أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2














المزيد.....

الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2

هذه الجمهورية فوق أنها كانت خلاف العرف الرباني ومسميات الشكل الحاكم تاريخيا قد خالفت القرآن في تبني منهج متقلب لم يقم على قاعدة دستورية واحدة حيث أن حكم الله واحد لا تجد فيه أختلافا كثيرا ,كانت الأولى كتجربة كما يزعم المؤرخون والسياسيون المسلمين أنتخاب من أهل الحل والربط في سقيفة بني ساعده وهذا أمر طبيعي لأن الأصل التي قامت عليه دولة الخليفة أصل مدني وليس أتباعا للنص ,في حين تحولت التجربة الثانية للوصاية والإدلاء للخلف وعاد في التجربة الثالثة إلى حصر الولاية بالنخبة التي تختار نيابة عن الشعب وأخيرا جاءت بالأختيار المباشر .
هذا التناقض يؤكد لحقيقتين الأولى غياب حقيقي لكل نص أو منهج جاد وكامل في تكوين الدولة الإسلامية بالشكل الذي جرى وأرى فيه واحدا من البدع التي لا تغتفر للمسلمين الذين أحدثوا في أمر الله ما لم ينزل به من سلطان معتمدين على فكرة تجردهم أصلا من إدعائهم إسلامية الدولة (وأمرهم شورى بينهم) إذا أمرهم وليس أمر وحكم الله , والنقطة الثانية هو عدم نجاح المسلمين مع تعدد التجارب المتنوعة أن يصلوا لتأسيس ملامح ورؤية دولة بناء على أمرهم شورى ,فلا هم أتبعوا النص ولا هم أتبعوا الشورى وفشلا في الخيارين فشلا ذريعا يدفع ثمنه عامة المسلمين لليوم .
كل الأنظمة التي جاءت بعد جمهورية الخلافة من مبايعة معاوية وأنتهاءً بأخر دولة أعلنت الخلافة كانت كلها ملكية فردية شعارها الإسلام ولم تبني حكما واحدا على قاعدة إسلامية لا في التوصيف ولا بالتنصيب , الملكية التي كانت في بني إسرائيل والتي قلنا عنها كانت خيار الله لا يمكن ان تقرن بهذه الملكيات التي انشأت تحت شعار الطاعة للبر والتقي وليس على شعار ضرورة الأنتظام الأجتماعي برأس بر أو فاجر , هذه الملكية طغيانية لا علاقة لها بالدين ولا بالقيم الديني التي من أهمها العدل والمساواة والتقوى والمصلحة الشمولية ,كانت هذه الممالك مجرد أحتيال على النص وتبريرا به للطغيان النفسي الأناوي المتمدد والمتضخم ليس إلا .
فهي لم تبني وجودها على نص أو حكم فهمي ولا على ما دار من تداول للسلطة في جمهورية الخلفاء ولا بررت وجودها بمفاهيم إسلامية تبيح لها الحكم باسم الله كما حدث في حياة الرسول صل الله عليه وأله وسلم كان مبرر القيادة معتبر وحقيقي ولازم وحتمي إنه يعمل للتبليغ والهداية وبسط الرسالة حتى تكتمل وينتهي الدور بأكتمال المهمة ,الممالك اللاحقة لم يناط بها مثل هذه المهمة وإنما نشأت كباقي الممالك التي لها أما جذور جنسية كمملكة كسرى والروم أو جذور من فهم خاطئ ومشابه لما فعل المسلمون بعد جمهورية الخلفاء .
في التجارب اللاحقة لمملكة الخلفاء المسلمين أعلنت دول إسلامية بين جمهوريات وملكيات وكلها لم تطرح نموذجا مميزا في شكل وإدارة الدولة يجعلها في وضع مميز بالكونية والتكيف فيما يخص علاقة الحاكم والمحكوم بالدين , لا اللملكة السعودية التي أعلنت عن إسلامية حكما قد حققت ولو جزئية من أحكام الإسلام ولا جمهورية الولي الفقيه قدمت نموذج جديد وأصيل , المسألة لا تتعدى تطبيق رؤية شخصية أجتهادية في قراءة النص دون أن تحتكم لروح الرسالة ومقاصد الرب من قيامها , فلا فرق بين مملكة ال سعود الأصولية ومملكة المغرب الليبرالية كلاهما يسيران وفق رؤية بشرية الملك فيها هو الحاكم بدل الله وهو صاحب التقرير والتشريع كما لا فرق بين جمهورية الفقيه الأصولية وجمهورية مصر العلمانية في مسائل النظام والتنظيم والحقوق والواجبات.
دولة الإسلام هي دولة الإنسان المجرد من عنوانه الديني والتي تؤمن أن هدف كل أجتماع ومجتمع هو صيانة خيارات الإنسان الحرة حتى يتمكن من الوصول للإيمان بعقل منفتح وحرية ترسم له صدق الإيمان ,دولة الإسلام هي التي تمنح المسلم كما تمنح غيره مقدمة إنسانية هي أن الله خالق الجميع وأن وظيفة الملك أو الحاكم الإسلامي حماية الإنسان لأنه ينوب عن قوة السماء في تولي هذه المهمة على الأرض لأنها تعتمد على قاعدة كلكم من آدم وأدم من تراب فلا يصح التفريق على أساس هو في الأصل خفي غير معلن إلا ما يتراءى للناس وقد يكون مخالفا تماما لما في الداخل , لذا كان الحكم الرباني البناء على الظاهر وترك الباطن لله لأنه هو الأعلم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2