الموت، وعن رغبتك بأن تدفن في القدس؟ وهل جئتنا زائرا أم مودّعا؟ وهل توكيلك لمحام كي تستردّ بطاقة هويتّك التي تسمح لك بالاقامة في بيتك بين أهلك لتكون شاهدا على جرائم الاحتلال الذي يتعامل مع أبناء شعبك في القدس على أنّهم مقيمون في مدينتهم التي توارثوها عن الآباء والأجداد منذ آلاف السّنين كمقيمين، حتى تحين ساعة طردهم من بيوتهم لاحلال غرباء مكانهم، هل كنت تشعر بقرب المنيّة وبالخوف من البعد عن مدينتك التي أحببت حتى فعلت ذلك؟
كانت زيارتك لأمريكا عابرة على أمل العودة في حزيران القادم للعيش الدّائم في أرض الوطن، لكنّ الأمور انعكست على غير إرادة منك أو من غيرك، لتؤكّد من جديد أنّ" "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". لتصبح إقامتك الدّائمة في باطن الأرض الأمريكيّة، لتبكي بواكي وتترك حزنا لا ينمحي، فنم قرير العين، فكلّ الأحياء مصيرهم الموت...وهذا عزاؤنا بوفاتك المفاجئة.
أتذكر يا طه كيف عشنا سويّا طفولة ذبيحة وشبابا معذّبّا؟ أتذكر كيف كنّا نمارس شقاوة الطفولة فنتشاجر ونلعب ونلهو ونضحك ونبكي، ثمّ لا نلبث أن نجتمع على مائدة واحدة وننام في غرفة واحدة، لكنّ ضرورة العيش فرّقت شملنا، ليعيش كلّ منّا في بلد آخر بعد أن وقع وطننا تحت احتلال بغيض استهدف البشر والشّجر والحجر...كانت أمنيتك أن تعيش في وطن حرّ سعيد...وبقيت أمنيتك مؤجّلة إلى حين...لكنّها بالتّأكيد ستتحقّق في قادم الأيّام...عندها ستتحقّق أمنيتك بعودة رفاتك إلى حيث كنت تريد. وهل قدر الفلسطينيّين أن يعيشوا مشتّتين بعيدين عن وطنهم؟
أخي الغالي طه...والله إن العين لتدمع، والقلب يبكي حزنا على فراقك، لكنّه الموت الذي لا يستطيع أحد ردّه أو كبح جماحه...فنم نومتك الأخيرة هادئا...ولك الرّحمة والمجد.
15-2-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- لا بواكي للعرب والمسلمين
- برد وفاء ابريوش الدّافئ
- رواية أهل الجبل في اليوم السّابع
- ضحك ولعب ...دموع وحرب لسما حسن
- بدون مؤاخذة-المسلم القدوة ومسلمو الدّواعش
- بدون مؤاخذة- الدّواعش إلى أين؟
- بدون مؤاخذة: جريمة غاية في البشاعة
- بدون مؤاخذة- تشويه الاسلام والمسلمين
- بدون مؤاخذة- القتل باسم الله
- رواية مديح لنساء العائلة في اليوم السّابع
- توازن الرعب والانتخابات الاسرائيلية
- محمود شقير ومديح لنساء العائلة
- الحصاد رواية للأطفال
- بدون مؤاخذة- التظاهر ضد الارهاب
- يوميات الحزن الدّامي-رهف...ماجد...هبة
- يوميّات الحزن الدّامي-لا يعنيهم
- يوميّات الحزن الدّامي-موت ولعب
- بدون مؤاخذة- اختلاف الثقافات والدّين
- يوميّات الحزن الدّامي-عربان وعروبة
- العصفورة الخرساء والعبر المستفادة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - ما أصعب فراق الأخ!