|
قصة ليست قصيرة
سوسن أحمد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 00:34
المحور:
كتابات ساخرة
كم دارت معارك مابين الأسد الأصهب والأحمر ، كلاهما يريد سيادة الغابة مطلقة لذاتهِ ، ولو كلفه الأمر أن لايبقي فيها سواه ، كانا قد قرءا ، كل أساطير القرود التي دونوها على لحاء الشجر في فقه الموز ، وأصل وجوده ، وتأثيره الغير محصور في الجوع والجائعين ، إلى ماقبل وجوده ومابعد كل أثر متوقع له ، ولأن للقرود يداً طولى في استنباط الأثر لخفة حركتها وتنقلها من المعقول إلى اللامعقول ،استطاعت إقناع الواقع والخيال بكل ما دونت من رؤىً لم تستند فيها إلا على مشاهداتٍ حاولت تفسيرها بتأثيراتها المفترضة والواضحة للعيان ، تلك المشاهدان الي أثارت فيها الاستغراب والحيرة ، حد محاولة فهمها ، ولو على حساب التصورات الأسطورية المتخيلة بحسب ماأعطى الواقع من صور لاحيلة لهم فيها ، حتى تعدت القرود فقه الموز ، إلى فقه كل اخضرار أو يباس ، وفي كل مالم يتضح لها ، رمت بدائه وعلته إلى فقه الغيب الذي لاتستطيعه ، وأفتت أنه لن يستطيعه أحد ، لأنه علم البذرة المتخفية في غياهب التراب . وحتى مابدا لها ، قالت فيهِ غيبٌ لانستطيعه . ومن تلك الأساطير ، انطلق الأسد الأصهب والأحمر إلى تخوم الغابة يستطلعانها ، كل منهما منفرد بنفسه بداية ، يقتل من يقتل ، ويبقي من يبقي ، في مجموعات من الحيوانات ، بعضها المقتول أعلن الانفصال ، والباقي كان قد تآلف مع أحدهما ليبقى على قيد الموت المؤجل في حياة يمنحها لأحد الأسدين وسيادنه على أرض الغابة . ورغم معرفة الجميع بتلك الأساطير ، إلا أن كل مجموعة اتخذت لها أسطورة توافق رؤاها في التصور عقيدة لها ، ورغم الاختلاف ، لم تستطع مجاميع الحيوانات إلا الانضواء تحت سيطرة أحد الأسدين ، لأن صوت الحياة فيها كان غالباً على قناعاتها بتلك الأساطير ، وبقي الحال قروناً ، ظهرت خلالها الكثير من الرؤى التي تدعو إلى الحياة ، مماأثر سلباً على إرادة الأسدين ، فطفقا يبحثان عن حلقة أضعف ، يمرران من خلالها مقاصدهما ، باتفاق مرة ، وباختلاف أخرى ، حتى اهتديا إلى حمارين ، يتنازعان حول بركة الماء ،،التي تسقي الغابة ،، فقالا بصوت أسمعهما ،،" نعم هو الماء " ، وباتفاق هذه المرة ، ربطاهما حول البركة في مسافةٍ تضمن عدم تلاقيهما ، وتركاهما إلى اليوم يدوران حولها ، فلاهما بالغا الماء ، ولامبلغيهِ لأحد ، ولاهما في حلٍّ من هذه المطحنة الدائرة بهما وهماً ، فيما لو أفاقا من دوامتهما ، أن الماء للجميع كالحياة ، ولايحتاج أساطيراً تفسره ، ولايحتاج وصياً عليه ، وإلى اليوم لم يتفقه الحمارين في الماء الذي يدوران حوله ، ليقضما الحبل ، ويقطعانه ، ويجعلا الماء ، هبة كما هو ،، للجميع ، وللحياة ، وقد كانت القرود ، قد انقرضت .
#سوسن_أحمد_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوستالجيا
-
فتاةُ الشرق
-
دعابات قاتلة
-
غمامة الإبداع
-
حكاية ..
-
ثكلى
-
ابن الشآم
-
سوريون
المزيد.....
-
لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ
...
-
بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع
...
-
مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا
...
-
مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر
...
-
عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا
...
-
قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
-
بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
-
وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
-
فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..إما أن نَنتَصر أو ن
...
-
مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|