موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 00:30
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
:: تكلمة ::
في الفصل السابع / الثورة العلمية التكنولوجية مرحلة جديدة في تطور الفكر و الممارسة الإنسانية :
(ثالثا) عولمة الكفاح الفكري :
فتبدأ الدكتورة بالقول : { يحتل الكفاح الفكري في هذه المرحلة من تاريخ البشرية مركز الصدارة بعد أن حققت الثورة العلمية التكنولوجية بتطويرها لقوى الإنتاج الإنتاجية العالية جدا التي تمكن البشرية من التحرر من الحاجة , فقد خلقت الأساس المادي للتحرر من علاقات الإنتاج الرأسمالية (...) و لم تعد العلاقات الرأسمالية تستمد أسباب بقائها من حيوتها و قدرتها على خدمة البشرية (...) فقد إستنفذتها و لم تعد إلا خطرا داهما على البشرية و الطبيعة , و إنما تستمد قوتها من قوة العادة لدى البشر و من تأثير الهيمنة الأيديولوجية على عقولهم و مسخهم سايكولوجيتهم } , في المرحلة المعاصرة نحن نحتاج بالفعل إلى الكفاح الفكري .. غير الذي تعنيه الدكتورة سعاد من وعي الجموع البشرية فمجرد التفكير بذلك هو من قبيل الغطرسة المثالية , و إنما تطوير الماركسية وفقا للقراءة الموضوعية للمرحلة المعاصرة [و يتكفل بذلك على وجه الخصوص الماركسيين ليصلوا إلى كيفية موضوعية لا ذاتوية في التحرك و التنظيم و التحرر] , و ليس صحيحا أن مرحلتنا المعاصرة حققت بفضل الثورة العلمية و التكنولوجية الإنتاجية العالية جدا بحيث تمكن البشرية من التحرر من الحاجة .. و يكفينا في ذلك كحجة أن نعاين المستويات الإنتاجية متسلسلة سنويا للمراكز (و لتكن الولايات المتحدة الأمريكية كمثال) .. يمكننا أن نلمس فارق المستوى بين الصعود و الهبوط الإنتاجي ما قبل السبعينيات و ما بعدها بكل وضوح , لقد هبط المستوى الإنتاجي و في المقابل إرتفع المستوى الإستهلاكي , و لربما خلطت الدكتورة بين الرأسمالية و الإستهلاكية إن حاولنا أن نتأوّل ((إنما تستمد قوتها من قوة العادة لدى البشر و من تأثير الهيمنة الأيديولوجية على عقولهم و مسخهم سايكولوجيتهم)) .
و لم تتناول الدكتورة الحزب الطلائعي : { و لمواجهة ذلك تبقى الحاجة الماسة للحزب الطليعي (...) و لكن سمات هذا الحزب يجب أن تتطوّر , فعلى الرغم من ضرورة حفاظه على طابعه الطبقي إلا أن عليه أن يستوعب تطوّر الطبقة العاملة و شمولها شغيلة اليد و الفكر , و رغم إحتفاظه بالهوية الفكرية له و هي الماركسية إلا أنه يجب أن يستوعب تطوّرها و يعمل على تطويرها وفقا لتطوّر الواقع الإجتماعي الإقتصادي الوطني و العالمي } , و تكمل : { إن عولمة الكفاح الفكري التي تتيحها الثورة العلمية التكنولوجية تمكّن الحزب الطليعي من تحقيق عولمة الكفاح الفكري بإستخدام أحدث منجزاتها و تعميم آخر التطورات في مجال النظرية الماركسية بوسائل الإعلام المتيسرة للجماهير (...) و يتطلب العصر التفاعل مع كل تطوّر إضافة إلى تعميم الكفاح ضد جميع النظريات الإقتصادية و الإجتماعية المضللة (...) و المساهمة الفعالة في الإجتماعات و الندوات المباشرة و عبر الإنترنت في جميع هذه المجالات , و هذا يتطلب من الحزب الطليعي أن يضم و لا سيما في قيادته أناسا متطورين علميا و تكنولوجيا , مع الوعي الثوري و الإستعداد للتضحية بكل شيء } , إن الدكتورة تتناول ضرورة حفاظ الحزب الطلائعي على طابعه الطبقي .. لكنها في ذات اللحظة تنفي ذلك بذريعة توسيع الطبقة العاملة من خلال تطوّرها ! , يجب تجاوز المصطلحات حين تتعارض كمفهوم لموضوع ما في الواقع لا أن نلبس الواقع مصطلح لا يمثله : فالطبقة الوسطى ليست بروليتاريا و الإستهلاك هو نقيض للإنتاج و الرأسمال هو عمل مختزن لا ورق غطاؤه الثقة ! , أما ما فصّلته الدكتورة ككفاح فكري يمارسه الحزب الطلائعي .. فلا خلاف عليه بعد إتفاق على قراءة موضوعية و منها لتطوير نظري فتطبيق عملي .
و تضيف : { خلق إعلام إنساني عالمي تستطيع الحركات الثورية بتظافر جهودها أن تحققه من خلال الإستخدام المبدع و الفعّال لمنجزات الثورة العلمية التكنولوجية للإنتصار } , و لم تشر حتى اللحظة الدكتورة إلى ضرورة وجود مركز إشتراكي تستند عليه الأحزاب الطلائعية على غرار ما كان الإتحاد السوفييتي يقوم به كدور .. و يبدو أن هذه المركزية إستبدلتها الدكتورة بمركزية إعلامية تقوم في العالم الإفتراضي بعد الثورة العلمية التكنولوجية , و رغم أهمية ذلك إلا أن ذلك يُبقي الصراع ضمن أطره المثالية و الإفتراضية .. و هذا ما نستنتجه من مجمل حديث الدكتورة سعاد , و لعل حكمنا هذا يتبدل مع النقطة التالية من هذا الفصل .
(رابعا) عولمة الكفاح الإقتصادي :
و تبدأ الدكتورة بالقول : { يتسبب المستوى العالي للإنتاجية في ظل الرأسمالية في إحداث نسبة عالية جدا من البطالة و الفقر في كل إنحاء العالم , فالتكنولوجيا الحديثة تنتج أنظمة متقدمة تمكن من تسريح العمال و إغلاق المصانع بسهولة و دون إضرار بالرأسمال } , تصر الدكتورة على القول بالمستوى العالي للإنتاجية و نخالفها في ذلك بالعودة لقراءة موضوعية بعيدا عن الأدلجة , و تزيد الدكتورة الطين بلة بقولها أن الإعتماد على الأتمتة (المكننة) في الإنتاج و تسريح العمال و إغلاق المصانع لن يؤدي لإضرار بالرأسمال بفضل التكنولوجيا الحديثة ! , و في مواجهة كل الغلط السابق تدعو الدكتورة إلى : { تطوير أساليب و وسائل كفاح الشغيلة و عولمتها في مواجهة عولمة الرأسمال , و يتطلب تطوير وعي الشغيلة و إدراكهم لوحدة مصالحهم } , و تكمل : { فالنقابات العمالية التي نشأت و تطورت مع نشوء و تطور الحركة العمالية و كانت مدرستها الأولى لا تزال لها دورها في الكفاح ضد الإستغلال الرأسمالي و لكن تتطلب مع تطور الرأسمالية و بلوغها مرحلة العولمة [عولمتها] أي الربط بين تكوينها على أساس وطني وعلى أساس عالمي } و تضيف : { إنقاذ العمال العاطلين يجب العمل على تشكيل نقابات عمالية للعمال العاطلين و توجيه نضالهم و تنسيقه مع نقابات العمال العاملين } , و يكفي القول أن تطوير الماركسية و تطوير الأساليب و الوسائل الكفاحية و جعلها عالمية .. لا يكون إلا بعد العودة إلى قراءة موضوعية بعيدا عن الأدلجة .
و تكمل الدكتورة كفاحها الإقتصادي _الترتيب من عندنا_ : { و تتطلب عولمة الكفاح الإقتصادي عولمة الكفاح :
1) ضد برامج صندوق النقد الدولي و البنك الدولي للتكييف الإقتصادي .
2) تصعيد النضال الوطني ضد الخصخصة .
3) الدفاع عن قطاع الدولة و القطاع الوطني الخاص و المختلط .
4) النضال من أجل إلغاء الديون على البلدان الفقيرة .
5) النضال دون السماح للدولة الوطنية باللجوء إلى الإستدانة لأغراض شراء السلاح و تدعيم أجهزة القمع الأخرى .
6) ضد إتفاقية التجارة الحرة .
7) ضد تنفيذ إجراءات منظمة التجارة الحرة .
8) ضد إتفاقية حماية الإستثمار .
9) النضال من أجل توجيه الإستثمارات الأجنبية للمجالات الصناعية الهامة و ليس حصر ذلك بالخدمات و المجالات التي تخدم مصالح الرأسمال الأجنبي .
10) ضد إتفاقية حماية الملكية الفكرية التي لم تنص على حماية حقوق المبدعين من علماء و فنانين في جميع المجالات بل حقوق الرأسماليين .
11) النضال من أجل حماية حقوق منتجي المنجزات العلمية و الفنية و التكنولوجية و الأدبية من علماء و فنيين و شعراء و كتاب و فنانينن .
12) النضال الفعال ضد إستخدام الحصار الإقتصادي لمعاقبة الدول الخارجة عن الإجماع الدولي .
13) النضال من أجل علاقات إقتصادية عالمية عادلة (...) الذي لا يتم إلا بالقضاء على علاقات الإنتاج الرأسمالية و إقامة علاقات الإنتاج الإشتراكية فالشيوعية من جهة أخرى } .
و لكي نفهم مضامين هذه النقاط يمكن العودة للأجزاء الأولى من هذه السلسلة (الفصل الثالث) مع النظر إلى تعليقاتنا , لكن بشكل عام لا تشير الدكتورة في نقاطها لا من بعيد و لا من قريب عن خطة عمل إقتصادية ما أي إنتاجية _اللهم النقطة الأخيرة فقط و بشكل غامض و عام للغاية_ , و قد أثارت النقطتين (10) و (11) إهتمامنا .. إذ أن الدكتورة في حين طالبت بشكل مباشر بحق الملكية الفكرية للعلماء و الفنانين و الشعراء لم تطالب بحق مباشر للبروليتاريين من أي نوع ! .
(خامسا) عولمة الكفاح السياسي :
و تبدأ الدكتورة بالقول : { كدست البشرية تجارب غزيرة في هذا الميدان الهام و إستطاعت تحسين أوضاعها السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية من خلال هذا الكفاح الذي تطور مع تطور وعيها الثوري , و أدركت أن الثورة فقط يمكنها أن تنقل علاقات الإنتاج من مرحلة إلى أخرى , فالثورة كما يقول ماركس هي قاطرة التاريخ , و لكنها تتطلب الإعداد الكافي و التهيئة الجماهيرية , فالثورة لا يمكن أن يصنعها فرد أو حزب سياسي أو طبقة مهما أوتوا من قوة و جبروت من نظرية و تنظيم , الثورة فعل جماهيري عام ينطلق عفويا و بقوة جبارة تحت تأثير الإرهاب الدموي و الضغط الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي الذي تمارسه الطبقة الزائلة لضمان بقائها أو على الأقل تأجيل زوالها , في الحالة التي أطلق عليها لينين الوضع الثوري أي عندما لا تستطيع الجماهير أن تعيش بالإسلوب السابق و لا تستطيع السلطة أن تحكم بالإسلوب السابق , إن هذا ما يمكن وصفه بالنسبة إلى الثورات الإجتماعية السابقة } , (( هذا ما يمكن وصفه بالنسبة إلى الثورات الإجتماعية السابقة )) .. فماذا للمرحلة المعاصرة ؟! , تكمل الدكتورة [بإجابة ضمنية] : { يرى الكثير من المفكرين بما فيهم الكثير من الماركسين إستحالة قيام الثورة في عصرنا , و يقدمون مختلف النظريات الإصلاحية في الوقت الذي نشهد إنتفاضات شعبية جبارة في مختلف بلدان العالم بما فيها بعض الولايات الأمريكية (...) إن هذه الإنتفاضات ما هي إلا ثورات لم تستكمل شروط نجاحها داخليا و عالميا , و أغلبها يحدث بدون قيادة ساسية واعية لا سيما بعد إنهيار التجارب الإشتراكية الأولى و إصابة الحركة الشيوعية العالمية بالترهل من جهة و بخيبة الأمل و ما أثارت من بلبلة فكرية إستغلتها الرأسمالية لتصوير هذا الإنهيار بأنه إنهيار لمصداقية الماركسية و لجميع الخبرة الثورية التي تكدست لدى البشرية } , و تضيف : { كما تؤكد هذه الإنتفاضات في نفس الوقت بأن الثورة لا تصنعها الأحزاب السياسية مهما بلغت من التقدم النظري و التنظيمي و العمق الجماهيري و العالمي , و لكن هذه الأحزاب يمكن أن تعجل و تسهل إنتصار الثورة أو على الأقل تساعد الشعب المنتفض على تلخيص تجربته و أسباب فشل إنتفاضته فتعمق وعيه و توسع تأثير نشاطه الثوري على العملية الثورية العالمية } , فالدكتورة تؤكد أن [[ الثورة ]] غير مرتبطة بما يقوله المفكر الفلاني أو الماركسي العلاني .. إذ أنها ليست تجريد و هي نتاج موضوعي صرف , و كل ما يمكن للحزب الطلائعي أن يقدمه للثورة هو التسهيل و التسريع .. و إلا فهو لا يخلق الثورة (من العدم) و أيضا لا يمكنه أن ينفيها (عدما) لأنها منفصلة عنه كموضوع مستقل عفوي , و قد أحسنت الدكتورة في تناولها حقيقة الإنتفاضات : [ما هي إلا ثورات لم تستكمل شروط نجاحها داخليا و عالميا] , و صحيح أن الكتاب يعود لعام 2000 و يتناول الإنتفاضات التي أدركها زمان هذا المؤلف إلا أن الحديث يصح أيضا على إنتفاضات الربيع العربي .. لنتفكر و نتدبر .
و تضيف الدكتورة : { و كما جهزت الثورة العلمية التكنولوجية الرأسمالية بكل تلك الأسلحة الفتاكة فقد جهزت البشرية بإمكانية إبطال كل تلك الأسلحة و لا يتحقق ذلك إلا بتلاحم شغيلة اليد و الفكر , فالعلماء لوحدهم يمكنهم من تعطيل كل أسلحة الدمار الشامل (...) و لا شك بأن كل عملية قمع وحشية (...) لإنتفاضات الشعوب تصيب العلماء الذين إخترعوا هذه الأسلحة (...) بهزة وجدانية تتحول إلى وعي ثوري يدفعهم إلى العمل الثوري , (...) فالإنتفاضات المحلية (...) تسهم في توعية البشرية عموما و العلماء خصوصا و تعزز التلاحم بين شغيلة اليد و الفكر } , غريب قول الدكتورة هذا .. وحدة شغيلة اليد و الفكر و إبطال الأسلحة الفتاحة (الرأسمالية) بسبب [[ هزة وجدانية ]] تتحقق عند العلماء ! , مهملة بذلك كل الموقع الطبقي و دوره , و من الجيد أن الدكتورة لم تتجاوز ذلك معلنة توحد بروليتاري- رأسمالي بفضل [[ هزة وجدانية ]] أيضا .
{ إن المهمة أصب و تتطلب وعيا ثوريا أعمق لا يمكن أن يتكون إلا من خلال النضال الثوري المتعدد الأشكال و الوسائل , ليس للجماهير الوطنية فحسب بل لجماهير البشرية , من خلال ليس الأحزاب السياسية الوطنية فحسب بل و الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم أي من خلال عولمة التضامن العالمي (...) و تطوير أشكال و أساليب كفاحها و فرض حقها في ممارستها للديموقراطية السياسية لتطوير جهاز الدولة و الأجهزة الدولية التي تشكلت و تطورت من خلال الصراع بين العمل و الرأسمال , و العمل على تشكيل و تطوير مختلف مجموعات الضغط غير الحكومية و فرض إنتخاب مندوبي الدول إلى الهيئات الدولية من قبل الشعوب و ليس الحكومات , و إستخدام الإنترنت لتنسيق النشاطات البشرية العامة لتعزيز زخم نشاطها و فرض مطالبها }
و تنهي الدكتورة بالقول : { و يفرض ذاك إستمرار وجود و تطور الأحزاب الشيوعية و حركتها العالمية لأنها عنصر توحيد القوى الثورية على الصعيد الوطني و العالمي بغض النظر عن العرق و القومية و الدين و لأنها القوى السياسية الوحيدة التي تربط بين الأهداف الآنية الوطنية و العالمية بأهداف البشرية و حلمها ببناء عالم عادل بدون تمايز طبقي أو عرقي أو ديني عالم خالٍ من الإستغلال و الإستعباد (...) و لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تطوير النظرية الماركسية , النظرية العلمية الثورية , نظرية الثورة الإشتراكية و تحرر البشرية من الرأسمالية و تطوير برامجها و إسلوب عملها و أشكال التنظيم وفقا لتطور الظروف و وفقا للإمكانيات التي تتيحها الثورة العلمية التكنولوجية و ثورة المعلومات و الإتصالات لتحقيق الثورة و الإستفادة من كل التجارب الإشتراكية السابقة بسلبياتها و إيجابياتها لبناء علاقات الإنتاج الإشتراكية و الشيوعية و إقامة المجتمع الشيوعي } .
بعد القراءة الموضوعية بعيدا عن الأدلجة و من ثم تطوير الماركسية وفقا لها , يأتي دور التطبيق الذي يبدأ بتصوّر فتشكيل الحزب الطلائعي , للحزب الشيوعي خصوصية ينفرد فيها عن باقي الأحزاب الأخرى .. و من المهم إدراك ذلك , و أما فيما يتعلق بالأحزاب الشيوعية القائمة اليوم .. فليس من المبالغة القول أنه ينبغي نفيها و تجاوزها بكل ما تحمله من ميراث و تنظيم و تحرك إن أردنا عمل ماركسي جدّي , و الإكتفاء بمراكز تهتم بالدراسات و البحوث الإستراتيجية عوضا عنها .. حتى تبلغ نقطة كافية من إدراك هذه المرحلة المعاصرة ثم ليبدأ تأسيس حزب الطليعة لتطبيق نتائج هذه الدراسات و الأبحاث .
من المؤسف أن عدد كثير من الماركسيين و غير الماركسيين ينظرون إلى الماركسية نظرة أدبية شاعرية أكثر من كونها علمية حازمة , و هذا كان أحد عوامل التفاسير المغالطة للماركسية المتخمة بالرغبات العاطفية و الإنسانية الشخصية , و عل أحدهم يسأل : هل يعني ذلك أن الماركسية تقف موقف الضد من العاطفية الوجودية أو الميول الإنساني تجاه الآخرين ؟ , ليس تماما لكنها تقف موقف المقوّض و النقيض للمثاليات و الأوهام و الأحلام الفانتازية , فقد كان الإنسان يرغب حقا و بشدة في أن يكون كائن فوق طبيعي و وجوده في هذا الوجود مؤقت و أنه مركز الكون .. إلا أن العلم جاء فقوّض ذلك كله بل و قد نال من كبرياء الإنسان إلى أقصى و أقسى حد , و رغم ذلك يحتفظ العلم بطابعه التقدمي الراقي ليقيم حقيقة الشيء هو كما هو , و كذلك بالمثل هو دور الماركسية .
و في ختام هذه السلسلة من الجدير بالذكر أن جزءا ليس بقليل من رؤية و وجهة نظر الدكتورة سعاد تتوافق إلى حد كبير مع رؤية و وجهة نظر [حركة زايتجايست] , و لعلي مستقبلا أتناول بعض من أفكار و آراء هذه الحركة مما لم أتناوله في معرض هذه السلسلة .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟